“الاشتراكية العالمي”: ماذا لو كان أطفال أوكرانيا مكان أطفال غزة؟
البعث – تقارير:
هاجم موقع “الاشتراكية العالمي” في مقالة للكاتب باتريك مارتن، ازدواجية المعايير الغربية تجاه القضايا العالمية، وخصّ بالذكر الفرق في التعاطي الإعلامي والسياسي بين الحرب في أوكرانيا والعدوان الإسرائيلي على غزة.
وقال مارتن: على مدى الأيام الـ3 الماضية، قتلت الضربات الجوية الإسرائيلية المستمرّة، ما لا يقل عن 45 فلسطينياً، من بينهم 16 طفلاً، وتسبّبت في دمار واسع النطاق، وأصيب ما لا يقل عن 400 بجروح، معظم إصاباتهم خطرة، والمستشفيات والمراكز الطبية القليلة مكتظة ولا تكاد تعمل، إذ يعيش نحو 2.3 مليون فلسطيني في غزة بحالة حصار.
وأضاف الكاتب: إن الآلة العسكرية الإسرائيلية أمطرت منطقة تبلغ مساحتها 141 ميلاً مربعاً فقط، بمئات الصواريخ والقنابل، وتحوّلت المباني إلى حفر ودمار مروع تناثرت فوقه جثث الضحايا الأبرياء، تحت ذريعة أنّ قادة “الجهاد الإسلامي” هم المستهدفون وحدهم.
وأورد الكاتب تساؤلاً أتبعه بإجابة: ماذا لو كان الأطفال الأوكرانيون هم الذين تعرّضوا لما يتعرّض له أطفال غزة؟، ليشير إلى أنه دون شك كانت وسائل الإعلام الأميركية، الخادم المخلص لوكالة المخابرات المركزية ووزارة الخارجية، ستوفر تغطية مركزة، وأنه ستكون هناك ساعات طويلة مكرّسة للحداد على الخسائر في أرواح الأبرياء، ووصف المسؤولين عن وفاتهم بالقتلة ومجرمي الحرب، مبيّناً أنه في الإعلام الأمريكي لن يتم استخدام مثل هذه المصطلحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد ووزير الدفاع بيني غانتس وغيرهما من كبار المسؤولين العسكريين والاستخباراتيين الإسرائيليين.
وأشار مارتن، إلى ما نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، التي قادت الحملة الإعلامية على “الفظائع الروسية المفترضة” في حرب أوكرانيا، في تقريرها عن الوقف المؤقت لقصف غزة بهذه الطريقة: “وقف إطلاق النار ينهي ثلاثة أيام من القتال العنيف عبر الحدود بين إسرائيل وجماعة فلسطينية مسلحة في غزة، وبدأت الحياة على جانبي الخطوط تعود إلى طبيعتها”.
وبيّن الكاتب، أن “القتال الشرس عبر الحدود” كان أمراً أحاديّ الجانب تماماً، حيث ألقى الجيش الإسرائيلي، المسلّح حتى العظم من الإمبريالية الأميركية، القنابل والصواريخ على السكان العزل. في غضون ذلك، أطلق مسلحون من حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية مئات الصواريخ البدائية المحلية الصنع، سقطت جميعها تقريباً دون أذى بين المدنيين.
أما بالنسبة إلى “العودة إلى الوضع الطبيعي” لسكّان غزّة، فهذا يعني فقراً لا يطاق، ومعدل بطالة بنسبة 50%، وبنية تحتية محطّمة، بينما يصف مراقبون بشكلٍ روتيني غزة بأنها أكبر معسكر اعتقال في الهواء الطلق على هذا الكوكب.
وأضاف: أصدرت إدارة بايدن بياناً مقتضباً رحّبت فيه بوقف إطلاق النار، معربة عن تقديرها لدور مصر وقطر والأردن وغيرها من الديكتاتوريات والملكيات العربية الرجعية، لدورها في الدبلوماسية التي أدّت إلى إنهاءٍ مؤقت للعنف، بينما أدانت “الجهاد الإسلامي” على الهجمات الصاروخية “العشوائية”.
وأشار الكاتب، إلى أنه ليس هناك شك في أنّ الهجوم على غزّة تمّت مناقشته والموافقة عليه خلال زيارة بايدن لـ”إسرائيل” في الفترة من 13 إلى 15 تموز الماضي.
وأوضح، أن البنتاغون سوف يُسارع الآن إلى إعادة إمداد الذخائر التي أنفقتها قوات الاحتلال الإسرائيلية خلال حملتها العدوانية الأخيرة.
ليختم مارتن مقاله، بأنه لا يوجد مخرج من الصراعات الدموية المستعصية في الشرق الأوسط، إلا بفكّ الحصار عن غزّة وزوال الاحتلال عن فلسطين المحتلة.