رسائل المناورة التكتيكية في الجزيرة السورية
ترجمة وإعداد: هيفاء علي
تفيد آخر المعلومات أن الجيش الأمريكي يحتجز 50 من “المتعاونين” معه في سورية في خطوة غير مسبوقة بتهمة التجسّس لمصلحة “جهات خارجية”. وأشارت وكالة “سبوتنيك” للأنباء في هذا الصدد إلى أن هؤلاء الخمسين متهمون بتقديم معلومات عن كمية النفط المستخرج من الآبار التي تحتلها الولايات المتحدة، وعدد القوات والمعدات المتمركزة في القواعد العسكرية القريبة. وقال أقارب المعتقلين إن ميليشيات “قسد” اعتقلتهم بأمر من قوات الاحتلال الأمريكي أثناء قيامهم بدورية حول القاعدة العسكرية الأمريكية غير الشرعية الواقعة في حقل العمر النفطي شمال شرق محافظة دير الزور.
جدير بالذكر أن الجيش الأمريكي احتلّ جميع حقول النفط والغاز السورية في محافظتي الحسكة ودير الزور، وتمّ تشغيل عشرات الآبار النفطية الجديدة في شمال وشرق محافظة دير الزور من قبل فرق هندسية أمريكية. وقد أفادت مصادر سورية أن سرقة النفط السوري من قبل الجيش الأمريكي تضاعفت، والجيش الأمريكي يطلق النفط السوري المسروق عبر معابر غير شرعية في شمال شرق سورية، بما في ذلك معبر الوليد، لبيعه في السوق السوداء. كما يُباع جزء من النفط المسروق لإرهابيي “جبهة النصرة” في محافظة إدلب. وبحسب أرقام جديدة صادرة عن وزارة النفط في سورية، فإن 70 ألف برميل نفط تسرقها قوات الاحتلال الأمريكي ومرتزقتها يومياً من مناطق شرق سورية، فيما أشارت “سبوتنيك” إلى أن كمية النفط المسروقة من آبار النفط السورية تبلغ ثلاثة ملايين برميل شهرياً. وبالإضافة إلى النفط والديزل، يقوم الأمريكيون أيضاً بتهريب كميات هائلة من القمح والحبوب السورية للاستخدام الأسبوعي لجنودهم في العراق.
في 30 تموز الماضي، أعلنت وزارة الدفاع السورية أن أحد تشكيلات الجيش العربي السوري نظم مناورة تكتيكية بالذخيرة الحيّة مع الجيش الروسي، حيث تحاكي التدريبات هجوماً واسع النطاق على مواقع العدو المحصنة خلف بحيرة. وشهدت المناورات عبور القوات السورية للبحيرة، والهبوط من الجو خلف خطوط العدو، وصدّ عدد من الهجمات المضادة للعدو، وإحباط محاولة إنزال بالقرب من مواقعه.
شاركت في التمرين عشرات الطائرات الحربية السورية والروسية، حيث استهدفت الطائرات المقاتلة العدو عبر خط المواجهة، فيما نفّذت طائرات الهليكوبتر إنزالاً للقوات وإخلاء للجرحى. كما أسقطت الدفاعات الجوية السورية عدداً من الطائرات المسيّرة الوهمية التي كانت تحاول دعم قوات العدو.
لقد جاءت التدريبات الأخيرة للجيش السوري وسط تهديدات من تركيا التي يستعدّ جيشها وعملاؤها لشنّ عملية جديدة واسعة النطاق في شمال سورية، وسبق أن حذّر الجيش العربي السوري من استعداده التام لصدّ أي “عدوان” تركي على الأراضي السورية.
ويشير مراقبون إلى أن الإعلان عن تفاصيل مناورات الجيش السوري يحمل العديد من الرسائل السياسية من شمال سورية لتركيا والنظام الصهيوني، لكن الرسالة الأهم لهذه التدريبات هي استمرار تعزيز القوة الرادعة للجيش السوري بعد الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية خلال الحرب الكونية الشرسة التي تعرّضت لها سورية.
لقد حقّق الجيش العربي السوري مثل هذه القوة الرادعة، على الرغم من اعتداءات النظام الصهيوني المتتالية، ورغم حقيقة أن قوى الشر، بما في ذلك الولايات المتحدة وتركيا وإنكلترا وفرنسا والكيان الإسرائيلي، قد استخدمت مجموعات إرهابية مختلفة مثل “القاعدة”، و”داعش”، و”جبهة النصرة” لتدمير البلاد بطريقة مخطّطة خلال سنوات الحرب. من هنا يعترف الخبراء الذين يراقبون التطورات في سورية عن كثب، بأن التدريبات الأخيرة للجيش السوري اختلفت بشكل كبير عن التدريبات السابقة، وهي تنوع عملياته البرية والبحرية والجوية.