خيبات ألعاب الكرات تتواصل…العناية بالقواعد مفقود وخطط التطوير غائبة
البعث الأسبوعية -عماد درويش
عام بعد عام تتواصل فيه الخيبات رياضتنا حيث غابت الإنجازات عن معظم الألعاب خاصة الكرات، التي لم تحقق أي بصمة بأي محفل عربي أو قاري شاركت فيه، وما تزال الإخفاقات حديث الشارع الرياضي الذي بات عنده تحقيق الفوز حلم لا يلبث أن يتحول إلى كابوس مع كل مشاركة.
تتالي الخيبات لم يقتصر على الرجال بل وصل للفئات العمرية الصغيرة، وتحديداً في ألعاب الكرات “القدم والسلة واليد والطائرة والطاولة”، مع وجود استثناءات أو إشراقات خاصة عند العنصر الأنثوي، هذا التراجع في النتائج والمستوى بحاجة لوقفة صريحة من القيادة الرياضية ومحاسبة كل اتحاد لم يعمل على دعم تلك المواهب وتوجيهها نحو الطريق الصحيح.
تراجع مخيف
ففي كرة القدم ومنذ أكثر من ثلاثة عقود من الزمن لا تسير اللعبة على الطريق الصحيح أبداً، وما يحدث من إشراقات هنا وهناك هي مجرد فورات عابرة لا يمكن أن ننسبها إلا لبعض الاجتهادات وربما حالة عابرة، وسبق أن تم الإشارة عن غياب الاستراتيجية بالعمل، وحاجتنا إلى خطة كروية طويلة الأمد.
العام الماضي لم تكن كرتنا بالمستوى يؤهلها للتأهل لأي بطولة عربية أو قارية، وتلقت الخسارة تلو الأخرى، ومع بداية العام الحالي تفاءلنا خيراً بمنتخب الناشئين، لكنه خرج من الدور نصف النهائي لبطولة غرب آسيا بسبب أخطاء فردية والغرور الذي أصاب اللاعبين والكادر التدريبي، وبالطبع لا بد من التذكير أن منتخبنا الأول أخفق بتصفيات كأس العالم وكأس العرب، والآمال معقودة على منتخب الشباب الذي سيشارك بتصفيات كأس آسيا المقبلة، وعلى اتحاد الكرة الجديد تأمين كافة المستلزمات للمنتخب ليحقق نتائج جيدة يعيد من خلالها السمعة لكرة القدم السورية، وفي حال لم يتم تأمين أي معسكر خارجي، والخشية أن يكون مصير المنتخب مثل سابقيه.
خيبات سلوية
اللعبة الشعبية الثانية “كرة السلة” هي الأخرى خيبت الظن بها، بدءاً من منتخب الرجال الذي خرج من تصفيات كأس العالم وكأس آسيا بنتائج أقل ما يقال عنها “كارثية” بل بخسارات “مذلة”.
أما على مستوى الفئات العمرية فأثبتت سلتنا أنها بعيدة كل البعد عن ركب التطور الذي شهدته اللعبة على مستوى غرب آسيا وآسيا والدليل النتائج التي حققها منتخبنا للناشئين (تحت 16سنة) في بطولة غرب آسيا الأخيرة، حيث جاء منتخبنا بالمركز الأخير متلقيا أربع خسارات هي الأقسى بتاريخ سلتنا على مستوى الناشئين، أما منتخب الشباب ورغم تأهله للنهائيات الآسيوية المقبلة، إلا أنه لم يقنع لا بالأداء، ولا بالنتائج التي حققها، مع العلم أن البطولة أقيمت على أرضنا وبين جماهيرنا.
الاستثناء الوحيد في سلتنا كان بمنتخب الناشئات الذي كان قاب قوسين أو أدنى من التأهل للمستوى الأول آسيوياً، لكن الأخطاء الشخصية التي حصلت بالمباراة الأخيرة كانت سبباً بعدم التأهل.
