ثقافةصحيفة البعث

دار الأسد تفتتح مشروعها “رحلة إلى الأوبرا” برحلة إلى ديزني 2

لم يكن إطلاق مشروعها الموجّه للأطفال واليافعين مؤخراً حدثاً عادياً بالنسبة لدار الأسد للثقافة والفنون، وقد اكتست حلّة جديدة من الفرح والألوان والطفولة، وهي تستقبل جمهوراً حرصت على أن يكون من روادها. وبرحلة إلى مدينة ديزني 2 افتتحتْ الدار مشروعها من خلال أوركسترا النفخيات في معهد صلحي الوادي بقيادة أ. دلامة شهاب وإشراف عام أ. بريام سويد، وقد نجحتْ هذه الأوركسترا عبر حفلها المميّز الذي حضرته وزيرة الثقافة د. لبانة مشوح وجمهور كبير من الصغار والكبار بمشاركة أكثر من 50 طفلاً ويافعاً و28 أستاذاً في أن تبحر موسيقياً مع جمهورها في رحلة مع عدد من أشهر أفلام الرسوم المتحركة والأنيميشن التي أنتجتها شركة والت ديزني، رافقتها مقتطفات من الفيلم على شاشة العرض، وهي الأفلام التي يتابعها اليوم أطفالنا ويافعونا بحبّ وشغف مثل “فلة والأقزام السبعة، كوكو، علاء الدين، طرزان، هرقل، موانا..”.

مشروع على مدار العام

وبيّن مدير دار الأسد للثقافة والفنون أندريه معلولي في تصريح لـ”البعث” أنه وبعد كل الجهود التي بُذِلَت لتطوير دار الأوبرا والارتقاء بها وبما تُقدّمه كان لا بد من أن تقوم الدار بتوسيع الشرائح المستهدفة من نشاطاتها، فكان التفكير بشريحة الأطفال واليافعين بعد غياب هذه الشريحة الكبيرة عن الفعاليات الموسيقية فيها، ولأنهم بناة هذا الوطن والمجتمع وغيابهم عن الثقافة سيؤثر سلباً في المستقبل كان لا بد من جذبهم لمواكبة النشاطات من خلال نشاطات ورسائل تعنيهم وتخاطبهم، ودمجهم ضمن الجمهور بعد أن أصبحنا نرى انعزالهم نتيجة انغماسهم بوسائل التواصل التكنولوجية المختلفة عبر ارتياد أماكن كدار الأسد ليتعرفوا عليها وعلى ما تقدمه، وهو تمهيد لصنع جمهور في المستقبل من جهة، ولإفساح المجال للموسيقيين منهم ليعتادوا الوقوف على خشبة المسرح ومواجهة الجمهور من خلال نشاطات فنية تخاطب الأطفال واليافعين ويقدّمها محترفون كحفل “رحلة إلى مدينة الأحلام.. ديزني 2″، مؤكداً أن هذا المشروع تطلّب جهوداً كبيرةً من كل الأطراف (فرق، فنيون، تقنيون)، ولولا هذه الجهود من قِبلهم والمتوجة بدعم ورعاية واهتمام وزيرة الثقافة لَما أبصر المشروع النور، مبيناً أن هذا المشروع سيمتد على مدار العام وسيخصّص يوم السبت من كل أسبوع الساعة 12 لتقديم ما هو مناسب لشريحة الأطفال واليافعين من مسرح وسينما وموسيقا، منوهاً بأن المعايير التي سيتمّ اختيار النشاطات على أساسها هي المعايير الفنية التي تناسب دار الأسد للثقافة والفنون، وهي معايير لا يتمّ الاختلاف عليها، حيث لا يوجد فيها تنازل أو تساهل، بالإضافة إلى أن يكون العمل الفني مخاطباً للشريحة المستهدفة، متمنياً أن يمتد هذا المشروع ليس في دمشق فقط وإنما على مساحة الجغرافية السوريّة.

من الحفلات المميزة

وعبّر بريام سويد مدير مديرية التأهيل الفني ومدير معهد صلحي الوادي للموسيقا والمشرف العام على الحفل عن سعادته الكبيرة بافتتاح المشروع بحفل لأوركسترا نفخيات صلحي الوادي، وكان من الحفلات المميزة التي تُقَدَّم من الأطفال وإلى الأطفال بمشاركة خمسين طالباً و28 مدرساً من المعهد، مبيناً أنه وقع الاختيار على هذا الموضوع لأنه جذّاب للأطفال وله وقع كبير عليهم، حيث عزفت الأوركسترا التيمات الأساسية لمجموعة من الأفلام بتوزيع أوركسترا نفخية، موضحاً أن هذا الحفل كان فرصة للكثيرين للتعرف على الآلات النفخية، وأن مَن شارك في هذا الحفل ليسوا مجرّد أطفال ويافعين بل موسيقيين بكل معنى الكلمة، وأن هذا المشروع وغيره من المشاريع الأخرى هي قرار وليس خياراً، لأن الثقافة حاجة وليست رفاهية، وأكبر تجسيد لهذا الكلام هو المشروع الحالي الذي لا يمكن أن  يستمر إلا من خلال استمرار الدعم والرعاية، منوهاً بأن الأطفال واليافعين أحيطوا من قبل دار الأسد بالمحبة والود، وأن هذه المحبّة التي أحيطوا بها اليوم وهم صغار ستعزز انتماءهم لهذه الدار وما تقوم به، شاكراً وزيرة الثقافة على الدعم والرعاية رغم الظروف والمعوّقات، ودار الأسد للثقافة والفنون ممثلة بمديرها أندريه معلولي والمعهد العالي للموسيقا ممثلاً بعميده أ. عدنان فتح الله على كل ما قدموه، وأ. دلامة شهاب رئيس قسم الآلات النفخية في معهد صلحي الوادي قائد الأوركسترا على جهده وتعبه، موجهاً الشكر أيضاً للأطفال واليافعين المشاركين وأسرهم الذين كانوا السند الحقيقي لأبنائهم أثناء الدروس والتدريبات والبروفات، موضحاً أن معهد صلحي الوادي يضمّ عدة أوركسترات “العربية والكلاسيكية والغيتار والآلات الإيقاعية”، ويمكن أن توظف لتقديم حفلات في الدار ضمن مشروعها إذا كانت هناك إمكانية، وإذا ارتأت الدار ذلك.

