بريطانيا ترفع العقوبات المتعلقة بالطيران عن روسيا
تقرير اخباري
صحيح أن حرب العقوبات لم تنته بعد، لكنها تقترب من نهايتها المنطقية والمادية، وفق آخر المعلومات المستجدة والتي تفيد بأن بريطانيا أضعفت فعالية أحد جوانب العقوبات المفروضة ضد روسيا، والتي تتعلق بمجال الطيران وهي مخولة الآن بتقديم خدمات التأمين وإعادة التأمين للطائرات ومكوناتها للأطراف المقابلة ذات الصلة بالاتحاد الروسي، والتي تم حظرها قبل أيام قليلة.
هذا ما صرحت به وزارة التجارة الخارجية في المملكة المتحدة، ومع مراعاة رفع القيود، يُسمح بهذه الإجراءات بموجب الترخيص العام لشركة التأمين في حالة “عدم انتهاك نظام العقوبات الأخرى”. تم إجراء الحجز الأخير لحفظ ماء الوجه وعدم إظهار أن القرار كان قسرياً، وهو أمر ضروري للندن أكثر منه لروسيا. ويتعلق القرار بمجموعة واسعة من تسميات الطيران: الطائرات، قطع الغيار، محركات توربينات الطيران، المكونات. وبحسب مراقبين، فقد اتضح أن هذا القرار ليس الوحيد أو الأخير الذي يؤكد الاتجاه، بل هناك قرارات مماثلة قد تتخذها بريطانيا قريباً، فعلى سبيل المثال، علمت “الفاينانشيال تايمز” أن بريطانيا ستؤخر أيضاً حظر التأمين على النفط القادم من روسيا، على الرغم من أن هذا الإجراء يعتبر الأكثر فاعلية في أوروبا، إلا أنه من المفروض أن يضرب موسكو كما يأمل الأوربيون والأمريكيون على حد سواء. وكان من المقرر أن يدخل الحظر المفروض على التأمين على السفن التي تحمل النفط الروسي حيز التنفيذ في المملكة المتحدة في نفس الوقت الذي يصبح فيه ساري المفعول في دول الاتحاد الأوروبي، لكن لندن قررت في اللحظة الأخيرة تغيير موقفها وتأجيل التنفيذ إلى أجل غير مسمى بسبب أزمة الوقود. وتجدر الإشارة إلى أنه في حالة صناعة النفط والطيران، اتبعت المملكة المتحدة سياسة الاتحاد الأوروبي الذي فعل الشيء نفسه تقريباً في نهاية تموز 2022. وهكذا، فرضت القارة الأوروبية عقوبات طفيفة وغير فعّالة، حيث أزالت الدول الأوربية نفسها القيود الفعالة التي كانت ترمي من خلالها عرقلة تصدير المواد الخام الروسية والحركة الجوية الدولية.
هذا وكانت دول الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة الأمريكية قد فرضوا عقوبات اقتصادية كيدية على روسيا رداً على عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا، مع العلم أن أوروبا هي التي ستدفع ثمن هذه العقوبات غالياً، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء مالم تراجع نفسها، وتتراجع عن تنفيذ هذه العقوبات عندما تجد نفسها بلا غاز ولا نفط.
هيفاء علي