بولندا تستبدل أسلحتها المستنفدة بأوكرانيا بصفقة تسلّح كبرى من كوريا الجنوبية
البعث – تقارير:
ربما يمرّ الخبر مرور الكرام في وكالات الأنباء العالمية، ولكنه يشير من جهة ثانية إلى أن هناك جهداً آخر تبذله الحكومة البولندية استعداداً لحدث عسكري سيقع في أوروبا، وخاصة أن بولندا أصلاً لديها مطامع أعلنت عنها سابقاً في الغرب الأوكراني، وساهمت خشية حلف شمال الأطلسي من الانخراط المباشر في الحرب مع روسيا في منع هذا السيناريو أو تأخيره، ومعلوم أن بولندا الدولة الأساسية في حلف “ناتو” تنتشر على أراضيها كتلة كبيرة من الترسانة العسكرية للحلف، وهي دون أدنى شك ستكون على تماسٍ مباشر مع الجيش الروسي إذا سقطت أوكرانيا بأكملها تحت سيطرة روسيا، وهو أمر تزايد الحديث عنه في الفترة الأخيرة في الأوساط الغربية، الأمر الذي يجعل هذا البلد في مواجهة مباشرة معه، من داخل الحلف أو من خارجه، لأن وجود الحلف ذاته أصبح محل شك في أوروبا بأكملها، على خلفية عجزه الظاهر عن تغيير المعادلات السائدة حالياً في أوكرانيا، وهو أمر ربما استشعرته وارسو ورأت أن عليها أن تستعدّ لمثل هذا السيناريو الذي تجد نفسها فيه في مواجهة مع روسيا، بينما يقف الحلف عاجزاً عن حمايتها.
لذلك يمكن للمراقب أن يضع علامات استفهام كبيرة حول توقيت عقد بولندا صفقة تسلّح كبيرة مع كوريا الجنوبية اشترت بموجبها عدداً كبيراً من الدبابات القتالية وطائرات هجومية خفية ومدافع هاوتزر ذاتية الدفع، حيث أفيد بأن شركة “هيونداي روتيم” الكورية الجنوبية لتصنيع أنظمة السكك الحديدية ومعدات المصانع “أبرمت صفقة أساسية مع إدارة التسلح البولندية لتصدير ألف دبابة من طراز K2 التي تعدّ سلاحاً رئيسياً للقوات البرية الكورية”.
وجرت مراسم توقيع “الصفقة في العاصمة البولندية وارسو، بينما ذكرت الشركة أن الصفقة “جاءت في إطار إجراءات طرحتها بولندا لتحديد إجمالي الكمية وحجم المشروع لتخصيص ميزانية مشروعات قبل إبرام صفقات منفصلة مستقبلية”.
ونصّت الصفقة، حسب وكالة أنباء يونهاب “على مهلة التسليم لكل من الدفعتين الأولى والثانية، والمواصفات المفصّلة، والتدريبات ذات الصلة، وشروط الصيانة وغيرها”.
كذلك ستقدّم الشركة الكورية الجنوبية “دفعة أولى من دبابات K2 محلية الصنع ضمن ما يمكن توفيره أولاً، وستسلم إلى بولندا بشكل نهائي دفعة ثانية من الدبابات التي يتم إنتاجها في مصانع بولندا وكوريا”.
وبدءاً من الدفعة الثانية بوجه خاص، سيتم في بولندا “إنتاج الدبابات المخصصة لنظام بولندا العسكري التي تم تطبيق المواصفات الإضافية عليها. وستتيح هذه الصفقة فرصة لبولندا لامتلاك القدرة على إنتاج الدبابات بنفسها”.
وكان أعلن في اليوم السابق أن بولندا وقعت “صفقات أولية مع كوريا الجنوبية لشراء مقاتلات هجومية خفيفة من طراز “FA-50 كورية الصنع ودبابات قتالية من طراز “K2” ومدافع هاوتزر ذاتية الدفع من طراز “K9”.
ونُقل عن الحكومة البولندية إعلانها أنها “ستشتري بموجب (العقود الإطارية) 48 طائرة من طراز (FA-50) و980 دبابة قتالية من طراز (K2) و648 مدفع هاوتزر من طراز (K9)”، ووصفت تلك الصفقات بأنها “أهم وأكبر طلبيات الدفاع حجماً في السنوات الأخيرة”.
وتأتي هذه الصفقات البولندية لشراء أسلحة من كوريا الجنوبية رغبة من بولندا في “سدّ الفجوة” الناجمة “عن تسليم أنظمة الأسلحة إلى أوكرانيا التي تقاتل ضد روسيا”، بينما أشير إلى أن وارسو، لم تكشف عن تقديراتها لتكلفة العقود.
إلى ذلك، ذُكر أن بولندا تخطط أيضاً “لشراء 48 مدفع هاوتزر (K9) أولاً، وطلب 600 مدفع آخر بعد ذلك”.
وكانت وزارة الدفاع البولندية قد ذكرت في وقت سابق أن وارسو “تخطط لشراء 48 مقاتلة هجومية خفيفة من طراز (FA-50)، مع تسليم الدفعة الأولى المكوّنة من 12 طائرة في منتصف العام المقبل”.
ووصفت وكالة أنباء “يونهاب” هذه الصفقة بأنها “أكبر صادرات للمؤسسة الكورية لصناعات الطيران والفضاء”.
ونُقل عن نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع البولندي ماريوس بلاشتشاك قوله خلال مراسيم التوقيع: إن “أنظمة الأسلحة الكورية الجنوبية هي الأنسب لتلبية احتياجات بلاده الدفاعية، بعد اعتبار الجوانب المختلفة مثل التقنيات والتكاليف وتوقيت نشرها”.
إلى ذلك، صرّح آن هيون هو، الرئيس التنفيذي للمؤسسة الكورية لصناعات الطيران والفضاء قائلاً: “أوروبا سوق مهمّة مثل الولايات المتحدة. وعلى خلفية الطلبات في أوروبا، سنكثف الجهود لتحقيق هدف تصدير 1000 طائرة كورية”.