من يقف خلف قصف زابوروجيه؟
يصرّ الجيش الأوكراني على قصف محطة زابوروجيه النووية التي تتألف من ست مفاعلات نووية، وتعدّ أكبر محطة نووية في أوروبا، ويمكن أن يؤدّي أيّ تسرّب إشعاعي منها إلى قتل ملايين الأشخاص في أوروبا ودول الجوار ومنها روسيا وتركيا.
هذا الإصرار الأوكراني على قصف المحطة بشكل متكرّر في موازاة إصرار غربي على تغطية هذا القصف وتحميل روسيا مسؤولية التبعات المحتملة له، فضلاً عن الحملة الغربية الواسعة في وسائل الإعلام وعبر المسؤولين الغربيين التي يُراد منها على وجه الحقيقة شيطنة روسيا وتحريض الرأي العام العالمي عليها، كل ذلك ربما يشير إلى حملة ابتزاز واضحة يقودها الغرب لإجبار روسيا على الانسحاب من هذه المحطة التي سيطرت عليها قواتها في الأيام الأولى للعملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، حيث اتهمت مجموعة الدول الصناعية السبع (G7) موسكو بأنها “تعرّض للخطر” المنطقة الأوكرانية المحيطة بمحطة زابوروجيه للطاقة النووية، وطالبت بإعادة المحطة إلى أوكرانيا.
ومن هنا فإن هناك سعياً غربياً واضحاً لإجبار روسيا على الانسحاب من المحطة وإعادتها حسب زعمه إلى مالكها السيادي، وبالتالي يضع الغرب مبرّرات لقيام النظام في كييف بقصف هذه المحطة وتعريض حياة ملايين الأشخاص في محيطها للخطر، بمعنى أنه يحرّض النظام في أوكرانيا على استهداف المحطة والتسبّب بكارثة نووية ثم يحمّل روسيا مسؤولية قصف أوكرانيا للمحطة، فما الذي تسعى إليه الدول الغربية بالفعل، وهل تدرك أوروبا بالفعل أنها ستكون أوّل المتضرّرين من هذه الكارثة النووية في حال وقوعها، وأن واشنطن التي تحرّض من خلف المحيط على ذلك ستكون بعيدة تماماً عن التأثر بذلك؟.
يبدو أن تخدير العقول الذي تمارسه واشنطن لا يقتصر فقط على الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلنسكي، بل تعدّاه فعلاً إلى عقول القادة الأوروبيين الذين لا يدركون حقيقةً طبيعة الإرهاب النووي الذي يمارسه النظام في كييف بتحريض من سيده في البيت الأبيض، لأن الكارثة إذا ما وقعت فإنها ستحصد حياة ملايين الأشخاص في أوروبا وأوكرانيا وروسيا وصولاً إلى تركيا، فلماذا يتم التواطؤ على سيناريو كهذا؟ وهل لهذا الأمر علاقة فعلاً بما حذّر منه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن هناك رغبة لدى الدولة العميقة في الولايات المتحدة بتحقيق نظرية (المليار الذهبي) عبر إبادة نووية مثلاً، بعد أن تعذّر ذلك إلى حدّ ما من خلال نشر الفيروسات المسبّبة للأمراض الخبيثة بواسطة المختبرات البيولوجية الأمريكية المنتشرة حول العالم، ودعم المثلية وغيرها من الأمور التي تحدّ من الزيادة الطبيعية لأعداد السكان في العالم، أم أن هذا الأمر هو أحد الأساليب التي يجب أن تؤدّي في نهاية المطاف إلى الغاية ذاتها؟.
وفي النهاية هل تعتقد الإدارة الأمريكية أن تحريضها النظام في كييف على صناعة كارثة نووية في هذه المنطقة من العالم، سيجعلها في منأى عن تحمّل تبعات هذا العمل، وقد أشار المسؤولون الروس غير مرة إلى أن التحريض الذي تمارسه واشنطن ضدّ روسيا لن تكون هي بعيدةً عن تبعاته.
طلال ياسر الزعبي