ردّاً على زيارة بيلوسي.. الجيش الصيني سيختبر صواريخ قرب تايوان
البعث – وكالات
في أقوى موقف صيني حتى مساء الثلاثاء أعلن الجيش الصيني عزمه إجراء تجارب صاروخية ومناورات بالذخيرة الحية في عملياته العسكرية قرب تايوان ردّاً على زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان.
وقال المتحدث باسم جيش التحرير الشعبي الصيني شي يي إن “هذه الإجراءات هي ردع عادل للتصعيد الكبير الأخير للإجراءات الأمريكية السلبية بشأن قضية تايوان وتحذير جاد للقوى المؤيدة لانفصالها”، مشيراً إلى أن “هذه الإجراءات ردّ على زيارة بيلوسي لتايوان”.
كما أعلنت وزارة الدفاع الصينية عن إطلاق مناورات عسكرية بدءاً من يوم الخميس وحتى يوم الأحد المقبل في ست مناطق بحرية تحيط بجزيرة تايوان رداً على زيارة بيلوسي.
وذكرت صحيفة غلوبال تايمز المحلية أن الجيش الصيني سيجري تدريبات عسكرية في ست مناطق حول تايوان من يوم الـ4 إلى الـ7 من آب الجاري بما في ذلك تدريبات بالذخيرة الحية.
وأشارت الدفاع الصينية إلى أن الجيش الصيني في حالة استعداد قتالي وسوف يقوم بعدد من العمليات العسكرية المحدّدة لمواجهة زيارة بيلوسي.
سياسياً، أدانت الصين بشدة اليوم زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان وأكدت أنها انتهاك خطير لمبدأ “صين واحدة” وتقوّض السلام والاستقرار في المنطقة.
وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان لها اليوم ردّاً على الزيارة: إن زيارة بيلوسي للجزيرة تعدّ انتهاكاً خطيراً لمبدأ الصين الواحدة والشروط المنصوص عليها في البيانات المشتركة الثلاثة بين الصين والولايات المتحدة، كما أنها انتهاك خطير لسيادة الصين وسلامة أراضيها وسيكون لها تأثير خطير على الأسس السياسية للعلاقات بين الصين والولايات المتحدة.
وأضاف البيان: إن تلك الزيارة تقوّض بشكل خطير السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان، وهي ترسل إشارة خاطئة وخطيرة إلى القوات الانفصالية الساعية لاستقلال تايوان، الأمر الذي تعارضه الصين بشدة وقدّمت احتجاجاً جدياً للولايات المتحدة بشأنه.
وجدّد البيان التأكيد أنه لا توجد سوى “صين واحدة” في العالم وتايوان جزء لا يتجزأ من أراضي الصين، وحكومة الصين الشعبية هي الحكومة الشرعية الوحيدة التي تمثل الصين بأكملها، وقد أقر بذلك قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 2758 لعام 1971.
وأشار البيان إلى أنه في عام 1979 قدّمت الولايات المتحدة التزاماً واضحاً بشأن البيانات المشتركة حول إقامة علاقات دبلوماسية، حيث اعترفت الولايات المتحدة بموجبها بحكومة جمهورية الصين الشعبية باعتبارها الحكومة الشرعية الوحيدة للصين، وباعتبار الكونغرس جزءاً من الحكومة الأمريكية فإنه ملزم بطبيعته بالالتزام الصارم بمبدأ “صين واحدة” والامتناع عن القيام بأي تبادلات رسمية مع منطقة تايوان الصينية.
وكانت الصين حذرت على مدى الأيام الماضية من “العواقب الرهيبة” لزيارة بيلوسي إلى تايوان على العلاقات الصينية الأمريكية، مؤكدة أن الجانب الأمريكي سيتحمل المسؤولية وسيدفع الثمن في حال المساس بمصالح الصين الأمنية السيادية.
من جانبها، أدانت اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني اليوم زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان وأكدت أنها تقوّض بشكل خطير سيادة الصين ووحدة أراضيها.
ونقلت وكالة (شينخوا) عن متحدّث باسم اللجنة قوله في تصريح بشأن زيارة بيلوسي لتايوان: إن “المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني يعارض بشدة هذه الخطوة ويدينها بقوة”.
وأضاف: “قامت بيلوسي بزيارة إلى منطقة تايوان الصينية في تجاهل لاحتجاجات الصين القوية ومعارضتها الحازمة لذلك، وقد انتهكت هذه الخطوة بشكل خطير مبدأ الصين الواحدة والبنود ذات الصلة الواردة في البيانات المشتركة الثلاثة بين الصين والولايات المتحدة وقوّضت بشكل خطير سيادة الصين ووحدة أراضيها، كما أثرت بشكل كبير في الأساس السياسي للعلاقات الصينية الأمريكية وبعثت بإشارة خاطئة للغاية إلى القوى الانفصالية الساعية لما يسمّى استقلال تايوان”.
وقال: “لا يوجد سوى صين واحدة فقط في العالم وتايوان جزء لا يتجزأ من أراضيها”، مشيراً إلى أن “الولايات المتحدة قامت بتعزيز العلاقات والتبادلات الرسمية مع تايوان وشجّعت ودعمت القوى الانفصالية الساعية لما يسمّى (استقلال تايوان) وحاولت استغلال تايوان وقوّضت على نحو خطير السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان”.
وأكد المتحدث أن “قضية تايوان مرتبطة بسيادة الصين ووحدة أراضيها وبالنسبة للصين ليس هناك مجال للقبول بحل وسط أو التراجع.. وقد حدّد (قانون مكافحة الانفصال) بنوداً واضحة بشأن قضايا رئيسية بما فيها التمسك بمبدأ الصين الواحدة وردع خطوات الانفصاليين تجاه ما يسمّى (استقلال تايوان) ومعارضة تدخل القوى الخارجية في قضية تايوان”.
وشدّد المتحدث على أن “موقف الصين حكومة وشعباً بشأن قضية تايوان ثابت وهو يمثل الإرادة الحازمة لأكثر من 1.4 مليار صيني بحماية السيادة الوطنية للصين ووحدة أراضيها بشكل حازم، وأن أي محاولة لعرقلة عملية إعادة التوحيد وإحياء النهضة العظيمة للأمة الصينية مآلها إلى الفشل”.
ووصلت رئيسة مجلس النواب الأمريكي إلى تايوان اليوم رغم التحذيرات الصينية من مغبة زيارة الجزيرة.