قبل انطلاق الموسم الجديد.. مستوى متدنٍ وآفة الشغب مستمرة!
ناصر النجار
تابعنا حتى الآن في مسابقة كأس الجمهورية مباريات لفرق تشرين بطل الدوري والوثبة (وصيفه) والجيش والوحدة وأهلي حلب والفتوة، وهذه الفرق في الوقت الحالي تعدّ أفضل فرق الدوري من ناحية التعاقدات والتاريخ والعراقة، وضمّت أبرز نجوم المنتخب الوطني والدوري الممتاز، لكن المفاجأة أن ما شاهدناه في كلّ المباريات كان عبارة عن “عك كروي”، ولم نرَ أي تقدّم أو تطور على صعيد الأداء أو أسلوب اللعب!.
وإذا كان عذرُ المدرّبين أن فرقهم لم تدخل مرحلة الجاهزية بعد، فإن هذا الكلام يمكن أن نهضمه في المباريات الاستعدادية الأخرى التي تلتها، أما اليوم فلم يعد هذا المستوى المتدني مستساغاً وعذراً مقبولاً، وبكلّ الأحوال ندرك أن الفرق لم تصل إلى تمام الجاهزية، لكن من المفترض أن تكون جاهزيتها قد وصلت إلى حدود السبعين بالمئة على أقل تقدير.
ومن خلال متابعة الفنيين للمباريات فقد سجّلوا الكثير من الملاحظات، أهمها: غياب الجمل التكتيكية الجميلة التي تشكّل خطورة على المرمى وتصنع هدفاً، فالكرات كان أغلبها مقطوعاً ولم يستطع أي فريق تحقيق نقلات متتالية، لذلك غابت الخطورة في الهجمات وكانت الفرص المحققة للتسجيل قليلة، وأمام هذا الوصف فإن أغلب الحراس لم يتعرّضوا للضغط ولم يُختبروا بشكل جيد.
النتائج كانت متقاربة، إما الفوز بهدف أو التعادل، وهذا يدلّ على أن مستوى الفرق متقارب والأداء متكافئ، ولم يملك فريق على آخر أفضلية التفوق والسيطرة، ومن خلال المتابعة وجدنا أن فريقي أهلي حلب والفتوة يملكان خط احتياط متميزاً قد يفوق الأساسيين في الفريقين، وهذا يمنح المدرّبين مساحة واسعة وهامشاً كبيراً لاختيار اللاعب المناسب للمباراة المناسبة.
على صعيد مشاركة الأجانب مع فرقنا، لم نجد حتى الآن (على الأقل) اللاعب الذي يصنع الفارق في فريقه، وكلّ المحترفين الذين شاركوا لم يكونوا أفضل من لاعبينا، والملاحظ أيضاً أن اللاعبين الشباب غابوا عن المشاركة في المباريات باستثناء فريق الوحدة الذي أشرك العديد من لاعبيه الشباب، وقد يكون تصرف المدرّب هذا مكرهاً عليه لهجرة العديد من لاعبي الفريق إلى أندية أخرى لظروف معروفة. هنا نجد أن كلّ المدرّبين يخشون المجازفة باللاعبين الشباب حتى لا يتعرضوا إلى اللوم من الجمهور أو غيرهم في حال ساءت النتائج، وهذا الأمر بحاجة إلى تفكير عميق، لأن الدوري وفرقنا باتا بحاجة ماسة إلى زج بعض اللاعبين الشباب لتجديد دماء الدوري.
أما بالنسبة إلى التشنج والعصبية في بعض المباريات، فإن الخروج عن الروح الرياضية يجعل الموسم القادم على فوهة بركان، وهذا برسم المعنيين الذين عليهم اتخاذ التدابير اللازمة لصيانة الدوري وملاعبنا من آفة الشغب المدمّرة.