تحية إلى الجيش العربي السوري من دار الاوبرا بالمارشات العسكرية وأناشيد تُغنّى وتعزف للمرة الأولى
دمشق – ملده شويكاني
“فوق الغيم منعليك يا أغلى أغلى علم”، بصوت الراحلة ميادة بسيليس، الأغنية التي تحيي العلم السوري، وأطلقها الموسيقي سمير كويفاتي مؤخراً، فترافقت كلماتها مع الآهات وإيقاعات الدرامز، في الحفل الذي أقيم في دار الاوبرا تحية إلى الجيش العربي السوري في عيده، بالتعاون بين وزارة الثقافة ووزارة الدفاع بحضور رسمي وجماهيري، وبمشاركة اوركسترا الجيش والقوات المسلحة بقيادة سيادة العقيد ركن محمد الطاهر، والعقيد لؤي سرية، والفرقة الوطنية للموسيقا العربية بقيادة المايسترو عدنان فتح الله، والكورال الذي أخذ دور البطل بالغناء الجماعي، مع تأثير الشاشة التي عرضت طوال الحفل مقتطفات من ملامح إنجازات جنود الجيش العربي السوري وانتصاراتهم، إضافة إلى التدريبات التي يمارسونها.
وقد هيمنت روح الحماسة ونشوة الانتصار على الحفل المتميز بموسيقا متتالية المارش العسكري بشكل خاص، ودور الطبل الكبير والإيقاعيات التي تتكامل مع النحاسيات بالموسيقا العسكرية.
تألق الحفل بذكريات حرب تشرين التحريرية، وبعض أناشيد فيروز التي تغنت بدمشق والوطن، كما قُدمت أناشيد للمرة الأولى احتفاء بهذه المناسبة العظيمة، وتقديراً للتضحيات الجسام التي قدمها الجيش العربي السوري فداء للوطن.
وبعد تحية الشهداء بالوقوف دقيقة صمت على أرواحهم عزفت الاوركسترا والفرقة بمرافقة الكورال بالغناء الجماعي النشيد العربي السوري، وسورية يا حبيبتي، ثم غادر أعضاء اوركسترا الجيش على إيقاع المارش.
وعلى وقع ضربات الطبل والتيمباني والإيقاعيات عزفت الفرقة الوطنية للموسيقا العربية للمرة الأولى النشيد الذي لحنه المثنى علي “قفوا باعتزاز، قفوا بافتخار- نحيي جميعاً حماة الديار”، بالتداخل اللحني بين النحاسيات وآلات التخت الشرقي والإيقاعيات.
تعود الفرقة إلى ذكريات حرب تشرين التحريرية من خلال الشاشة والفرقة بنشيد “علوا علوا يا نسور السما علوا، بالجولان بالقنال علوا علوا، يا جيش العروبة كلها”.
“قم ناج جلق” ملحنة
الملفت بالحفل هو القصيدة التي أطلقها المايسترو عدنان فتح الله من دار الاوبرا إلى كل العالم تحية إلى جيشنا ودمشق، فاختار عدة أبيات من قصيدة أحمد شوقي أمير الشعراء “قم ناج جلق”، لحنها ووزعها لتعزف وتغنى للمرة الأولى مبتدئاً بالزخم الموسيقي مع النحاسيات والإيقاعيات:
“قم ناج جلق وانثر رسم من بانوا
مشت على الرسم أحداث وأزمان”
ليدخل اللحن بقوة بجملة قصيرة لمفردة “شكراً” التي تكررت:
“يا فتية الشام شكراً لا انقضاء له
لو أن إحسانكم يجزيه شكران”
ومن ثم يمضي اللحن مع رقة الوتريات بـ “دمشق روح وجنات وريحان”، وتأتي القفلة الموسيقية القوية مع دمشق.
