توقعات بنفوق حوالى 40% من الدواجن بسبب موجة الحر..!.
دمشق- بشار محي الدين المحمد
علّق مدير عام المؤسسة العامة للدواجن الدكتور سامي أبو الدان في تصريح خاص لـ “البعث” حول موضوع انتشار توقعات زيادة في سعر مادتي الفروج والبيض بأنه يتضمن أكثر من جانب، ولم يخف المدير توقعاته بزيادة سعر المادتين، بل بوقت قريب، راداً ذلك إلى تذبذبات سعر العلف وميله نحو الارتفاع، كما أوضح بالنسبة للفروج بشكل خاص أنه سيرتفع سعره نتيجة ندرة المادة في الأسواق بسبب موجة الحر التي تمر بها البلاد حالياً، حيث ستصل نسب النفوق ضمن أفواج القطاع الخاص من 30-40%، عدا عن أن زيادة الحرارة ستقلل من معدلات التحويل، ما يقلل من الوزن الذي سيصل له الفروج مهما زادت كمية استهلاكه من العلف، حتى إن زيادة الحر ستقلل من قابلية الطائر للتغذي على العلف.
أما بالنسبة لمادة البيض فقد أشار أبو الدان إلى أن بداية الموسم السياحي ستزيد من الطلب على المادة من قبل كافة الفعاليات والمنشآت السياحية لدخولها في الكثير من الأطباق ووجبات الإفطار، إضافة لازدياد حالات قيام المربين بتنسيق أجزاء كبيرة من قطعانهم المنتجة “الدجاج البياض” لتجنب الخسائر، ولتأمين سعر العلف، وذكر أبو الدان أن خسارة المربي في كل بيضة في النصف الأول من العام الحالي بلغت حوالي 100-125 ليرة.
وحول مشروع أو تجربة “التشاركية” أوضح المدير العام أن بداية المشروع كانت بالحصول على سلفة بقرار من رئاسة مجلس الوزراء بقيمة مليار ليرة، حيث قرر مجلس إدارة المؤسسة تخصيص السلفة لتربية الفروج، وذلك لوجود المشروع أساساً ضمن خطة المؤسسة، إلا أن فقدان السيولة في حينها حال دون انطلاق تنفيذ المشروع، والأمر الآخر لرفد الأسواق بمادة الفروج، وتحقيق التدخل الإيجابي عبر تكثيف توفر المادة، مع الحرص على تقديم نوعية جيدة وآمنة وضمن مواصفات، ومراقبة صحية للمواطن.
وتابع أبو الدان: تضمنت الخطة أربعة أفواج، اثنان منها في منشأة دواجن صيدنايا، والثالث في منشأة حمص، أما الرابع فكان في منشأة اللاذقية، حيث أسسنا تشاركية هي الأولى من نوعها في المؤسسة بأفكار غير تقليدية، مع استعدادنا للتعاون مع كافة الجهات وضمن القطاعين العام والخاص، وكانت التشاركية بين المؤسسة وكل من نقابة الأطباء البيطريين- فرع دمشق، وغرفة زراعة دمشق، وتضمنت الأفواج 112 ألف صوص، وبالمحصلة نتجت أرقام ممتازة وبنسب نفوق قليلة جداً، كما تم تخفيض عدد أيام تربية الفوج للتوفير في مادة العلف، حيث تم استهلاك 3.6 كغ علف لكل فروج، بمعدل وسطي للوزن 2.2 كغ.
وأكد المدير العام جاهزيتهم للتعاون مع كافة القطاعات والمربين أو أية جهة لنقل الخبرة والتجربة لهم (مجاناً)، ومدهم بكافة ما يؤمن نجاح مشاريعهم.
من جانبه رئيس فرع نقابة الأطباء البيطريين بدمشق الدكتور لؤي محمد أكد لنا أن التجربة التي قاموا بها بالتعاون مع مؤسسة الدواجن وغرفة زراعة دمشق كللت بالنجاح بسبب التخفيف من كلف الإنتاج عبر اعتماد اختصار فترة تربية الفروج إلى 32 يوماً كون استهلاك الفروج من العلف بعد عمر 30 يوماً يتضاعف، لكن هذه التجربة احتاجت لمضاعفة الأدوية للحفاظ على خواص الفروج، مؤكداً أنه تم استخدام مجموعة من الأدوية المؤلفة من مستحضرات طبيعية لنمو الفروج، وتوافق المتطلبات المثلى لدستور الغذاء العالمي، وذلك لمنع تأثر خصائص وجودة الفروج كونه مرغوباً للاستهلاك بوزن يفوق 2 كغ.
وتابع محمد: إن البرنامج الذي تم اتباعه والتشاركية حققا وضع برامج تربية ورعاية وبرامج دوائية تهدف لتوفير التكاليف، وتحقيق ربحية زائدة، خاصة مع قلة توافر الأعلاف وكافة المواد والأدوية في أسواقنا، وفي الوقت ذاته يفترض أن تحدث هذه التجربة أثراً إيجابياً بأسعار الفروج.
وطالب محمد بتثبيت الأسعار لزيادة نجاح هذه التجربة، مؤكداً ضرورة تعميم التجربة على كافة المربين عبر دوائر الإرشاد الزراعي، أو عبر أية نشرات إعلامية ضمن وسائل الإعلام لإعادة الثقة للمربي بتحقيق الربحية، وربطه بالعملية الإنتاجية بعد تخفيف مخاوفه من الخسارة.
وطالب رئيس فرع النقابة بضرورة وضع كلف حقيقية وشفافة ومعروفة للجميع للحفاظ على سعر ثابت للفروج، كون عملية التربية مازالت مبهمة التكاليف، ومبررات التسعير، موضحاً أن معرفة الكلف الحقيقية ستؤدي لوضع نشرة سعرية ثابتة وملزمة لكافة الجهات.
واختتم رئيس فرع النقابة حديثه بالقول: إن النقابة ماضية في حماية الثروة الحيوانية، وتقديم غذاء آمن وسليم ومنتج يوافق المعايير الدولية للغذاء، كما افتتحت مستودع نقابة الأطباء البيطريين، وقدمت برامج رعاية وبرامج علاجية ووقائية تهدف لتخفيف العبء على المربين.
وذهب أمين سر غرفة زراعة دمشق محمد جنن إلى أن غاية التشاركية كسر حلقات التكلفة العالية، وتذليل الصعوبات المتعلقة بتكاليف الإنتاج، خاصة أن غالبية المواد العلفية للأسف غير منتجة محلياً.
ويرى رئيس لجنة الدواجن في اتحاد الغرف الزراعية نزار سعد الدين أن نجاح هذه التجربة يعد تتويجاً لجهد كبير قامت به المؤسسة العامة للدواجن التي تعتبر حاضنة المشروع، مع نقابة الأطباء البيطريين، الشركة المنتجة للأدوية، وغرفة زراعة دمشق، ومثّلت أفقاً جديداً في مجال تربية الدواجن من خلال توفير الأعلاف، آملاً تعميم هذه التجربة على مربي كافة الدواجن في سورية، واستمرار جهود وزارة الزراعة في دعم الخطط التشاركية وإنجاحها.