دراساتصحيفة البعث

تايوان كبيدق في السياسة الأمريكية

عائدة أسعد

كانت زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان أول زيارة من قبل سياسي أمريكي في هذه المرتبة خلال الـ25 عاماً الماضية، ومن الواضح أن هذه الزيارة تعتبر استفزازاً صريحاً وتحدياً للصين!.

في السنوات الأخيرة، كانت الولايات المتحدة تثير الصين بشكل متزايد، وفي السابق حاولت التشويش على مبادرة “الحزام والطريق”، ومسألة الأويغور، وغيرها من الموضوعات التي لم تحصل على الاهتمام المتوقع، بل تمّ رفض الإساءة الأمريكية على نطاق واسع من معظم دول العالم.

غير أن تايوان قصة مختلفة، لأن هناك مجالاً واسعاً من النشاط للولايات المتحدة فيها، والهدف الرئيسي ليس حقوق الإنسان، وغيرها من الديماغوجية، ولكن فرصة حقيقية للمواجهة، مع أن الولايات المتحدة تدركُ جيداً أن تايوان جزء غير قابل للتصرف من الصين، وأن مسألة تايوان هي الأكثر أهمية وحساسية في العلاقات بين الصين والولايات المتحدة.

لقد أظهرت زيارة نانسي بيلوسي لتايوان أن الولايات المتحدة لا تزال تتمسّك بسياستها السابقة بشأن مسألة تايوان باستخدام المنطقة كرقاقة مساومة لجذب الصين إلى المواجهة، وعلى مدى السنوات السابقة اتبعت الحكومة الأمريكية سياسة مبيعات الأسلحة على المدى الطويل إلى تايوان، ولم يتخلّ أي رئيس أمريكي عن سياسة ضخ الأسلحة في الجزيرة. واليوم تستمر “ورقة تايوان” في السياسة الخارجية الأمريكية، ويتمّ تعزيزها من أجل عرقلة النمو الاقتصادي للصين. ومع ذلك، فإن ما لا تفهمه الولايات المتحدة هو أن الصين قوية للغاية من الناحية الاقتصادية بحيث لا يمكن الضغط عليها.

إن الولايات المتحدة بعد أن أدركت مبدأ “الصين الواحدة” لم تتوقع أنه في غضون عقود قليلة، سيتحول هذا البلد إلى عملاق اقتصادي، وقوة نووية، ومن أغنى البلدان في العالم، ويتوجّب عليها أن تفهم أنه لن يكون لديها مساحة للمناورة على مسألة تايوان، وأن الصين لن تتراجع أبداً عن موقعها الرئيسي في تايوان، وأن محاولات استخدام مسألة تايوان كبيدق لاحتواء الصين محاولات فاشلة.