قبل عيد الصحافة..!
غسان فطوم
يصادف الخامس عشر من آب الجاري عيد الصحافة السورية، وهو اليوم الذي خصّصه اتحاد الصحفيين للاحتفال بهذه المناسبة، تكريماً لجضور السيد الرئيس بشار الأسد للمؤتمر العام الرابع لاتحاد الصحفيين عام 2006 ما ترك انطباعاً إيجابياً لدى الصحفيين وأكد المكانة التي تحظى بها مهنتهم.
عذراً زملاءنا.. في كلّ عام يقتصر العيد على السلام والتحيات والأحاديث بين الزملاء، وإلقاء كلمات نقدّرها تذكّر بدور الإعلام الوطني في الدفاع عن الوطن وحمل هموم المواطن، ومع أهمية ذلك، لكن تبقى هموم الصحفيين ومشكلاتهم ومطالبهم المشروعة منسيّة وبعيدة عن الاهتمام، لتتراكم عاماً بعد آخر على وقع وعود معسولة ومحاولات خجولة لتحصيل ولو أبسط الحقوق!
“عيد الصحافة” من المفروض أن يكون مناسبة نؤكد فيها على مطالبنا وحقوقنا المشروعة، وما أكثرها..!
في عيد الصحافة، نريد “المعلومة”، نريد الرقم الإحصائي الصحيح الذي تُبنى عليه خططنا التنموية، نريد “نكش عش دبابير الفساد” بجرأة دون خوف من العواقب طالما نسمع ونتحدث في كلّ مناسبة عن إعلام الدولة والمواطن.
في عيد الصحافة، نريد لمعضلة طبيعة العمل الصحفي أن تُحلّ بعد عقود من الانتظار والمماطلات غير المبرّرة، فليس مقبولاً أن نصل لدرجة “الشحادة” لهذا الحق المشروع الذي كفله لنا القانون، لكن يصادره من يفسّره على مزاجه!.
في عيد الصحافة، كم جميل أن نسمع أخباراً سارة عن إجراءات وتسهيلات تساعد الصحفيين بالحصول على مسكن لائق، أم أن أمر 80% من الصحفيين الذي يسكنون بالإيجار وفي مناطق المخالفات لا يهمّ المعنيين بالأمر؟!.
في عيد الصحافة، كلنا نتوق لتتحوّل نوايا اتحاد الصحفيين في الاستثمار إلى وقائع على الأرض وأرقام بمئات الملايين ترفد صناديق الاتحاد الخاوية، كي نرتقي بخدمة زملائنا وخاصة المتقاعدين منهم الذين يعيشون ظروفاً صعبة بمعاش تقاعدي لا يكفي لشراء أدويتهم لأمراضهم المزمنة.
في عيد الصحافة، نريد التأكيد على قانون إعلام عصري طال انتظاره، يكون داعماً للصحفيين وحامياً لحقوقهم، يؤمّن لهم بيئة عمل آمنة تعزّز دور الإعلام وحضوره ومساهمته في بناء المجتمع كسلطة رابعة فاعلة.
بالمختصر.. “فينا نصير أحسن”، وهو شعار الحملة التي أطلقناها منذ ثلاث سنوات لتطوير إعلامنا، والأهم الاهتمام بمطالب الصحفيين، فلم يعد مقبولاً أن تبقى قيد الانتظار!!
gassanazf@gmail.com