بعد أن أسقط في يده.. زيلنسكي يغامر بافتعال كارثة نووية في زابوروجيه
تقرير إخباري:
حالة هستيرية تعتري سلطات كييف اليوم بعد أن أبدى السكان في المناطق المحرّرة من مقاطعة زابوروجيه رغبتهم في العودة إلى وطنهم الأم روسيا، عبر استفتاء ينوون تنظيمه في ذلك، وخاصة بعد قصف النازيين الأوكرانيين أكبر محطة نووية في أوروبا.
السلطات في كييف التي انتهجت منذ البداية سياسة تطهير واضحة في المناطق الناطقة باللغة الروسية، ولا تزال تنكّل بأهالي هذه المناطق، عبر استخدام كتائب من النازيين الجدد في تهجير الأهالي، تدرك جيّداً أن ردّ الفعل الطبيعي في هذا المقام هو أن يفكر أهالي المنطقة في الانضمام إلى روسيا أو على أقل تقدير في الاستقلال عن أوكرانيا، وهذا ما دفع صراحة النظام في كييف إلى التصعيد من خلال قصف البنى التحتية المدنية، وخاصة بعد أن أعلن ممثل الإدارة الإقليمية في زابوروجيه فلاديمير روغوف بدء تطبيق القوانين الروسية في المقاطعة، مشيراً إلى أنه تم رسم مسار إعادة التوحّد مع روسيا وبأنه لن يكون هناك عودة إلى الوراء.
شعور سلطات كييف بأن المنطقة بدأت تخرج من أيديها جعلها تتعاطى مع المشهد بصورة جنونية، حيث ظنّت أن قيامها باستهداف المحطة بشكل مباشر يمكن أن يجعل الأوروبيين المهدّدين بالكارثة إذا حدث تسرّب إشعاعي يتدخلون لمنع هذا السيناريو، بمعنى أنها تضع أوكرانيا كلها في كفة ومنطقة زابوروجيه في الكفة الأخرى، هذا إذا لم يكن هناك شيء ما تحاول السلطات في كييف دفنه تحت أنقاض المفاعل.
استهداف المحطة النووية على هذا النحو الهستيري دفع المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إلى القول: “إن الوضع حول محطة زابوروجيه النووية يصبح كل يوم أكثر خطورة بسبب تصرّفات التشكيلات المسلحة الأوكرانية”، مضيفة: إن القيادة الأوكرانية بقصفها المحطة تثبت أنها فقدت التفكير بشكل معقول.
فعلى الرغم من كل التحذيرات الروسية الاستباقية من أيّ استفزازات لها إلا أن السلطات الأوكرانية ألقت بنفسها بالتهلكة بفعل المحظور عبر ضربها محطة زابوروجيه للطاقة النووية، وهي بذلك تضع أوروبا بأكملها رهينة بيد كييف وليس فقط أوكرانيا وروسيا.
ففي أواخر الشهر الماضي نفذ المسلحون الأوكرانيون استفزازهم عن سابق إصرار وهوس بافتعال الكوارث بضرب المحطة بثلاث طائرات مسيرة انتحارية مزوّدة برؤوس حربية ذات كتل متفجّرة تقدّر بعدة كيلوغرامات من الـ تي إن تي، وذلك وفق ما ذكره المسؤول المحلي روغوف، وهذا ما عبّر عنه نائب مدير إدارة الإعلام والصحافة في وزارة الخارجية الروسية إيفان نيتشايف بـ”أن القوات الأوكرانية تقصف بإصرار وعلى نحو مهووس أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا غير مبالية بأمانها ومنتهكة قرارات المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية”.
وقد حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن يؤدّي هذا الاستفزاز الذي لم يستبعد ضمناً أن تكون الولايات المتحدة ضالعة في التحريض عليه على الأقل، إلى مواجهة نووية بعد مرور 77 عاماً على إلقاء أول قنبلة ذرية في العالم على مدينة هيروشيما اليابانية، دون تحديد الطرف الذي ألقاها طبعاً.
المحطة النووية كانت القوات الروسية أعلنت أن المستوى الإشعاعي في محيطها طبيعي بعد أن سيطرت عليها في شباط الماضي أي بعد تسعة أيام من انطلاق عمليتها العسكرية لحماية إقليم دونباس، ولكن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلنسكي، وفي محاولة بائسة لاستثارة من يسمّيهم الحلفاء الأوروبيين عمد إلى قصف المحطة لجعل أوروبا مجتمعة في موقع الدفاع عنه بعد أن شعر أن أيامه في السلطة باتت معدودة.
فهل يستطيع زيلنسكي بالفعل استخدام ورقة زابوروجيه مجدّداً لابتزاز العالم، أم أن الغرب سيتركه وحيداً كما ترك عملاءه السابقين في أفغانستان وغيرها؟.
ليندا تلي