هل ضاعت فرصة ذهبية على الفرق المنسحبة من الكأس؟
ناصر النجار
حدث ما هو متوقّع مع استئناف مباريات كأس الجمهورية في دور الثمانية عندما انسحب فريقا حرجلة والحرية، وقد يكون الانسحاب مقبولاً لأسباب تخص الفريقين، ففريق حرجلة هبط إلى الدرجة الأولى، وغادره أغلب اللاعبين إلى أندية أخرى، واستقالت الإدارة، وجاءت إدارة جديدة قبل أسبوع، وهذا يشير إلى أن النادي بلا فريق حسب الواقع الراهن، خاصة أن دوري الدرجة الأولى بعيد بالزمن من هذا التوقيت.
أما فريق الحرية، وهو في الدرجة الأولى، فإن إدارة النادي لم تعيّن مدرب فريقها إلا قبل عشرة أيام، وبدأ المدرب بتجميع اللاعبين الذين سيعتمد عليهم في هذا الموسم، ولم يدخل مرحلة الاستعداد الجدي لأنه مازال في مرحلة الاختيار والاختبار، وهذه إحدى أهم مشاكل الفوضى الكروية التي ورثها الاتحاد الجديد من اللجنة المؤقتة التي فشلت بإدارة كرة القدم فشلاً ذريعاً.
وإذا التمسنا الأعذار لفريق حرجلة لأنه لا يملك فريقاً بالوقت الحالي، فإن فريق الحرية لا يملك العذر المقنع، خاصة أنه لعب مباراة ودية أمام الفتوة الأسبوع الماضي وخسرها بهدف، وهو أمام جاره أهلي حلب بمباراة الكأس كان يمكن أن يكسب أكثر من الرياضة أو الفوز، فالرياضة أصبحت تجارة، وأنديتنا تئن تحت وطأة الدين، وكان بإمكان نادي الحرية أن يلعب بفريقه ولو لم يكن بالجاهزية القصوى، وينال ريع المباراة، ومن المؤكد أن جمهور الأهلي مع ما تبقى من محبي الحرية سيملؤون الملعب، وسيكون الدخل كبيراً، وليس بالضرورة أن يخسر الحرية بنتيجة كبيرة كما تخشى الإدارة، فالمنافسة متاحة، ولاعبو الحرية قادرون على الظهور بشكل جيد إن تعاملوا مع المباراة بكل الجدية، لكن خوف إدارة النادي لم يكن له أي مبرر، وبالتالي أضاعت على خزينتها مالاً لن تحصل عليه بكل مباريات دوري الدرجة الأولى.
من هنا نجد محدودية التفكير في الكثير من أنديتنا دون النظر إلى التناغم بين العمل الفني والمالي، فالمال اليوم أصبح عصب الرياضة، ومن الضروري تأمين المال من كل الأبواب المتاحة لتتمكن الإدارات من الصرف على نشاطاتها الرياضية بناء وتطويراً، وهذا يتطلب استثمار كل الفرص المتاحة لإقامة المباريات الجماهيرية، والبحث عن كل وسائل الرعاية والدعاية والإعلان، فضلاً عن المطارح المخصصة للاستثمار.
وما دامت بعض أنديتنا تفكر بهذه الطريقة فلن نملك الآمال الكافية لرؤية أندية توازي بحجم عطائها ومكانتها الأندية العربية على الأقل، وكلما ضعفت البصيرة وافتقدنا إلى الحلول المجدية زادت هموم الأندية ومشاكلها.