ثقافةصحيفة البعث

أنشطة تشكيلية

أُقيم هذا الصيف عدد من الأنشطة الثقافية والفنية الترفيهية، وقد حافظ بعض منها على دورية قيامه كلّ عام، ويعود الفضل في ذلك إلى حرص المجتمع الأهلي الداعم الأول لهذه الأنشطة التي تقام في بلداته ومدنه، ويحتضن ضيوفها بحفاوة مستعينا بمساعدة أبنائه في المغتربات ومؤازرة المؤسّسات الرسمية المحلية كالمجالس المحلية وبعض الجهات الخدمية الأخرى التي تقدم ما تستطيع من إمكانات متاحة.

ونذكرُ في هذا المقام مجموعة البرامج الثقافية والترفيهية التي أقيمت في ريف حمص الغربي، من جامعة الحواش وصولاً إلى ريف صافيتا وطرطوس، وإلى ريف جبلة الذي استضاف الشهر الماضي فعالية للنحت والتصوير بمشاركة كوكبة من الفنانات السوريات اللواتي استطعن خلال سنوات قليلة تحقيق حضور متميز لعائلة من الفنانات أطلقن اسم “أوغاريتيات” على هذه المجموعة التي عملت بالتعاون مع برنامج منظمة الأمم المتحدة الإنمائي، واستطعن إنجاز مجموعة من الأعمال التي تناولت وضع المرأة والنساء العاملات والفلاحات والمنتجات كعناصر أساسية ملهمة للأعمال الفنية المتنوعة في تقنياتها بين الرسم والنحت.. هذه الكوكبة سبق وأن تعاونت مع جهات محلية ونفّذت مشاريع أخرى، منها معارض وملتقيات مع شرائح مختلفة من الأطفال والشباب، ويضمّ هذا الفريق المبدع: الفنانة لينا ديب، بتول ماوردي، أمل زيات، غادة حداد، والنحاتة يسرى محمد.

أما في ملتقى “سوريات” الذي أقيم في مشتى الحلو لهذا العام، فنلحظ توسّعاً في نوعية الأنشطة لتشمل مشاركة وافية من شباب وشابات في مضمار الرسم والنحت: ربا الكنج، يامن يوسف، رنيم اللحام.. وآخرون، إضافة لمجموعة من النحاتين البارزين الذين نفذوا أعمالاً على الحجر وهم: أبي حاطوم، وضاح سلامة، إياد بلال، غاندي خضر وبإشراف النحات علاء محمد. وقد بدأ الملتقى منذ بداية شهر آب واستمر لأسبوع، كما ترافق مع هذا الحدث ملتقى آخر في عيون الوادي “سيلينا” المتخصّص في فن التصوير الزيتي وبمشاركة عبد الله أبو عسلي، عمار الشوا، سراب الصفدي.

هذه الأنشطة الفنية يغلب عليها الطابع الترفيهي السياحي من جهة والاستثماري من جهة أخرى، وتحدث حركة في الوسط الاجتماعي التشكيلي وتخلق حالة من المنافسة بين الفنانين خارج محترفاتهم، كما تعتبر محطة تلاقٍ لأفكار كثيرة بين الناس والفنان، وتعوّض النقص الحاد الذي بدا واضحاً في تراجع المؤسّسة الرسمية عن الدعوة لإقامة مثل هذه الملتقيات، وإن حصل تكون النتائج أقرب إلى المتواضعة في الناتج من الأعمال، وزاد في الطين بلّة الغياب الكامل لدور اتحاد الفنانين التشكيليين الذي لم يجد سوى محطة واحدة هذا الصيف، وهي الدعوة لنشاط طفولي في الحدائق العامة بالتعاون مع محافظة دمشق انتهى بإقامة معرض للأعمال في إحدى صالات الاتحاد وتوزيع الشهادات وضخ الصور التذكارية في فضاء الفيسبوك!!

المتوقع إقامة المزيد من هذه الأنشطة لتشمل مناطق سياحية أخرى، والدفع بروح المبادرة وتشجيع مفاصل المجتمع الأهلي ومشاركته لتحقيق أفضل النتائج وتقديم الدعم لكل خطوة مبدعة دفاعاً عن الفن والجمال أمام هذا الفيض من القبح والتسطيح.

أكسم طلاع