التكويرية الموسيقية الروحية سر القدود الحلبية
حلب – غالية خوجة
تدور القدود الحلبية دوران الساعة فلا تتوقف عن تعابيرها اللحنية وكلماتها الفصحى والمحكية، عابرة ذاكرة التراث إلى اليونسكو، لكن، كيف نجعلها دائمة التجول بين فضاءات العالم والمستقبل؟
عشق الوطن ينشر التراث
هذا ما أجابت عنه د. لبانة مشوح وزيرة الثقافة أثناء حضورها للحفل التراثي “قدود حلب كنز النغم”: فخر لنا جميعاً أن تكون القدود الحلبية على لائحة اليونسكو، ومن واجبنا بعد تسجيلها على لائحة التراث الإنساني أن نعمل على ضونها ونشرها، وتجذيرها بين الشباب والأطفال، وتوعيتهم بهذا الفن التراثي العظيم، واليوم، نحن في حلب العظيمة، الشامخة، الأبية، العنقاء، التي نهضت من تحت الأنقاض لتثبت للعالم أجمع أن الشعب السوري عموماً، والحلبيين بشكل خاص، يعشقون مدينتهم، يعشقون وطنهم، ويبنونه يداً بيد.
ذاكرة الموسيقا
وضمن هذه الذاكرة المورقة بالموسيقا استمتع الحضور بالحفل الذي أقيم على مسرح نقابة الفنانين بحلب بقيادة المايسترو عبد الحليم حريري رئيس فرع نقابة الفنانين بحلب وفرقة نغم ومشاركة كل من الفنانين صفوان عابد، أحمد خيري، عمر سرميني، محمود فارس.
دوائر أزلية
ابتدأ الحفل بـ “اسق العطاش” مع صفوان عابد، وانتهى بالمولوية مع محمود فارس، مروراً بالقدود والموشحات التي غناها أحمد خيري وعمر سرميني، مع فاصل موسيقي على كمان عبد الحليم حريري، وكأن هذا الانتقال بين البداية والنهاية يخبرنا بأن التكويرية الموسيقية الروحية هي السر الأهم في القدود والموشحات الحلبية، وتذكرنا بالدائرة الكونية المنغلقة والمنفتحة في آنٍ معاً، الممتدة منذ الأزل إلى الأبد، كما تذكرنا بدوائر العلامات الموسيقية وانسجامها الذي بدا كسيمفونية شرقية متكاملة الهارموني، توزعت بين الأنامل العازفة على الآلات الموسيقية المتنوعة من مختلف الأعمار والأجيال، والأصوات المغنية التي أجادت التماهي والتحليق وجذبت الحضور ليردد معها، ويكمل يا ليل حتى أثناء انقطاع الكهرباء البسيط.