ماذا بعد زيادة عدد المدرّبين الروس في إفريقيا الوسطى
إفريقيا الوسطى – تقارير:
تتجه دول القارة الإفريقية إلى التخلص من إرث الاستعمار القديم – الجديد ممثلاً بفرنسا ذات الصيت السيئ فيما يخص نهب ثروات هذه القارة ودعم النزعات العرقية والأهلية، وهو ما أكدته حكومة مالي الانتقالية قبل فترة بعد وصفها تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون “بالبغيضة والتي تثير الكراهية العرقية”. ماكرون الذي سارع “بعد أن شعر أن البساط الإفريقي يُسحب من تحت أقدام دولته الاستعمارية، بعد جولة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأخيرة التي استغرقت 5 أيام، وشملت مصر وإثيوبيا وأوغندا وجمهورية الكونغو” إلى القيام بجولة مماثلة عاد بخفّي حنين، لأن الرياح الإفريقية جرت بما لا يشتهي المستعمر الأوروبي، فقد أعلن المدير العام لرابطة “الضباط من أجل الأمن الدولي” الروسية ألكسندر إيفانوف، اليوم الخميس، أنّ عدد المدرّبين الروس في مختلف هياكل السلطة في جمهورية إفريقيا الوسطى سيزداد بناءً على طلب الأخيرة.
وقال إيفانوف لوكالة “سبوتنيك” الروسية: “لقد تلقينا بالفعل طلباً من قيادة جمهورية إفريقيا الوسطى، لتكثيف تدريب وكالات إنفاذ القانون من أجل زيادة تحسين أمن السكان المدنيين في جميع أنحاء البلاد”.
وأضاف: “قمنا بتحليل هذا الطلب واتفقنا على توسيع التعاون، وعليه، ستزيد رابطة الضباط من أجل الأمن الدولي عدد المدرّبين الروس”، سواءٌ في “العمل مع جيش جمهورية إفريقيا الوسطى أم مع الشرطة والدرك”.
وأكد إيفانوف، أنّ استخبارات جمهورية إفريقيا الوسطى تتلقى معلوماتٍ تؤكد قيام الغرب “بتدريب المسلحين المتشدّدين على تنفيذ استفزازات في البلاد”، مشيراً إلى أن “باريس تواصل دعمها والسيطرة على عدد كبير من العناصر التي تحاول خلق الفوضى”.
وتابع: “لقد سمع الجميع تصريحاتٍ عدوانية وكاذبة في كثير من الأحيان تنطلق من أفواه المسؤولين الفرنسيين، وترتبط هذه الهجمات بكراهية البلدان الإفريقية الناجحة في الخروج من نظام الاستعمار الجديد لباريس، لقد شهدنا هذا في جمهورية إفريقيا الوسطى عندما حاول العدو الاستيلاء على العاصمة منذ عامين، والآن نرى المشهد ذاته في مالي”.
وأخطرت إفريقيا الوسطى الأمم المتحدة باهتمامها بثلاثة آلاف مدرّب عسكري جديد من روسيا، ما يرفع العدد الإجمالي إلى 4135 شخصاً، وبالتالي فإنّ عدد المتخصصين سيتضاعف أربع مرات تقريباً.
وتنفي موسكو مزاعم الوجود العسكري الروسي في دول إفريقية مختلفة، وتؤكد أنّ المدربين الروس في جمهورية إفريقيا الوسطى يعملون على زيادة القدرات لأفراد الجيش الحكومي، وأنّهم ليسوا مرتزقة.
ويبدو أن بوادر انحسار النفوذ الغربي بالشكل العام في العالم قد بدأت تفرض نفسها كنتيجة طبيعية للآثار الكارثية التي خلفتها السياسات الغربية، سواء على مستوى التعاطي مع القضايا الدولية العامة، أم على مستوى الصراع الحالي مع كل من روسيا والصين، وبالتالي فإنه لا بدّ من حلول قوى أخرى في هذا العالم لملء الفراغ الذي سيتركه الغرب.