سباق الأفكار وروح الابتكار في بطولة “روبوتي صديقي”
اللاذقية – مروان حويجة
اختُتمت في صالة دار الأسد للثقافة بمدينة اللاذقية البطولة الوطنية لعلوم الروبوت بحفل تتويج للفائزين بالمراكز الثلاثة الأولى عن الفئات الابتدائية والمتوسطة والعليا بمسابقات مهمات الروبوت ومبدعي المستقبل ومهندسي المستقبل، وجسّدت التصاميم والنماذج الإبداعية العلمية المقدّمة من الفرق الشابة المبدعة في منافسات وفعاليات البطولة التي أقامتها هيئة التميّز والإبداع، إدارة الأولمبياد العلمي السوري، قدرة الشباب السوري وطاقاتهم الإبداعية وروح الابتكار لديهم، وتجلّت قدراتهم الإبداعية في مهارتهم الفائقة بتوظيف هذه المهارات في المسابقة عبر مختلف الاختصاصات والمجالات الشاملة لتقنيات الذكاء الصنعي وعلوم الروبوت لمواكبة التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم والمساهمة في بناء المستقبل لبلدهم.
ومما كان لافتاً في البطولة هذا العام ارتفاع بالمستويات وتصاعد في المنافسات بنهائيات البطولة الوطنية لعلوم الروبوت، فكان الحضور المميّز لسباق الأفكار والابتكار في منافساته النهائية التي احتضنتها صالات المدينة الرياضية باللاذقية، تحت العنوان العالمي “روبوتي صديقي”، ولم تقتصر المشاركة القياسية على عدد الفرق المشاركة والبالغ 126 فريقاً من مختلف المحافظات، بل في المشاركة الواسعة في الفئة المتوسطة التي بلغت في هذه البطولة 54 فريقاً، فكان طموح الجميع للتتويج والتأهل إلى البطولة العالمية المقرّرة في تشرين الثاني القادم، تكريساً لشعار “مجتمع متميز بشبابه”، وتعزيزاً لدور الأولمبياد العلمي السوري الذي يشكّل فعالية وطنية تهتمّ باكتشاف واستقطاب ودعم الطلبة الذين يثبتون تميّزهم في اختصاصات الرياضيات والفيزياء والمعلوماتية وعلم الأحياء، وذلك عبر تدريبهم وتأمين مشاركتهم في المسابقات العالمية لهذه الاختصاصات.
وألقى رئيس اللجنة العلمية لعلوم الروبوت الدكتور مهيب النقري كلمة عبّر فيها عن السعادة والإعجاب بما حقّقته الفرق المشاركة في البطولة على مستوى الأداء اللافت، معتبراً هذا المستوى ميزة من شأنها تعزيز حضور سورية في المنافسات الدولية وتحقيق نتائج متميزة، حيث إن الفرق التي أحرزت العلامة الكاملة في مسابقة مهمّات الروبوت ضمنت تأهلها للأولمبياد العالمي، أما بالنسبة لمسابقتي مبدعي المستقبل ومهندسي المستقبل فكان معيار التأهل فوق الـ٩٠% بالإضافة إلى عدة معايير أخرى ستتمّ مناقشتها لاحقاً في اجتماع الهيئة. وأوضحت مديرة الأولمبياد العلمي السوري لين قاسم أن عملية تقييم الفرق تعتمد على أعلى مجموع نقاط، مبينة أن أصحاب المراكز الأولى والميداليات الذهبية هم المرشحون للتأهل إلى أولمبياد الروبوت العالمي المزمع إقامته في ألمانيا في شهر تشرين الثاني المقبل، وهناك مرحلة تصفيات لاختيار فرق نهائية.
وحاز تصميم سيارة ذاتية القيادة لفريق “ساترن إن سي دي” من المركز الوطني للمتميزين باللاذقية، والمؤلّف من الطلاب جعفر ميّا ورنيم حسن وإبراهيم معلا بإشراف المدرّبة آية خير بك، المركز الأول عن فئة مهندسي المستقبل ليكللوا جهد وتعب أكثر من عامين متواصلين من العمل الجاد للخروج بروبوت يلبّي متطلبات المسابقة العالمية والتي وجدوها أكثر صعوبة من الأعوام السابقة.
