هاريس تخوض حملة صامتة استعداداً لانتخابات 2024
واشنطن – تقارير
كثفت كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي جو بايدن، زياراتها للولايات الرئيسية وأجرت محادثات مع كبار جامعي التبرعات، مع تزايد الدعوات التي تطالب الرئيس بايدن بالاكتفاء بولاية واحدة وعدم الترشح في انتخابات 2024، حسب ما ذكرته صحيفة التايمز البريطانية، يوم أمس.
يبدو أن هاريس تهيّئ نفسها لإدارة البيت الأبيض خلفاً لبايدن، فهي تريد “أن تُرى” أكثر، حيث تجري المقابلات وتقوم بزيارات للولايات الحرجة، تزامناً مع “تحول في الإستراتيجية” مع بدء كبار الديمقراطيين الآخرين في رفع ملفاتهم الشخصية؛ تحسباً لاحتمال ألا يخوض بايدن انتخابات 2024.
واجتذبت سيناتورة كاليفورنيا السابقة (57 عاماً)، كثيراً من الاهتمام، لأنها أصبحت أول امرأة سوداء من جنوب آسيا نائبة للرئيس، لكنها كافحت للبقاء في دائرة الضوء وتعاني من معدلات قبول سيئة مماثلة لبايدن البالغ من العمر 79 عاماً.
ومع ذلك، يبدو أن شهيتها مفتوحة للسفر، حيث قامت بثماني زيارات محلية حتى الآن في تموز الجاري، وهو ضعف العدد في أي شهر آخر خلال الفترة التي تولَّت فيها منصبها، وشملت رحلاتها هذا الشهر الولايات المتأرجحة الحاسمة في فلوريدا وبنسلفانيا ونورث كارولينا.
وأجرت متوسط ثلاث رحلات محلية شهرياً هذا العام، ولا يشمل ذلك الرحلات الجوية إلى كاليفورنيا في عطلات نهاية الأسبوع عندما لا تكون لديها عادةً ارتباطات عامة.
وأدى نشاطها المتواصل إلى إثارة الدهشة بين أعضاء الحزب، في الوقت الذي بدأ فيه العديد من الحكام الديمقراطيين، على ما يبدو، في جس نبض الجو العام من خلال جولاتهم الخاصة لعام 2024.
وكان حكم المحكمة العليا الشهر الماضي ضد الحق الدستوري في الإجهاض بالنسبة لهاريس قضية جديدة تدافع عنها، بعد أن أحرزت تقدماً بطيئاً في معالجة قضية الهجرة عبر الحدود مع المكسيك، وهي المهمة التي كلفها بها بايدن في بداية الإدارة.
وتقول هاريس إنها تخطط للسفر في جميع أنحاء البلاد، والتحدث إلى الناس، والاستماع إليهم، مضيفةً أن “النساء والرجال مستاؤون وغاضبون وخائفون بشأن الحقوق التي تُسلَب منهم”.
لكن هاريس لا تهدف إلى “الوفاء بالتعهدات” بقدر ما تهدف إلى تأطير فشل الإدارة في “الأعمال غير المنجزة”، مثل تقنين الإجهاض أو تمرير تدابير الحماية من تغير المناخ أو الإعفاء من بعض ديون قروض الطلاب.
في السياق، يقول مراقبون إن هاريس تريد أن تُرى وتجعل الناخبين يعرفون أنها تراهم.
من جانب آخر، أفادت قناة سي إن بي سي الأمريكية بأن هاريس عقدت مؤخراً اجتماعات خاصة مع ثلاثة من الداعمين المهمين على الأقل الذين ساعدوا في تنظيم حملاتها الناجحة بكاليفورنيا لتكون محامية مقاطعة ومدَّعية عامة وللوصول إلى مجلس الشيوخ.
ومن بين هؤلاء صديقان ثريان على الأقل: فانيسا جيتي، زوجة بيلي جيتي، وريث عائلة جيتي؛ ولورين باول، سيدة الأعمال المليارديرة وأرملة المؤسس المشارك لشركة أبل الراحل ستيف جوبز.
وقد جمعت جيتي وعائلتها الأموال من أجل حملة هاريس غير الناجحة للترشح عن الحزب الديمقراطي في عام 2020.
وأضافت القناة الأمريكية أن مديراً تنفيذياً في وول ستريت قام بجمع الأموال لحملة بايدن 2020، قال إنه تواصل مؤخراً مع هاريس ونيوسوم. وقال المسؤول التنفيذي إن أياً منهما لم يطلب الدعم صراحة، لكن القناة أشارت إلى أنهما كانا على الأرجح “يحاولان الحصول على الداعمين بالمال الوفير في حال ترشحا للبيت الأبيض في غضون عامين”.
يأتي ذلك مع تزايد الدعوات إلى بايدن لإثنائه عن الترشح مرة أخرى، وقد أظهر استطلاع أجرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية الشهر الحالي، أن 64% من الديمقراطيين قالوا إنهم يفضلون مرشحاً مختلفاً عن بايدن في عام 2024.
وغادر أكثر من 13 من كبار المسؤولين مكتب هاريس وسط تقارير تفيد بصعوبة العمل معها، وضمن ذلك، هذا الشهر، ميغان غروب، كاتبة الخطابات الرئيسية التي انضمت في نيسان بدلاً من كيت تشايلدز غراهام، التي غادرت في شباط.