روسيا تطلب انعقاد مجلس الأمن لمناقشة هجمات كييف على محطة زابوروجيه النووية
البعث – وكالات:
في الوقت الذي يستمرّ فيه النظام الأوكراني باستهداف محطة زابوروجيه النووية مهدّداً أوروبا ودول الجوار بالكامل بكارثة نووية، تستمرّ الإدارة الأمريكية بتغطية هذا الإرهاب الذي تمارسه السلطات في كييف، الأمر الذي يؤكد أن القرار باستهداف المحطة اتّخذ في واشنطن وليس في كييف، ويدعم الشكوك الروسية حول رغبة موجودة في واشنطن بالوصول إلى “المليار الذهبي” عبر الإبادة، بعد أن عجزت، ربما، في تحقيق ذلك من خلال الفيروسات التي نشرتها مختبراتها حول العالم، كما تحوم الشكوك حول دور للأمم المتحدة في التغطية على النظام في كييف بعد أن منعت رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي من زيارة المحطة.
فقد أفاد مصدر في البعثة الروسية لدى الأمم المتحدة بأن موسكو طلبت عقد جلسة لمجلس الأمن الدولي يوم غدٍ لمناقشة الهجمات الأوكرانية على محطة زابوروجيه النووية.
ونقلت وكالة نوفوستي عن المصدر قوله: إن “هذا الطلب جاء نظراً للهجمات الأوكرانية على محطة زابوروجيه وعواقبها الكارثية المحتملة”.
وأوضح مصدر آخر في مجلس الأمن الدولي أن روسيا “تودّ أن يقدّم المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رفائيل غروسي تقريراً حول الوضع في المحطة أمام الجلسة”.
وكانت الأمم المتحدة أعلنت في وقت سابق أنها تعمل على تنظيم زيارة لخبراء الوكالة الدولية للمحطة لدراسة الوضع فيها.
إلى ذلك، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: إن “العالم يسير على حافة الهاوية في ظل الوضع المتعلق بضربات كييف المتعمّدة على محطة الطاقة النووية في زابوروجيه”.
ونقل موقع روسيا اليوم عن زاخاروفا قولها في تعليق لها اليوم: “يبدو لي أن الأمانة العامة للأمم المتحدة التي تتعامل مع مشكلة الطاقة النووية بما في ذلك عواقب الكوارث التي هي من صنع الإنسان، يجب أن تفهم أن العالم يسير على حافة الهاوية لأن ما يقوم به نظام كييف من أعمال إجرامية كجزء من أنشطتهم الخارجة عن القانون تماماً ليس تجارب خطيرة للعلماء يوظفونها لمصلحة العالم والتنمية والبحث عن مصادر طاقة بديلة، وإنما هي أفعال مدمّرة وعواقبها لن تقتصر على حدود جغرافية معينة”.
وشدّدت زاخاروفا على أن “منع رحلة رفائيل غروسي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية من القيام بتفتيش دولي في محطة زابوروجيه قرار غير مسؤول ويترتب عليه عدد من الأحداث الخطيرة”.
وكانت وزارة الخارجية الروسية أعلنت أن إدارة الأمن بالأمانة العامة للأمم المتحدة لم توافق على رحلة مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رفائيل غروسي إلى محطة زابوروجيه للطاقة النووية ما سمح لكييف مرة أخرى بتنفيذ استفزازات في منطقة المحطة.
من جانبه، أعلن عضو مجلس إدارة منطقة زابوروجيه فلاديمير روغوف أن الأفعال التي يقوم بها نظام كييف وتعمّده قصف المحطة النووية في زابوروجيه تشكّل تهديداً لأمن أوروبا النووي.
ونقل موقع روسيا اليوم عن روغوف قوله في تصريح اليوم: “منذ عدة أسابيع كانت المخابرات الأوكرانية تجمع معلوماتٍ استخباراتية فيما يتعلق بمحطة الطاقة النووية في زابوروجيه، وبعد ذلك بدأت الهجمات بطائرات الاستطلاع والهجوم ونظام إطلاق الصواريخ البعيد المدى على هذه المحطة الكهروذرية”، مبيّناً أن سلطات نظام كييف تتعمّد قصف المحطة من أجل إجبار روسيا على سحب جيشها من هناك.
وأشار روغوف إلى أن نظام كييف لا يفكر في العواقب بالنسبة لأوروبا من خلال مهاجمة منشأة نووية، بينما يستمرّ بنشر معلومات مضللة تفيد بأن روسيا تقصف المحطة لاتهامها بأي عواقب تنجم عن ذلك، وقال روغوف: “إن وسائل الإعلام الغربية ستطلق حملة واسعة النطاق لتشويه صورة روسيا على غرار الاستفزازات التي شهدناها على مدى السنوات الماضية”.
من جهة ثانية، شدّد السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنتونوف على أن المجتمع الدولي يجب أن يرى جرائم الحكومة الأوكرانية ضد شعبها.
ونقلت وكالة تاس عن أنتونوف قوله اليوم: “إنهم لا يتوقفون عن إسناد أفعال البلطجية التي يمارسها النظام في كييف إلينا، وقد حان الوقت لإظهار جرائم هذا النظام أمام العالم ولاسيما تلك التي يرتكبها بحق شعبه”.
ورفض أنتونوف محاولات وزارة الخارجية الأمريكية اتهام روسيا بزرع ألغام في أراضي أوكرانيا، قائلاً: “واشنطن تحمّلنا بشكل غير عادل مسؤولية تلغيم الأراضي الأوكرانية في إطار حملة “الرهاب من روسيا”، كما تتهمنا من بين أشياء أخرى بمنع الوصول إلى الأراضي الزراعية ونحن نرفض بشدة هذه المزاعم”.
وأوضح أنتونوف أن المجتمع الدولي تأكد بالفعل خلال المفاوضات بشأن صادرات الحبوب من أن الأوكرانيين أنفسهم قاموا بتلغيم المياه الساحلية للبحر الأسود، مشيراً إلى أن هذه الممارسات امتدّت لتشمل العديد من المرافق الاجتماعية والبنية التحتية.
ولفت أنتونوف إلى أن القوات المسلحة الأوكرانية تقوم بتركيب أجهزة متفجّرة على أراضي المدارس ورياض الأطفال وتغرق حرفياً الغابات والحقول بالألغام في اتجاهات مختلفة.
وأكد أنتونوف أن مثل هذه الأفعال تدلّ بوضوح على موقف نظام فلاديمير زيلينسكي من سكان الأراضي التي تعتبرها كييف ملكاً لها.
وأوضح أنتونوف أنه بالنسبة للأراضي الزراعية هناك أدلّة على عمليات حرق متكرّرة للمحاصيل من التشكيلات المسلحة الأوكرانية ويتم استخدام مروحيات لهذا الأمر، مشدّداً على أن كل هذه الأمور تثبت أن الوضع الحقيقي هو عكس ما تشيعه الولايات المتحدة، لكن هذا لا يوقف منظمي حملة التضليل ضد روسيا.