“الظواهري”.. استعراض للاستثمار الإعلامي
هيفاء علي
ما لا شكّ فيه أن العالم تلقى نبأ مقتل زعيم تنظيم “القاعدة”، أيمن الظواهري، باهتمام كبير لجهة القضاء على أخطر إرهابي في العالم، والمسؤول عن هجمات الحادي عشر من أيلول في الولايات المتحدة. ولكن يبقى السؤال عن توقيت عملية استهدافه، والغاية منها؟.
كما هو معروف فإن العجوز بايدن يعيش أزمة في شعبيته التي تراجعت إلى مستوى كبير في الآونة الأخيرة، نتيجة فشل سياساته الداخلية والخارجية على حدّ سواء. وبما أن انتخابات التجديد النصفي على الأبواب، والمزمعة في تشرين الثاني المقبل، فهو يعول عليها لتحقيق نصر انتخابي ولاستعادة شعبيته، وهذا ما دفعه إلى اختيار هذا التوقيت للقضاء على الظواهري ليظهر بصورة “بطل”، وهو يبثّ نبأ اغتياله، وإلا ما معنى أن يتركه يسرح ويمرح في منزله الكائن في الحي الدبلوماسي في العاصمة الأفغانية كابل، وهو يبعد عن السفارة الأمريكية بضعة أمتار فقط؟!.
ينحدر أيمن الظواهري من عائلة مصرية، حيث مارس مهنته كطبيب قبل أن يتبنى الفكر المتطرف، وبعد مقتل أسامة بن لادن خلفه في زعامة تنظيم “القاعدة”، حيث كان عقل التنظيم المدبر، ومؤسس استراتيجياته. كانت المرة الأولى التي سمع فيها العالم عن أيمن الظواهري عندما وقف في قفص بقاعة المحكمة بعد اغتيال الرئيس المصري أنور السادات العام 1981.
ذهب الظواهري، الذي درس الجراحة ليكون أحد الأسماء المستعارة له “الطبيب”، إلى باكستان عند إطلاق سراحه، حيث عمل مع الهلال الأحمر في علاج ما كان يُسمّى “المجاهدين” الجرحى في أفغانستان الذين كانوا يقاتلون القوات السوفييتية. وتعرف خلال تلك الفترة على أسامة بن لادن، السعودي الأصل. وفي العام 1999 حكمت محكمة عسكرية مصرية غيابياً على الظواهري بالإعدام، بينما كان يعيش إلى جانب بن لادن الذي ساعده في تشكيل تنظيم “القاعدة”.
اليوم بعد مقتله، تخرج أسئلة كثيرة، أهمها ما هو مستقبل “القاعدة” من دونه؟ إن الاجابة على هذا السؤال لا تحتاج الى جهد كبير، لأنه ما دامت الولايات المتحدة هي من صنعت “القاعدة”، وصنعت بن لادن والظواهري، فلا شك أنها قادرة على تصنيع ألف أيمن غيره، لأن هذه العملية ما هي سوى استعراض أمريكي ربما لإرضاء العجوز، ذلك أن هناك الكثير من العوامل التي تفيد بأن الولايات المتحدة تريد الاستثمار في العملية إعلامياً بأكثر مما تريد تحقيق شيء حقيقي على الأرض في إطار عملية مكافحة الإرهاب!.