إرهاصات للعام الدراسي
وائل علي
تستعدّ الأسر السورية، من الآن، لسباق ماراتون العام الدراسي الجديد الذي سيطلق أشرعته في الرابع من أيلول القادم، أي بعد أكثر من نصف شهر بقليل، ولاسيما التي لديها أبناء في المراحل الدراسية الأولى، ابتداءً من الروضة، وما يترتب عليها من صعوبات تسديد دفعات أقساطها التي حلقت بالعلالي بعيداً عن أي ضبط أو مراقبة، إلى الابتدائيات الرسمية العامة وما يتبعها من تحضيرات اللباس والقرطاسية وباقي المستلزمات وتوزيع التلاميذ على الشُعب الصفية التي تخضع بحكم الأعداد الكبيرة لمزاجية الإدارات وضغط الأهالي اللاهثين خلف المعلمات القديرات، ناهيك عن الابتدائيات الخاصة الباحثة عن تحصيل أعلى الرسوم بالترويج لبرامجها الدراسية وكورساتها التعليمية الحصرية، إضافة للمنهاج الحكومي، وما يتبعها من أنشطة لا صفية اجتماعية وترفيهية ورياضية وفنية تشكيلية وموسيقية وإغراءات النقل المؤمّن من وإلى منزل التلميذ، وكذا الحال بالنسبة للتعليم الأساسي والثانوي بشقيه العام والخاص.
بلا شكّ، هي مرحلة صعبة على الأسرة وتحتاج “لهز أكتاف” -كما يقال- لتخطي تلك العتبة والوصول إلى حالة الاستقرار للولوج لعام دراسي هادئ واعد.. وإذا كان الأمر بالنسبة لأصحاب الملاءة المادية طبيعياً وغير مقلق، إلا أنه ليس كذلك أبداً لباقي الأسر المستورة والمتوسطة الحال، ما يستدعي من وزارة التربية أولاً التعاطي مع تلك الانطلاقة والبداية بالتشديد على مدارسنا بالاعتدال في طلب القرطاسية واللباس المدرسي والرياضي المعتمد وسائر المستلزمات الأخرى، إلى جانب إنجاز التنقلات الإدارية والكادر التدريسي وتوفير الكتاب المدرسي لضمان استقامة انطلاق العام الدراسي ومعالجة الحالات والمشكلات الطارئة وسدّ نقص المدرّسين هنا أو هناك سواء من داخل الملاك أو خارجه.. ولا بأس في هذا السياق ثانياً وأيضاً تداعي المجتمع الأهلي والمنظماتي والنقاباتي -لم لا- لتنفيذ حملات والقيام بمبادرات تستهدف تلك الأسر وتلامذتها وطلبتها في كل المناطق والمدن والأرياف لتأمين احتياجات ومتطلبات العام الدراسي وطلبته والتحضير لتقديم ساعات تدريس مجانية على مدار العام وعند كل موعد اختبار وامتحان، لأن الناس للناس ولبعضها في ظل هذه الظروف المعاشية البالغة القساوة والصعوبة، وهذا ليس بغريب.
لا ننسى في هذا السياق التذكير بدور السورية للتجارة التي يفترض أن يشكّل حضورها بيضة القبان التي تتحكم بتهدئة سوق المستحضرات المدرسية من خلال شبكة صالاتها والتشكيلة السلعية الوافرة المنوعة التي ترضي كل الزبائن للتخفيف من حدة الأسعار وضبطها وكبح جماح الأسواق التي تنتظر وتترقب بكثير من اللهفة والشوق.
إذا كان العام الدراسي يرتقي لمرتبة التحدي بكل ما للكلمة من معنى على كل المستويات، فإن النجاح في خوض غماره والنجاح في استحقاقه وتخطي إرهاصاته وتجاوز عقباته أمر جدير بالتحدي ولا مفرّ منه.
Alfenek1961@yahoo.com