استعراض عسكري إيقاعي
الفاصل بالحفل كان بتقديم فقرات خاصة لاوركسترا الجيش والقوات المسلحة للموسيقا الآلية، وتتألف من آلات النفخ الخشبية والنحاسية بالتركيز على دور البوق والساكسفون، إضافة إلى الإيقاعيات المنوعة، وضمنها مجموعة من الطبول في وسطها الصنجات النحاسية تشكّل رتلاً يضبط إيقاع الاوركسترا إلى جانب دوره الخاص، فعزفت مجموعة من المارشات العسكرية، ثم قدمت عرضاً استعراضياً خاصاً لارتجالات إيقاعية لرتل الطبول بالضرب على الطبول، وتارة على العصا بتأثيرات حماسية.
أناشيد فيروز
تعود الفرقة الوطنية للموسيقا العربية بعزف وغناء مجموعة أناشيد بدور الأكورديون والبيانو في مواضع، منها: “نحن الشباب، وبكتب اسمك يا بلادي”، وكان حضور أناشيد فيروز قوياً في خط العسكر، مع صورة السيف الدمشقي، ورائعتها “شام يا ذا السيف”، تخللها مقطع للغناء الإفرادي “أنا صوتي منك يا بردى” بمرافقة آلات التخت الشرقي، ثم الغناء الجماعي ومرافقة الفرقة.
اختُتم الحفل بمشاركة جماعية بين الاوركسترا والفرقة بغناء “راياتك بالعالي يا سورية” بدور خاص للنحاسيات والإيقاعيات في البداية.
عسكريون وموسيقيون
وجّه المايسترو سيادة العقيد ركن محمد الطاهر في حديث خاص لـ “البعث” تحية إلى الجيش العربي السوري ممثّلاً برأس الهرم الفريق الرئيس بشار الأسد، وإلى الضباط وصف الضباط والأفراد، وتابع عن تجسيد محبة اوركسترا الجيش والقوات المسلحة بمشاركتها بهذا الحفل مع الفرقة الوطنية للموسيقا العربية بقيادة المايسترو عدنان فتح الله ببعض الأناشيد، وهذه المشاركة ترفع من الذائقة الثقافية الموسيقية، ويرى أنه في هذا العيد من الجميل أن تشارك جميع الفرق.
السويت الروسي
ثم توقفت معه حول خصوصية الموسيقا الآلية لبعض المارشات العسكرية التي عزفتها الاوركسترا بآلاتها النحاسية والخشبية والإيقاعية، منها مارش بردى والسويت الروسي، وتضمن مقطوعات عدة، منها مقطوعة كاتوشا الشهيرة ذات البعد الإيقاعي السريع في الجزء الأخير ضمن قالب معين.
وأنهى حديثه بأنهم عسكريون من حملة السلاح بوحدة عسكرية نظامية، وموسيقيون في الوقت ذاته، متمنياً كل الخير والإعمار لسورية بهمة الجيش العربي السوري، وحكمة القائد بشار الأسد.
تحية إكبار وإجلال
المايسترو عدنان فتح الله تطرّق إلى أهمية تضحيات الجيش العربي السوري التي لا تقدر بثمن، موجّهاً تحية تقدير وإجلال وإكبار للجيش العربي السوري، وأشار إلى استمرار كل شرائح المجتمع بالعمل بفضل تضحيات الجيش، ونوّه إلى الأعمال التي قُدمت للمرة الأولى للمثنى علي وسمير كويفاتي وله، إضافة إلى الأعمال الوطنية المحفوظة في ذاكرة الناس عن الوطن والشهيد والانتماء.
وتوقفت معه حول القصيدة التي لحنها ووزعها بتكرار الجملة الموسيقية لمفردة شكراً للتأكيد وضرورة الشعر، وكذلك تكرار الجملة الموسيقية لدمشق بلحن عاطفي كما وردت في البيت:
“لولا دمشق لما كانت طليطلة
ولا زهت ببني العباس بغدان”.