توقعات بتدني إنتاج الزيتون بحماة
حماة – ذكاء أسعد
عبّر مزارعو الزيتون بحماة عن أسفهم لتدني الإنتاج بعد أن اتضحت الرؤية بشكل كامل نتيجة قلة الأمطار، والصقيع الربيعي الأخير الذي أصاب الأشجار في مرحلة الإزهار، والعقد الصغير بين شهري آذار ونيسان، وتعتبر أخطر مرحلة يمر بها الموسم، ورغم توافق المهندسة سوسن القيسي رئيس دائرة الأشجار المثمرة في مديرية الزراعة مع رأي المزارعين بتدني الإنتاج، إلا أنها اعتبرت أن الموسم ليس سيئاً بل هو مقبول نوعاً ما إذا ما أخذنا بعين الاعتبار العوامل الجوية السائدة في السنوات الأخيرة من انحباس للأمطار، وموجات الصقيع، مبيّنة أن التوقعات الأولية للزيتون هذا العام ضمن مجال زراعة حماة تبلغ 69369 طناً، منها 9005 المروي، و60364 البعل.
ويتفق معها بالرأي مدير زراعة السلمية المهندس أسامة سويدان، إذ اعتبر أن الصقيع هو السبب الرئيسي لتدني الإنتاج، إضافة إلى التكاليف الكبيرة المتعلقة بالعناية بهذه الشجرة نظراً لارتفاع أسعار الفلاحة، وصهاريج المياه، وبالتالي عدم قدرة المزارع على تقديم الخدمات بالسوية المطلوبة.
واستعرض سويدان التقديرات الأولية لهذا الموسم في منطقة السلمية وريفها بداية من منطقة الاستقرار الثانية، حيث يبلغ عدد أشجار الزيتون المروي 66966 شجرة، المثمر منها 65366، أي بنسبة 98% بتقديرات إنتاج أولي 35 كغ للدونم الواحد، أما عدد الأشجار البعل فيبلغ نحو 1800969 شجرة، المثمر منها 1498935 شجرة، بنسبة 83%، وتقدير إنتاج أولي 20 كغ للدونم.
وفي منطقة الاستقرار الثالثة يبلغ عدد الأشجار المروية 71707، المثمر منها 71707، أي بنسبة 100%، وتقديرات الإنتاج الأولية هي 14 كغ للدونم، ويبلغ عدد الأشجار البعل 1166938، المثمر منها 895723، بنسبة 77%، و5 كغ للدونم.
وفي منطقة الاستقرار الرابعة يبلغ عدد الأشجار 41697، المثمر منها 34776، أما البعل 126186، المثمر منها 52331.
وفي منطقة الاستقرار الخامسة يبلغ عدد الأشجار 38760، ويتوقع أن يكون الإنتاج شبه معدوم في هذه المنطقة.
وأوضح الخبير الزراعي معن نبهان مرد انخفاض مواسم الزيتون مؤخراً ليس للأحوال الجوية فقط، بل يعتبر العنصر البشري أحد الأسباب التي لا تقل أهمية عن الطقس، فالتعامل مع شجرة الزيتون مازال ينقصه الكثير من الخبرة، وأغلب المزارعين يتعاملون معها دون معرفة حقيقية، فهذه الشجرة لها أصناف متعددة، ولكل نوع مواصفات خاصة من ناحية الإنتاج، ومقاومته لدرجات الحرارة والري، فلا بد من اختيار الملائم والمناسب، خاصة في شرق سلمية كالقيسي والأبوشوكة، حيث أثبتت هذه الأنواع قدرة أكبر على التأقلم والمقاومة للأمراض، خاصة حفارات الساق، مشيراً إلى كثرة الأخطاء المرتكبة من قبل المزارعين، وأهمها اعتبار هذه الشجرة شبه حراجية، وهذا تنتج عنه قلة الاهتمام، ما يؤدي لضعف الإنتاج، وكثرة الأمراض وانتشارها.
وأشارت المهندسة لانا غازي مسؤولة المدارس الحقلية في إرشادية زغرين إلى عدم التزام المزارعين ببرامج التسميد المناسبة، ما يؤدي لتأثر الزيت من جهة درجة حموضته وجودته، مؤكدة على ضرورة التوجه للزراعة العضوية، واتباع برامج التسميد العضوي كمبوست، زراعة محصول التسميد الأخضر بين الأشجار، وإضافة السماد البلدي خلال الشتاء، وضرورة التأكيد على طمر السماد وخلطه جيداً بالتراب في حفرة الشجرة، والري مباشرة بعد التسميد، ولتفادي الأضرار أو التخفيف منها في الأعوام القادمة.