“سوريون تحت المقصلة”.. في ندوة مدحية
أرخت سنوات الحرب العجاف الماضية بظلالها على مختلف صنوف الابداع الدرامي والفني، لاسيما فن الرواية التي أخذ كتاب يعيدون رسم إرهاصات الأزمة ونتائجها وأثارها وتداعياتها وفق وجهات نظر مختلفة، وقد شهدت الساحة الروائية الكثير من النصوص السردية التي تطرقت إلى تلك السنوات وفق رؤى ومستويات متباينة ومنها رواية “سوريون تحت المقصلة” باكورة مؤلفات الكاتبة سوزان موسى درة، والتي أفرد لها اتحاد الكتاب العرب في حمص ندوة استضاف فيها صوتين نقديين قدما رؤيتين في محتوى الرواية وأسلوب البناء الفني فيها لا يعدوان كونهما قراءة انطباعية تسيطر عليها جرعة زائدة من المحاباة أكثر من المصارحات شأنها شأن معظم الندوات المدحية الآخر.
الأديبة غادة اليوسف رأت أن الكاتبة”درة” نجحت عبر عملها الروائي الأول في أن توثق بكل أمانة وصدق مرحلة تاريخية مهمة مرت بها بلادنا معتمدة في أسلوبها السردي وتكوين الفضاء الدرامي على تداعيات الذاكرة، فيما تجلت اللحمة الفنية عندها من خلال قدرتها على تسليط الضوء على مختلف مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والانفعالية الوجدانية خلال فترة الحرب وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على إبداع يرتقى بالرواية السورية مستقبلاً..
واعتبرت اليوسف أن الرواية أظهرت صوتاً أنثوياً روائياً جديداً في المشهد الأدبي السوري يستحق التشجيع للمضي نحو إنجاز أعمال جميلة أخرى تعكس الواقع وتكون بمثابة وثائق ومصادر لتدوينه بكل مصداقية.
الناقد نزيه ضاحي رأى أن هذه الرواية تنضم إلى أبجديات الروايات التي تحدثت عن الأزمة السورية ولكنها تبحث فضلاً عن ذلك في أسباب ونتائج وأهداف تلك الأزمة الموجعة، فقد تمكنت الكاتبة من إثبات استمرارية اتقاد شعلة الحياة في سورية لتبقى تضيء وجه المشرق ويظهر ذلك من خلال دعوات الكاتبة الصادقة إلى استثمار معطيات الأزمة واستنهاض الهمم لإعادة بناء الإنسان والتعايش السلمي ونبذ التعصب بمختلف أشكاله..
ويصف ضاحي الكاتبة درة بأنها كاتبة مثقفة ويستشهد على ذلك بإلمامها اللافت بالأحزاب السورية، إما من حيث الأسلوب فكان أسلوبها سهلاً ممتنعاً تبرز فيه الألفاظ الجزلة والتراكيب القوية والصور الحسية والخيال الموظف البعيد عن التكلف والقريب من الواقعية بأسلوب الوعظ..
واختتمت الندوة بمداخلة للكاتبة لخصت فيها ملامح تجربتها الروائية التي جاءت نتيجة تراكم أفكار وأحداث شهدتها وعايشتها خلال سنوات الأزمة عبر تنقلها بين محافظات حلب وحمص ودمشق ودرعا. وكان تركيزها من خلال الرواية التي تسرد فيها ثلاث عشرة قصة هو التأكيد على المواطنة إما المقصلة في العنوان فجاءت كناية عن التجاوزات والأخطاء التي أفرزتها الأزمة في مجتمعنا. وقالت إن روايتها الأولى والتي رأت النور قبل أربع سنوات قادتها لكتابة الجزء الثاني لها والذي سيصدر قريباً إضافة إلى عدة كتب أخرى..
“سوريون تحت المقصلة” صادرة عن دار الحوار للنشر في اللاذقية في مئة وثلاث وثمانين صفحة من القطع الكبير وتحكي أحداث الحرب الإرهابية الأخيرة على سورية.
اصف ابراهيم