مجلس اتحاد العمال العرب يختتم أعماله بدمشق.. المطالبة برفع كافة أنواع الحصارات عن الأقطار العربية
دمشق – بشير فرزان
أكد المجلس المركزي للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب دعمه لسورية ولمواقفها الوطنية والقومية الثابتة والمبدئية وجهودها لمكافحة الإرهاب والحفاظ على سيادتها الوطنية ووحدة شعبها وأراضيها وحقوقها.
وأدان المجلس، في بيان صدر في ختام أهمال دورته العادية الثانية، المنعقدة في دمشق، الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الشعب السوري وخاصة قصف مطار دمشق الدولي والعديد من المنشآت السورية ومواصلة احتلال الجولان السوري المحتل، ودعا إلى فضح ممارسات قوات الاحتلال الصهيونية العنصرية وانتهاكها لحقوق الإنسان. كما أدان محاولة فرض القانون الصهيوني على المواطنين العرب السوريين في الجولان المحتل والاعتداءات التركية على أراضي الجمهورية العربية السورية.
وأدان المجلس الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الشعب الفلسطيني، مؤكدا التزامه بمسيرة النضال الوطني والمشروع للشعب العربي الفلسطيني ودعم قضيته من أجل التحرر من الاحتلال الاسرائيلي الغاشم، مجددا وقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني في مواجهاته اليومية على أرض فلسطين العربية، وإدانته للعدوان الاسرائيلي الغاشم على غزه المقاومة ورفض التطبيع.
وطالب المجلس الأمم المتحدة ومجلس الأمن العمل على إطلاق سراح الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال الصهيوني وإيقاف بناء المستوطنات، وإزالة جدار الفصل العنصري، ووقف كافة الأعمال لتغيير ديموغرافية وجغرافية مدينة القدس.
وأكد البيان الوقوف إلى جانب اليمن الشقيق لتعزيز سيادته على أراضيه وترسيخ وحدته الوطنية ودعا الفرقاء السياسيين لتغليب لغة الحوار لحل المشاكل العالقة، وطالب المجتمع الدولي وجامعة الدول العربية ومنظماتها المتخصصة وهيئة الأمم المتحدة وكافة هيئاتها والمنظمات الدولية المعنية بالإسراع بتقديم المساعدات اللازمة للشعب اليمني لإنقاذه من شبح الجوع والمرض والمساهمة في توفير مقومات الاستقرار الأمني والسياسي للمساهمة في إعادة اعمار ما دمرته الحرب.
كما أكد البيان دعمه لكافة مكونات الشعب الليبي في مكافحة الإرهاب ودعا كافة الفرقاء السياسيين في ليبيا إلى الاحتكام للحوار الوطني الشامل لتحقيق المصالحة الوطنية والاتفاق على بناء الدولة الليبية الحديثة التي تحترم حقوق وواجبات كافة مواطنيها للحفاظ على وحدة ليبيا أرضاً وشعباً وكافة الأطراف اللبنانية إلى تعزيز الحوار فيما بينهم بعيداً عن التجاذبات السياسية للتوافق الداخلي بما يؤمن وحدة لبنان وسلامة أراضيه وبناء دولته وتعزيز أمنه واستقرار سيادته ودعم حق لبنان في استعادة أراضيه المحتلة في مزارع شبعا وتلال كفر شوبا من الاحتلال الإسرائيلي وحقه الطبيعي في الاستفادة من ثروته النفطية والتأكيد على وحدة جيشه وشعبه ومقاومته.
وأكد البيان على العمل لدى كافة الجهات الدولية والعربية للمطالبة برفع كافة أنواع الحصارات الجائرة التي تتعرض لها الأقطار العربية على مختلف الصعد وخاصة قانون قيصر الجائر والمساهمة في العمل على تسهيل عودة المهجرين إلى ديارهم ودعم موقف الدول العربية فيما يخص الأمن المائي العربي وخاصة على الساحة الدولية فيما يخص سد النهضة الأثيوبي الذي يهدد الأمن المائي المصري وسد إليسو التركي الذي يهدد الأمن المائي العراقي.
وكان المجلس المركزي للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب قد افتتح أعماله اليوم في مجمع صحارى العمالي بدمشق، وذلك بمشاركة عمالية نقابية عربية من 12 دولة عربية.
وأكد جمال القادري الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال في سورية في كلمته الافتتاحية أن المجلس المركزي ينعقد والعالم بأسره، شعوباً ودولاً، يواجه جملة من التحديات الضخمة التي تستوجب التعامل معها بكل الحكمة والصلابة للخروج منها بأقل الأضرار والأخطار على العمال والمجتمعات والشعوب، وأشار إلى أن هذا الواقع تأثرت به معظم الدول العربية، شعوباً وعمالاً، وكان أثره النسبي أكبر على الطبقات الضعيفة اقتصادياً والتي تأتي الطبقة العاملة في مقدمتها.
ولفت القادري إلى أن هذه التحديات تدعونا جميعا، وفي مختلف المواقع، للتعامل معها بمزيد من الوعي والعمل المشترك لمواجهتها، والتخفيف من آثارها السلبية، نظراً لما تمتلكه القيادات النقابية العربية من وعي وإدراك لخطورة هذه التحديات وتأثيراتها على العمال العرب، وذلك من خلال الحوار البنّاء في اجتراح الحلول وتقديم المقترحات التي من شأنها النهوض بالواقع النقابي والعمالي في خضم هذه المتغيّرات الهائلة التي تعصف بالمنطقة والعالم، واستلهام ذلك من شعار الاتحاد الدولي “قوتنا في وحدتنا”، وهو هدف الوصول إليه ليس صعباً إذا ما توفرت الإرادة والعزم والتصميم.