ليست بخير
قواعد كرة الطائرة ليست بأحسن حال من بقية الألعاب، فعلى الرغم من غيابها عن المشاركات الخارجية العربية والقارية لفترة طويلة من الزمن، إلا أن نتائجها جاءت غير مرضية، وأخرها مشاركة منتخبنا الوطني للشباب الذي شارك ببطولة غرب آسيا بالسعودية، حيث بدا هو الآخر ضعيفاً يفتقد لأساسيات اللعبة ولم يحقق سوى فوز وحيد، وجاء ثامناً من أصل عشرة منتخبات شاركت بالبطولة، ولو كان يمتلك قيادة جيدة للفريق إدارياً وفنياً لحقق مركز أفضل، لكن وحسب معلومات لـ”البعث الأسبوعية ” كانت رئاسة البعثة في وادٍ والإداري في وادٍ آخر، والجهاز الفني منقسم على نفسه واللاعبون مشتتون ذهنيا، بل إن اللاعبين اختلفوا مع بعضهم البعض، وأحد اللاعبين تطاول على المدرب، وإداري أخر يطلب من ابنه ألا ينفذ تعليمات المدرب، وأخر يتهجم على المدرب على صفحات التواصل الاجتماعي وغيرها الكثير من الأمور، هذه النتائج ترسم أكثر من إشارة استفهام على وضع اللعبة بشكل عام.
غياب غريب
رغم تفوق الكرة الصغيرة (كرة الطاولة) بقواعدها سابقاً، إلا أنها حالياً باتت نتائجها مرتبطة فقط بالعنصر الأنثوي وتحديداً عبر بطلتنا الذهبية هند ظاظا، التي غيّرت من أمور الكثير من اللعبة، وتحسنت نتائجها قارياً ودولياً وعربياً، لكنها على مستوى الذكور (ناشئين وشباب وأشبال) لم تحقق النتائج المرجوة منها بأي محفل، الأمر الذي جعل كوادر اللعبة تبرر سوء النتائج بسبب عدم الموافقة على المشاركة في البطولات الخارجية من قبل القيادة الرياضية (ضغطاً للنفقات) مع العلم أن اللعبة تذخر بالأسماء الواعدة القادرة على المنافسة في البطولات الخارجية في حال توفر لها الدعم اللازم على الأقل عربياً.
قضية لوحدها
كرة اليد هي قضية لوحدها بين كافة الألعاب، فقد عاشت العام الماضي والحالي أسوء فترة لها، ولعل المشاكل والتخبطات التي طالت اللعبة وكوادرها أدت إلى ترجعها وترهلها وغيابها عن المنافسات الخارجية، ورغم انتخاب اتحاد جديد للعبة، إلا أن رئيسها السابق ما زال يطعن بتلك الانتخابات، وفي طريقه لتقديم شكوى للاتحاد الدولي مرة ثانية.
ومما لا شك أن النتائج التي حققتها منتخباتنا الوطنية بالفئات العمرية الصغيرة تعكس حقيقة واقع اللعبة ليس على مستوى الخارجي فقط بل على المستوى المحلي من خلال غياب مباريات الدوري وغياب مشاركات منتخباتنا الوطنية في البطولات الخارجية وعدم الاهتمام باللاعبين المميزين إضافة إلى تراجع الأندية التي كانت قد احتضنت اللعبة إضافة لإلغائها في العديد من الأندية.
لذلك لابد من وقفة جادة ومسؤولة والتطلع لمستقبل أكثر دراية وعمقاً وأكثر شمولية واتخاذ موقف واضح وصريح ممن يتجاهلون ويتناسون هذه اللعبة والمقصود هنا الأندية التي تعتبر نبع العطاء في الرياضة السورية، وبالتأكيد فإن المهمة الملقاة على عاتق اتحاد اليد الجديد شاقة لإعادة اللعبة لسكتها الصحيحة.
خيبة أمل
مدرب كرة السلة ياسر كنيفاتي كشف لـ”البعث الأسبوعية” أن اللعبة تراجعت كثيراً في الآونة الأخيرة، والسبب يعود بالدرجة الأولى للأندية التي لم تعتمد بالفئات العمرية الصغيرة، بسبب الأوضاع المالية الصعبة التي تعيشها معظم الأندية، باستثناء عدد قليل من تلك الأندية التي ما زالت تؤمن بأن انطلاق اللعبة وتطورها يبدأ من القواعد، وهناك سبب أخر يعود إلى أن المدربين الذين يقومون بتدريب تلك الفئات لا يمتلكون من الخبرة الكافية ليعدوا لاعبين مؤسسين بشكل علمي من حيث المهارات ودقة التسديد وغيرها من المهارات التي تطلبها اللعبة، وعلى القائمين على الأندية واتحاد اللعبة التوجه للرياضة المدرسية والمدارس المتخصصة بهذا المجال، لاستقطاب الأطفال المميزين وزجهم في الأندية، وتوفير مدربين اختصاصين لتعليمهم ألف باء كرة السلة، عندها يمكن للعبة أن تعود لسابق عهدها، مثل بقية ألعاب الكرات التي بات وضعها صعب.