طريق “الموت السريع” يثير الرعب بين أهالي صافيتا وقراها..!
طرطوس – لؤي تفاحة
ليست المرة الأولى التي نكتب فيها عن طريق طرطوس صافيتا، ليس بسبب طوله الذي لا يتعدى 25 كيلومتراً فقط، ولا بسبب كونه أكثر الطرق أماناً لقلة الحوادث المرورية، وليس لأي سبب آخر يتعلق بانسيابيته وقلة تفرعاته ومنعطفاته الخطرة، وإنما بسبب وجود أكثر من 48 مطباً، الجزء الأكبر منها ليس نظامياً، وهو مخالف لأبسط شروط السلامة الطرقية والفنية، والمستغرب كيف تمت الموافقة على تنفيذ تلك المطبات من مهندسين وفنيين وحتى “نجاري بيتون”!.
مع وضد..!
بالرغم من أن المطبات تشكّل مشكلة، ولكن وجدنا من يدافع عنها، لاسيما مستخدمو الطريق من أبناء القرى المنتشرة على جانبيه قبل الوصول لنهايته وهي بالعشرات، حيث يعتبرون وجودها حاجة ضرورية لحمايتهم من السرعات الزائدة لمستخدمي الطريق، عدا عن أن أصحاب المحال التجارية التي انتشرت بكثرة على جانبي الطريق وجدوا في المطبات فرصة، حيث تضطر السيارات للتمهل والتوقف والشراء، بالمقابل يعترض العديد من أصحاب السرافيس العاملة على الخط، وغيرهم من مستخدمي الطريق من أصحاب السيارات الخاصة، على وجود تلك المطبات بشكل قطعي نظراً لما تلحقه من أضرار فادحة بآلياتهم، وكذلك لما تسببه من حوادث تزهق أرواحاً بريئة في أوقات متقاربة باتت حديث أهالي المنطقة.
كشف ميداني
يلاحظ من خلال الكشف على العديد من المطبات أن الجهة التي نفذتها لم تتقيد بالشروط اللازمة، بالإضافة لعدم وجود أية إشارات ضوئية أو ألواح عاكسة وغيرها تشير لوجود المطبات قبل الوصول إليها، وتجنب التوقف المفاجئ أو حدوث الارتطام المفاجئ، لاسيما خلال الليل.
واقترح مستخدمو الطريق من أهالي وأصحاب مركبات عامة وخاصة العمل على تنفيذ محور آخر للوصول إلى منطقة صافيتا بعيداً عن القرى والمفارق الموجودة لتلافي تلك المطبات، وإن كانت المسافة ستزداد بالنسبة لهم، أو الاختصار من بعض المفارق، كما هو حاصل بالنسبة لطريق طرطوس الدريكيش الحديث، وطالبوا بضرورة وضع الشاخصات المرورية للدلالة على وجود المطبات، خاصة لمن يستخدم الطريق لأول مرة، وكذلك ضرورة طلاء المطبات باللون التحذيري، ومتابعة ذلك بشكل مستمر ودائم ليتم التخفيف من الحوادث، والتقليل من مخاطرها، كما هو حاصل بالنسبة للمطب الحديث “مطب اللمعة”، وتمت الكتابة عن مشكلة الطريق نظراً لما تسبب به من حوادث يومية مؤسفة خلال أيام قليلة من إحداثه؟!.
عشرات الكتب!
في تعليقه على حال ومشكلات الطريق، اعترف حسين ناصر مدير فرع المؤسسة العامة للمواصلات الطرقية في طرطوس بوجود أكثر من 48 مطباً على الطريق، وأن القسم الأكبر منها تم تنفيذه دون أي تنسيق مسبق مع المؤسسة من قبل الوحدات الإدارية، أو حتى علمها بذلك, منوّهاً بالجهود التي تمت مؤخراً بإلغاء عشرة مطبات كونها غير ضرورية وكذلك غير مناسبة فنياً, وأشار ناصر إلى تسطير عشرات الكتب لمحافظة طرطوس بخصوص إلزام الجهات التي تنفذ تلك المطبات بالتنسيق والتعاون مع فرع المؤسسة من أجل تنفيذها وفق المواصفات وبالأماكن الضرورية ضماناً لمسارات طرقية آمنة وليس بشكل فوضوي!.
وبيّن مدير فرع المؤسسة العامة للمواصلات أنه تم تشكيل لجنة خلال العام الماضي مؤلفة من المؤسسة وعضوية مندوبين من المحافظة والخدمات الفنية بأمر من المحافظ السابق برقم /5441/ تاريخ 15/9/2021 مهمتها الكشف الميداني على طريق طرطوس صافيتا، وتقييم المطبات القائمة عليه من حيث العدد والنوعية والمكان، وتقديم المقترحات اللازمة في ضوء الكشف وتحسينها فنياً، ما يحقق متطلبات السلامة المرورية، وإلغاء غير المهم أو غير الضروري منها وفق رؤية اللجنة بحيث لا يؤثر على السلامة المطلوبة للسيارات والمشاة أثناء العبور.
وبيّن ناصر أن لجنة الكشف لاحظت أن العديد من المطبات تتفاوت بجودتها من حيث حوافها، وعدم وجود أي دهان أو إشارات دلالة، كذلك بيّن تقرير اللجنة وجود أكثر من مطب مزدوج ببعد متقارب في الموقع نفسه، وفي الاتجاه نفسه بشكل غير مبرر, وخلصت اللجنة المشكّلة بعدة توصيات طالبت فيها بضرورة قشط المطبات المشار إليها بتقريرها، وإعادة تنفيذها وفق المعايير والشروط الفنية المطلوبة بحيث تكون موحدة على كامل الطريق، ووجوب تحديد أماكن المطبات باستخدام الدهان الحراري حصراً، وإن كان ذا نوعية وجودة عادية يبقى أفضل من الدهان العادي، مؤكداً أن فرع المؤسسة سيعمل على تنفيذها وفق إمكانياته المتاحة بما يجعل الحال أفضل.
وبخصوص مطب “اللمعة”، بيّن ناصر أنه تم تنفيذه كحالة مؤقتة نظراً لتنفيذ عبّارة بجانبه، حيث ستتم إزالته فور الانتهاء من تنفيذ العبّارة، نافياً وجوده لأي سبب آخر، مع تأكيده تنفيذ شاخصة دلالة لوجوده خلال هذه الفترة.
بالمختصر، حال الطريق الذي وصفه الأهالي والسائقون بأنه طريق “الموت السريع” نظراً لكثرة الحوادث يحتاج اليوم لإعادة تأهيل سريعة، وتنفيذ ما خلصت إليه اللجنة المذكورة، خاصة أن الموسم السياحي في عزّه، ورواد المنطقة كثر، عدا عن كونه طريقاً حيوياً.