الشاطئ السوري خالي من الحيتان والقروش ولا داعي للخوف والقلق
اللاذقية – مروان حويجة
بددت أستاذة البيولوجيا البحرية في المعهد العالي للبحوث بجامعة تشرين الدكتورة معينة بدران مخاوف الأهالي والمصطافين ،بتأكيدها على عدم وجود حيتان ودلافين و قروش تعكّر صفوّ الموسم السياحي على الشاطئ السوري كما يتم تداوله و الترويج له ، و هذا ما تمّ التثبّت منه عبر العديد من الجولات و الزيارات الميدانية للعديد من المواقع على الشاطئ السوري ، إضافة إلى التفنيد العلمي لهذه الظاهرة التي تتفي عوامل حدوثها كما يشاع ، مشيرة ل” البعث ” إلى أنّ الحيتان و الدلافين تتجنب الاقتراب من الشاطئ لأنها تحتاج إلى أعماق مياه كافيه لتواجدها و استمرار حياتها و بالتالي لا تقترب من الشاطئ ، و إذا اقتربت من الشاطئ فيكون ذلك بسبب مرضها أو نفوقها أو حالات خاصة جداً و ماشابه ذلك.
وبينت الباحثة بدران أنه تم رصد خلال السنوات الماضية ٢١ فرداً من عدة أنواع من الحيتان و الدلافين منذ العام ٢٠٠٠ بعد العثور عليها نافقة على الشاطئ حيث يتم تصنيفها و تحديد سبب النفوق الذي يعود غالباً إلى نقص غذاء أو اعتداء عليه من صيادين، إضافة إلى أسباب عديدة تؤدي إلى الاختناق .
يشار إلى أن الحوض الشرقي للمتوسط غنيّ بالأنواع السمكية و لكنه قليل الكميات لأسباب عديدة ، و يتميز الشاطئ السوي البالغ طوله ١٨٣ كم من البدروسية شمالاً و حتى الحميدية جنوباً بالتنوع الحيوي النباتي و الحيواني حيث تنتشر فيه القاعيات و الثدييات و العوالق و الأسماك و غيرها ، و هذه جميعها يطلق عليها الثروة السمكية التي تشمل جميع هذه التصنيفات ، و من المعلوم أن الحيتان و الدلافين و القروش و الفقمات و السلاحف و الأسماك تنتشر في المياه الإقليمية السورية منذ زمن طويل بشكل طبيعي.
ولفتت بدران إلى أن الأبحاث عن الأسماك أكثر بكثير مقارنة مع تلك المتعلقة بالقاعيات ، و بوسعنا القول أنّ الدراسات المتعلقة بالحيتان و الفقمات و الدلافين و الثدييات الأخرى تكاد تكون قليلة تقتصر على عدة أبحاث محدودة ، إذ أن المعهد العالي للبحوث البحرية و هو الوحيد على مستوى القطر يقوم بجملة من الأبحاث ينفذها اختصاصيون من طلاب دراسات عليا .
والجدير بالذكر أن المعهد يجري العديد من المراقبات البحرية بالتعاون مع الجهات و المؤسسات المعنية كوزارة الإدارة المحلية و البيئة و هيئة الثروة السمكية ضمن اتفاقيات تعاون و إنجاز أبحاث مشتركة ضمن مبادرة حول مسح الحيتان و الدلافين على طول البحر المتوسط، حيث تم رصد و تصنيف عدة أنواع من الحيتان و الدلافين و الفقمة الناسكة المتوسطية و الطيور البحرية ، كما تم رصد التلوث من كميات من النفايات في المياه البحرية الإقليمية ، و في المياه الإقليمية السورية هناك ٧ أنواع من الحوتيات مستوطنة في المياه البحرية السورية تضم الحيتان و الدلافين و هناك السلاحف و الفقمة عدة أنواع من الحيتان و الدلافين، علماً أنّه لا يوجد في سورية إلى الآن قانون لحماية الحيتان و إنما هناك قانون لحماية الأحياء المائية في سورية للعام ١٩٦٤ كما عدّلت هيئة الثروة السمكية بعض البنود لحماية مثل هذه الأحياء ، و أن سورية عضو في اتفاقية الأكوبامس منذ العام ٢٠٠١ (منظمة حماية الدلافين في البحر المتوسط و البحر الأسود و المناطق المتاخمة للأطلسي ) و سورية ملتزمة بهذه الاتفاقية و بحماية هذه الكائنات.
و قد تمّ لغاية تاريخه تسجيل وجود ٢٥٢ نوعاً سمكياً منها غضروفية و عظمية في البيئة البحرية السورية حيث يكون هناك سنوياً تسجيل جديد لأنواع سمكية قادمة من البحر الأحمر و المحيط الأطلسي بفعل التغيّر في الموائل و اقتراب ملوحة المتوسط من الأحمر لأسباب عديدة منها بناء السدود و عدم وصول مياه الأنهار إلى البحر ودرجة التبخّر حتى ٤٠ بالألف ما يدفع إلى هجرة الأسماك إلى المياه الإقليمية السورية.