نيران جديدة لإثارة التوتر بين الصين والهند
عائدة أسعد
إذا كان العالم كله مسرحاً، وكل البلدان مجرد لاعبين، فإن الولايات المتحدة هي بالتأكيد الأكثر حرصاً على تسليط الضوء للتمثيل والبطولة، لأنها من تقوم بتأجيج نيران النقاط الساخنة في جميع أنحاء العالم.
ويبدو أن الولايات المتحدة لا تكتفي بالتوترات المتزايدة في وحول مضيق تايوان مع رحلة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان، إذ من المقرر أن تثير الولايات المتحدة اضطراباً آخر في آسيا من خلال إجراء تدريبات عسكرية مشتركة مع الهند في “أوتارانتشال” التي تبعد 95 كيلومتراً فقط من خط السيطرة الفعلية على طول الحدود بين الصين والهند.
وبحسب ما ورد من معلومات، ستجرى التدريبات العسكرية على ارتفاعات عالية لمدة أسبوعين في الفترة من 14 إلى 31 تشرين الأول القادم، باعتبارها النسخة الثامنة عشرة من “يود أبهاياس”، أوما يسمى ممارسة الحرب وهي مناورة عسكرية ثنائية بدأت في عام 2005 وتجرى بالتناوب في البلدين.
لقد أجرت الصين والهند ثلاث جولات من المحادثات على مستوى قادة الفيلق هذا العام، إضافة إلى حوارات متعددة بين مسؤولين رفيعي المستوى لتهدئة التوترات الحدودية، ولكن يبدو أن واشنطن لا تستطيع أن تقف مكتوفة الأيدي، وتترك السلام يتعزز بين الصين وجيرانها، فهي مدمنة على إثارة المتاعب والربح من صراعات الآخرين، ويبدو أنه لا يمكن لها التخلص من ذلك الإدمان، إذ منذ نهاية الحرب العالمية الثانية أشعلت ما لا يقل عن 201 صراعاً عسكرياً من أصل 248 في 153 دولة ومنطقة بتكلفة باهظة على الدول الأخرى وشعوبها.