المدرّبة خير بك نوّهت بالأجواء الحماسية للمنافسة هذا العام من حيث عدد الفرق الكبير والتي كانت على مستوى عالٍ من حيث الأداء والأفكار والتصاميم، مضيفة أن هذه المشاركة هي الثانية للفريق، حيث أحرز المركز الأول على المستوى الوطني والثالث عالمياً العام الماضي مع السعي لإحراز مركز متقدم هذا العام أيضاً.
وعبّر أعضاء فريق “أي سي اس ايكودينامو” المؤلف من وليد شيباني وكريم ماضي وسامي معروف بإشراف المدرّب عبد الرحمن الحوراني عن سعادتهم بحصولهم على المركز الأول بالفئة العليا عن فئة مهندسي المستقبل والتأهل للبطولة العالمية بألمانيا وتحقيق نتائج مشرّفة، وجاءت مشاركتهم بروبوت مدير لنظام المستشفى مهمته مساعدة المرضى وأتمتة نظام عمل المستشفى. وفاز فريق “أوبن مايند” من اللاذقية المؤلّف من يونس شحادة وسليمان فويتي وجعفر المجارسي والمدربة باسمة زيني بالميدالية الفضية عن الفئة المتوسطة بمسابقة مهمّات الروبوت، حيث كان التصميم روبوت يساعد الإنسان على تنفيذ مهمة الإنقاذ خلال إطفاء حريق بالمصنع وإخراج المادة السامة من مكان الحريق ووضعها بمكان آمن بعيداً عن المتضررين. فيما نال فريق “غولدن روبوت” من مدرسة الشهيد ميمون حمودي للمتفوقين باللاذقية الميدالية البرونزية عن الفئة ذاتها، وعبّر مدرب الفريق علي سليمان عن فخره بأداء أعضاء الفريق إبراهيم صبيح وسارة قبرصلي وسامي مصري زادة باعتبارها أول تجربة لهم، ورغم ذلك أحرزوا نتيجة جيدة على أمل تحقيق مراكز أفضل في المنافسات القادمة، مشيراً إلى أنّ المشاركة الواسعة هذا العام تعكس الاهتمام الكبير الذي توليه الهيئة لنشر ثقافة البرمجة وعلوم الروبوت وترسيخها لدى الأجيال الصاعدة. ورأت الطالبة سارة قبرصلي أن حبّها للبرمجة دفعها للمشاركة وخوض التجربة التي تعلّمت منها الكثير علمياً وعملياً من خلال الاطلاع على تجارب المشاركين الآخرين وأهمية التعاون والعمل بروح الفريق وتحفيز التفكير لحلّ المشكلات، وأكدت والدتها حلا رسلان على دور الأهل في اكتشاف مواهب أبنائهم واهتماماتهم والعمل على تنميتها، كما هي الحال مع ابنتها التي حظيت بالتشجيع والمتابعة من العائلة والمدرسة على حدّ سواء وشكلت حافزاً قوياً لديها للإبداع والابتكار.
وتحدّث مدرّب فريق الميتم الإسلامي “دريم تيم” التابع للجمعية الخيرية الإسلامية في حمص عبدالله ناصيف عن مشاركة الفريق المؤلف من فاطمة ودعاء قروط وأحمد المصري بروبوت مهمته إعلام الجهات المختصة عن أماكن المصابين وإطفاء الحرائق في مناطق الدمار. فيما شارك “فريق نترونز” من الجمعية عن الفئة الابتدائية ممثّلاً بمدربه عبد الله اسلام والأطفال علي قدور وهبة الشقة وعبد الكريم قروط بروبوت مهمته قصّ وتشذيب الأعشاب الطويلة والتخلص من الأعشاب الضارة للحفاظ على البيئة وجماليتها. ورأى عدد من المشاركين أن إتاحة هذه الفرصة الغنيّة للمشاركة في هذا الحدث العلمي النوعي وما يحظى به من اهتمام واسع تشكّل انطلاقة حقيقية واعدة على طريق العلم والبحث والابتكار واعتماد التفكير الإبداعي.