“تذاكر سفر” للشاعرة سامية عزام.. أمل في زمن الانتحار
السويداء – رفعت الديك
في كتابها “تذاكر سفر” قدّمت الشاعرة سامية عزام مجموعة من القصائد الوجدانية والوطنية والاجتماعية حاولت من خلالها، كما تقول، إيصال رسائل إنسانية مفعمة بالمحبة والابتعاد عن الأنا السلبية، فاعتمدت على ألفاظ موحية وبعيدة عن الضبابية والغموض.
عزام التي خصّصت الريوع لمرضى السرطان خلال ندوة بعنوان قراءة في المجموعة الشعرية “تذاكر سفر”، نظمها المكتب الفرعي لنقابة المعلمين بالسويداء، واستضافتها صالة المحافظة، تقول إنها تحاول أن تثبت أن الكلمة الطيبة تجمعنا، وأننا أقوياء مع بعضنا وببعضنا، وبما أن الشعر عزف بالكلمات وحدس مفعم بالأحاسيس والمشاعر وخطاب إنساني لا يرتبط بمكان أو زمان.
بدوره أشار الشاعر والكاتب فرحان الخطيب خلال الندوة إلى أن مجموعة “تذاكر سفر” اتكأت على القصائد الوجدانية التي صاغتها الشاعرة بلغة صريحة ورقيقة عبّرت خلالها عن وفائها للوطن والإنسان بكل أبعادهما، وقد أجادت في طرح أفكارها بما يتناسب مع اللبوس اللفظي فلا غموض ولا تقعير. وبيّن الخطيب أن الشاعرة عزام استطاعت من خلال إلقائها أن تشدّ الحضور إلى جو الشعر المفعم بالمحبة والصدق والاستماع والمشاركة الحقة في الاحتفاء بالقصيدة.
ولفتت الكاتبة والقاصة منى بيطاري إلى أن الشعر في زمن الدمار والخراب والحروب والحصار انتحار، نحيب على قبر جدنا المعري الذي لم يرَ ما نرى ولم يشاهد رأسه المقطوع كغيره من تماثيل الشعراء. وقالت بيطاري إنها حين تعود من السويداء تكون رئتاها قد أخذت ما يجدّد مقدرتها على التنفس ومتابعة الكلام، مضيفة: أعود مزهوة بأن في هذا الجبل شعراء وقصاصين وأدباء مبدعين مثل سامية التي استطاعت عبر “تذاكر سفر” أن تستحضر معظم التجارب الشعرية في السويداء، بعضها وصل إلى الطباعة والنشر وبعضها مايزال حبيس القلب والرفّ، كما استطاعت أن تجد في عوالم الشعر الفسيحة أملاً في الخلاص من الصمت والسكون.
رئيسُ مكتب النشاط في المكتب الفرعي لنقابة المعلمين بالسويداء خالد جمال أبو فخر أوضح أن المجموعة الشعرية صدرت بدعم من النقابة وسيعود ريعها لمصلحة جمعية أصدقاء مرضى السرطان، وهي مبادرة أدبية بطابع إنساني للتأكيد على أننا أحوج ما نكون لمساندة بعضنا، وخاصة في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها، ولإثبات أن الكلمة الطيبة تجمعنا، مؤكداً حرص مكتب النشاط على الارتقاء بالحالة الثقافية ودعم كل المبادرات الأدبية والفكرية والفنية للمعلمين، ولاسيما من جيل الشباب.
الأديب رياض طبرة الذي لم يحضر الندوة لكنه أرسل قراءته، كتب: لا شيء مثل الحب في “تذاكر السفر”، لا شيء يبعث على الحزن في زمن مثلما يفعل بنا الخواء، سامية ويا لحظ الشاعرات والشعراء هذا الحاضر القاتم ليس زمان الشعر ولا زمان الشعراء، كلّ ما حولنا بكاء، لكن الشاعر مغامر صابر وجلود يعرف أنه يسبح خارج الماء ويجدف عكس التيار والشراع عصفت به يوميات الانتظار ومشاهد من حولنا من المتعبين والمهاجرين وحاملي تذاكر السفر.
يُذكرُ أن المجموعة الشعرية صدرت عن دار البلد وتقع في 100 صفحة من القطع الوسط.
والشاعرة سامية محمود عزام مواليد السويداء عام ١٩٧٠، تحمل إجازة بالأدب العربي جامعة دمشق، صدر لها ديوان شعري “أراني أنا” 2019 بمطبعة دار البلد بالسويداء بالتعاون مع نقابة المعلمين، وهناك ديوان قيد الطباعة يحمل عنوان “خذني إليك”.