وأكد القادري أن ما مرّت به سورية خلال العشرية الأخيرة، وما واجهته من إرهاب وحصار وتدخلات وحالة الصمود الأسطوري التي حققته، والانتصار الذي تحقق بحكمة قائدها السيد الرئيس بشار الأسد، وبسالة جيشها العربي السوري، وصمود شعبها الأبي المؤمن بوطنه وقضيته، والسعي الحثيث اليوم وعلى كل المستويات لإعادة الإعمار ومسح آثار هذه الحرب، يثبت أن لا مستحيل متى توفرت الإرادة والتصميم، ويشكل درساً في انتصار إرادة الشعوب مهما بلغت التحديات المقابلة ومهما بلغ حجم الاستهداف والقوى المتدخلة فيه.
ودعا القادري المجلس وكلّ القوى الحيّة في العالم لإدانة ومحاربة الإرهاب وداعميه، بما في ذلك الإرهاب الاقتصادي المتمثل بالحصار والعقوبات التي تفرضها دول بعينها لتحقيق أجنداتها السياسية ومصالحها وإدانة الممارسات العنصرية لسلطات الاحتلال الصهيوني بحق العمال العرب في فلسطين والجولان وكل الأراضي العربية المحتلة، وقال إن الهجوم البربري الأخير على أهلنا في غزه والاعتداءات المستمرة لسلطات الاحتلال واستهدافها للأراضي السورية نهج دأبت عليه إسرائيل، ودعا كافة الشعوب والحكومات العربية لاتخاذ كافة الإجراءات التي تكفل ردع التصرفات العدوانية لسلطات الاحتلال.
بدوره أكد يعقوب محمد رئيس المجلس المركزي للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب على الحضور المتميّز لأعضاء المجلس المركزي في هذه الدورة، وحرص الجميع على المشاركة الواعية والمسؤولة والحريصة على وحدة وتماسك الحركة النقابية العربية، مشيراً إلى أن لقاء اليوم يعدّ محطة مهمّة من محطات العمل النقابي العربي ويجب العمل على ترقية الحوار لمعالجة كل ما يعترض مسيرة هذا الاتحاد ليكون قلعة شامخة تتحطم أمامها كلّ مشاريع التشرذم والتشتت للحركة النقابية العربية ليكون لها الدور الفاعل والمتقدم.
كما أشار محمد إلى أن مؤشرات الفقر في البلدان العربية في ازدياد ومؤشرات البطالة لم تنخفض والاستثمارات مؤجلة وخطط التنمية متوقفة، وحالات التضخم في ارتفاع والتناقضات السياسية تستشري أكثر من أي وقت مضى، وبشكل يلقي على الحركة النقابية العربية مسؤوليات وأعباء إضافية، وهي قادرة على أن تتعامل معها بكل موضوعية.
الدكتورة رانيا رشدية ممثلة المدير العام لمنظمة العمل العربية أكدت أن وجود العمال العرب في سورية دعم لنضال عمالها على مدى 10 سنوات، ودعت المجتمع الدولي لرفع الإجراءات القسرية والحصار الجائر عن الشعب السوري.
من جهته محمد سيف الدين وزير الشؤون الاجتماعية والعمل أكد أن الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب من أهم المنظمات العمالية العربية والذي يشكّل الإطار الذي يعبّر عن وحدة مصير وكفاح الطبقة العاملة العربية، ويمثل ما يزيد عن 100 مليون عربي ويحدّد دستوره 32 هدفاً للحركة النقابية العربية للدفاع عن حقوق ومصالح الطبقة العاملة العربية. وأشار إلى أهمية التطلع لمواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية التي فرضتها الظروف، سواء على المستوى الوطني أو المستوى الدولي على الطبقة العاملة في مختلف أنحاء العالم وفي العالم العربي على وجه الخصوص.
وأكد سيف الدين أنه على الرغم من التحديات والصعوبات والعقوبات لم تدخر الحكومة السورية جهداً لتوطيد حقوق العمال وتحقيق المزيد من المكتسبات لهذه الطبقة التي تعتبر جزءاً لا يتجزأ من صمود ونصر سورية ومن ضمن الجهود التي يتمّ بذلها تطوير البيئة التشريعية الناظمة لسوق العمل بالتشاور مع ممثلي العمال وأصحاب العمل ضمن إطار مجلس الحوار الاجتماعي ثلاثي الإطراف.
من جانبها شددت ممثلة المدير العام لمنظمة العمل العربية رانيا رشدية على أن انعقاد المجلس في سورية قلعة الصمود والتصدي هو دعم لنضال عمال سورية على مدى 11 عاماً الأخيرة مشيرة إلى ضرورة وقف تجميد عضوية سورية في جامعة الدول العربية والعمل على رفع الإجراءات القسرية والحصار الجائر المفروض عليها.
وحضر الافتتاح الأمناء العامون للاتحادات المهنية العربية، وحشد من النقابيين العرب “أعضاء المجلس المركزي”.
وقد ناقش المجلس الواقع النقابي العربي، وصادق على نشاط الأمانة العامة وخططها.
يُشار إلى أن المجلس المركزي للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب تأسّس في الرابع والعشرين من آذار عام 1956 في دمشق للدفاع عن حقوق ومصالح الطبقة العاملة العربية وحركتها النقابية ومقره الحالي في الجمهورية العربية السورية- دمشق، ويرتبط الاتحاد بعلاقات وطيدة مع منظمات وهيئات عربية وعالمية ويساهم معها في قضايا عمالية مؤثرة.