منغصات الملاعب تلقي بظلال سوداء على مسابقة الكأس
ناصر النجار
الأحداث الأخيرة التي شهدتها ملاعبنا في المباريات الودية أو الرسمية دلت على أننا مقبلون على موسم ساخن جداً، خاصة أن الشد العصبي هو من يسيطر على الأجواء في العديد من المباريات، وربما كان نهائي دورة الوفاء والولاء شاهداً على العصبية والتشنج، ثم انتقلت العدوى إلى مباراة تشرين والوحدة التي جرت باللاذقية، وشاهدنا حجم الخروج عن الروح الرياضية على أرض الملعب، فضلاً عن قذف الجمهور لأرض الملعب بالعلب الفارغة، وكانت العقوبة المنتظرة بالغرامة المالية، لكن المشهد تكرر مرة أخرى بمباراة الإياب عندما زاد الشغب عن حده عبر رمي الحكم بحجر أصابه، وشطط آخر مع نهاية المباراة، بيد أن الحالة الأهم ظهرت بمباراة جبلة مع الجيش الودية، وقد اشتبك اللاعبون ببعض مراحلها في حالة مؤسفة، فإذا كانت المباراة ودية وحدث فيها ما حدث، فكيف لو كانت رسمية وتنافسية على نقاط ومركز وبطولة؟!
الأمور برمتها لا تبشّر بالخير، والاحتقان الموجود داخل الملاعب وعلى المدرجات وفي منصات التواصل الاجتماعي يدعو إلى التبصر والحكمة في معالجة كل هذه الأحداث الآن، ورب ضارة نافعة أن هذه الصور السوداء ظهرت قبل انطلاق الدوري، وقبل بدء الموسم الجديد ليكون اتحاد كرة القدم شاهداً على ما يحدث، و”مشمّراً” عن ساعد الجد والحزم ليواجه الخروج عن أدب الملاعب بالعقوبات الرادعة المناسبة حرصاً على سلامة الدوري والمسابقات ونظافة الملاعب.
ومن وحي هذه المباريات كان الخروج المؤلم لفريق الفتوة من المسابقة أمام الوثبة، وكانت الصدمة كبيرة لجماهير الفتوة التي كانت تمنّي النفس بالفوز والتأهل والوصول إلى اللقب، خاصة أن فريقهم مدجج باللاعبين المهرة، والنجوم الذين تعاقدت معهم إدارة النادي من أجل حصد البطولات ونيل الألقاب، وكان الوثبة “أشطر” لأنه استطاع أن يجر الفتوة إلى ركلات الترجيح التي ابتسمت له، لذلك بعد نهاية مباريات ربع النهائي ستنحصر المنافسة على اللقب بين تشرين (بطل الدوري) والوثبة والجيش وأهلي حلب، عانقت لقب الكأس في مواسم سابقة، وهي تتوق للمنافسة على البطولة لتعويض إخفاقها في بطولة الدوري هذا الموسم بإنجاز حتى لا تخرج من لغة البطولات خالية الوفاض.
التوقعات أن تكون المباريات القادمة أكثر لهيباً، ونتمنى لهذا اللهيب أن يكون على الصعيد الفني بأداء يرتقي إلى حجم واسم هذه الفرق، وأن تبتعد عن المنغصات، وما يثير شغب الجماهير، لأن عشاق اللعبة ينتظرون من فرقهم الأداء الجميل، والنتائج الطيبة.