استقطاب الأجيال الجديدة

وكرئيس لقسم النفخيات وقائد لأوركسترا نفخيات معهد صلحي الوادي، أشار دلامة شهاب إلى أهمية مثل هذا الحفل الذي أقيم ضمن مشروع الدار الخاص بالأطفال واليافعين في استقطاب الأجيال الجديدة من عازفي الآلات النفخية النحاسية والخشبية بهدف تحفيزهم وتطوير مهاراتهم لرفد الفرقة السيمفونية الوطنية، مبيناً أن العازفين شاركوا باختيار برنامج الحفل الذي لاقى إقبالاً كثيفاً دفعهم للإعلان عن حفل ثانٍ في السابع من الشهر الجاري رغبة من محبي عالم الأطفال بالاستماع لموسيقا مغايرة عما تتناوله الحفلات الموسيقية عادة، موضحاً أن التوزيع الموسيقي لمقطوعات الحفل توزيع عالمي مخصّص لهذه التشكيلة من الآلات النفخية، وأن البرنامج كان احترافياً وعالي المستوى، واستغرق الكثير من التحضير والبروفات، شاكراً مشاركة الأساتذة في هذا الحفل والذي كان بهدف دعم الطلاب.

نتائج كبيرة في المستقبل

وأشار ماهر داكشلي العازف في الفرقة السيمفونية والأستاذ في معهد صلحي الوادي إلى أن أهمية المشروع تنتج من القدرة على دمج الأطفال في جو الموسيقا، مشاركين وجمهوراً، وهو مشروع يتيح للأطفال واليافعين إمكانية التواجد في دار الأسد للثقافة والفنون من خلال أعمال موسيقيّة وسينمائية ومسرحيّة موجهة لهم، وارتيادهم لهذه النشاطات سيعرّفهم على جميع هذه الفنون، في حين أن المشاركة في هذه الأنشطة المُقدّمة، وخاصّةً الموسيقية، ستكون لها نتائج كبيرة في المستقبل، لأن هؤلاء الأطفال واليافعين الذين درسوا الموسيقا واعتلوا خشبة المسرح سيرفدون في المستقبل كلّ الفرق الموسيقية العربية والغربية الموجودة. وعبّر داكشلي كذلك عن سعادته بوجوده كعازف في أوركسترا النفخيات إلى جانب الأطفال واليافعين وهم من طلابه، وهو أمر على غاية من الأهمية، لأن وجوده ووجود عدد آخر من الأساتذة أعطاهم الثقة كما قالوا له ووطّد العلاقة بينهم.

أهم المشاريع

ولم تخفِ ميسون إسحق العازفة في الفرقة السيمفونية ورئيسة قسم الصولفيج في معهد صلحي الوادي سعادتها التي لا يمكن وصفها بإطلاق هذا المشروع وافتتاحه بحفل لأوركسترا نفخيات معهد صلحي الوادي، واعتبرته من أهم المشاريع حالياً في سورية والذي يؤكد أن بلدنا ولّادة، وأن المبدعين فيها كثُر، ورأت أن أهمية هذا المشروع في أنه يؤسّس لموسيقيين في المستقبل، متمنيةً أن يلقى الرعاية والدعم لضمان استمراره، مؤكدة أن سعادتها كانت مضاعفة لأنها جلست كعازفة ترومبيت في الأوركسترا في حفل رحلة إلى مدينة ديزني 2 إلى جانب الأطفال واليافعين، إضافةً إلى كونها مديرة تنسيقية في الأوركسترا.

فريد من نوعه

وأجمع المشاركون من اليافعين: شهد شعراوي، ميس خلوف، منار حلاق، دارين حرب، سلوى العظمة، تيم عزام على أهمية هذا المشروع الذي يتوجّه إليهم، كما عبّروا عن سعادتهم بمشاركتهم فيه من خلال أوركسترا النفخيات، مؤكدين أن هذا الحفل كان فريداً من نوعه لأنهم توجهوا من خلاله لجمهور يشبههم عبر موسيقا أفلام تابعوها وأحبوها، شاكرين دار الأسد للثقافة والفنون التي أتاحت لهم فرصة المشاركة في المشروع ومعهد صلحي الوادي الذي له الفضل في رعايتهم وقائد الأوركسترا دلامة شهاب على الجهود التي بذلها في تدريبهم.

يُذكر أن من قام بتنويط الأعمال هم: أحمد هادي الخياط، مونتاج الأفلام نادين الهبل وميغيل إسحق، هندسة الصوت: محمد حبال، إدارة الفرقة: ميسون إسحق وعبير الجابي.

أمينة عباس