نبض رياضي
البعث الأسبوعية-مؤيد البش
تحركات مكوكية تقوم بها إدارات أندية الدوري الكروي الممتاز قبيل انطلاق الموسم الجديد المقرر في الثاني من شهر أيلول المقبل في سبيل الوصول إلى تشكيلة اللاعبين الأفضل عبر تعاقدات بمبالغ كبيرة لم تهداً ويتوقع أن تستمر حتى اليوم الأخير من سوق الانتقالات منتصف الشهر الجاري.
سباق التعاقدات المحموم بين الأندية كشف جانباً مؤلماً في كل أنديتنا يتعلق بغياب أي شكل من أشكال الاستقرار المالي فيها، فعلى سبيل المثال بطل الدوري في السنوات الثلاث الماضية فريق تشرين يعاني الأمرين لتأمين رواتب لاعبيه وإدارته تستجدي الشركات الراعية لدعمه دون نتيجة، وحتى الأندية التي بذخت على الصفقات الجديدة تعيش تحت رحمة الداعمين والمتبرعين، ولا ندري أي احتراف هو الذي يدخل ناد له تاريخه وبطولاته في زواريب الداعم والمتبرع التي لا تعرف نهايتها؟
وبعيداً عن الجوانب المالية التي بات سوء التصرف فيها معضلة مزمنة في كرتنا دون إمكانية واضحة لتجاوزها، فإن قضية الشغب ومعالجته ماتزال غائبة عن الأذهان مع التفات كل المفاصل الكروية بما فيها اتحاد اللعبة نحو أمور أخرى لا تحظى بأهمية الشغب وآليات مكافحته.
المتابع للتحضيرات لانطلاقة الموسم يدرك أن المؤشرات الأولية ليست مطمئنة بما يخص الحساسية بين بعض جماهير الأندية، فالتوتر والخوف من الإصابات وزيادة المشاكل جعل مباراة أهلي حلب والفتوة الودية تلغى رغم كونها فرصة للاستعداد، كما أن لقاء جبلة وتشرين في دورة الوفاء والولاء خرج عن سياقه الطبيعي ودخل جمهورا الناديين على خط اللاعبين الذين بادروا بافتعال المشاكل.
اتحاد الكرة الجديد وبعد أن قام بتعديلات على لوائح مسابقاته وعيّن لجاناً جديدة للانضباط والاستئناف، غاب عنه أن يبادر لإيجاد صيغة جديدة تخفف الشغب إلى حد الأدنى، حيث كان من النافع أن يبادر الاتحاد وبالتعاون مع الأندية الجماهيرية لبلورة صيغة عمل بالتعاون مع الجهات المعنية في سبيل منع المسيئين من دخول الملاعب وتغليظ العقوبات الجنائية حتى على المتسببين بأي حادثة شغب حتى لو كانوا لاعبين.
وفي هذا السياق فإن ترتيب الدخول إلى الملعب ومراقبة الجماهير بطريقة تعتمد على التقنيات الحديثة أمر ليس بالصعب أو المستحيل، وهذه الخطوة إذا ترافقت مع عقوبات صارمة تجاه المفتعلين للشغب من أندية ولاعبين ستكون جوهرية لكنها ليست كافية فتحليل هذه الآفة يحتاج لعمق أكبر وطرق معالجة معقدة.