قديروف للغرب: “تعلّموا حفظ الودّ مع روسيا لتبقى أسنانكم سليمة”
البعث – وكالات:
دعا رئيس جمهورية الشيشان رمضان قديروف، السياسيين الغربيين إلى إعادة النظر في مواقفهم تجاه روسيا وتعلم كيفية بناء التعاون معها.
وذكر قديروف، أن العالم الغربي لا يزال غير قادر على فهم أن روسيا الحديثة لم تعُد منذ فترة طويلة “اتحاد جمهوريات غورباتشوف” و”أراضي يلتسين المبنية على الانقلاب العسكري وفقدان المواد المختلفة والإفلاس”.
وقال: “هذه بالفعل روسيا أخرى، مختلفة وقوية وقادرة، ويجب عليكم أيها الساسة في الغرب أن تعيدوا النظر ليس في استراتيجية انهيار الاتحاد الروسي، بل في مواقفكم من الدولة التي تحوّلت من بلاد تتعرّض للنهب والذل من الغرب خلال العشرين عاماً الماضية، إلى دولة ذات أساس سياسي قوي تمّت إعادة تنظيمها مع مراعاة الأهداف الاستراتيجية، لتصبح صلبة العود لا يمكن إخضاعها”.
ونصح قديروف، دول الغرب بعدم الخصام مع روسيا، مذكّراً بكلمات الرئيس فلاديمير بوتين الذي قال: إن كل من يحاول قضم أراضي روسيا سيفقد أسنانه حتماً.
وأضاف قديروف: “تعلّموا حفظ الود مع روسيا لتبقى أسنانكم سليمة”.
وفي خبر يعكس حجم الخوف الذي بات ينتاب الدول الأوروبية التي ساهمت في دعم النظام في كييف، ويقينَهم أن هذا النظام لن يصمد مطوّلاً في مواجهة الضربات التي يتعرّض لها من الجيش الروسي، فضلاً عن إشارته الواضحة إلى نفاد مخزونات هذه الدول من السلاح بعد أن زوّدت النظام الأوكراني به، قالت صحيفة “واشنطن بوست”: إن دول الجناح الشرقي لحلف الناتو طالبت الولايات المتحدة بتسريع عمليات إمدادها بالأسلحة، كما ترى ضرورة توسيع الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة.
ووفقاً لمعطيات الصحيفة، يدعو المسؤولون في دول البلطيق وأوروبا الشرقية، الجانب الأمريكي إلى زيادة إنتاجه الدفاعي لتسريع تنفيذ العقود الدفاعية التي تم إبرامها سابقاً.
وقال كوستي سالم مستشار وزارة الدفاع في إستونيا، في مقابلة مع الصحيفة: “نحن نحتاج لراجمات الصواريخ من طراز HIMARS، وللطائرات دون طيار من طراز ريبر، وللرادارات المضادة للبطاريات. هذا أكثر ما نحتاج إليه من القوة القتالية التي ستكون ضرورية لكبح روسيا”.
وترى السلطات البولندية، من جانبها، أن تسريع الولايات المتحدة عمليات تسليم أنواع معينة من الأسلحة التي وعد بها الجانب الأمريكي، سيساعد في تعزيز القدرات الدفاعية البولندية.
ووفقاً للصحيفة، تتوقع بولندا شراء أنظمة صواريخ باتريوت وراجمات الصواريخ من طراز HIMARS ومقاتلات F-16 ودبابات أبرامز، من الولايات المتحدة.
وتؤكد “واشنطن بوست”، أن رئيس مكتب الأمن القومي البولندي باول سولوخ، ناقش مؤخراً مع مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، ضرورة توفير استجابة أكبر من جانب الشركات الدفاعية الأمريكية، لضمان إمكانيات الردّ على التهديدات المتزايدة.
يشار إلى أن العديد من دول المنطقة، قامت في الأشهر الأخيرة بتزويد أوكرانيا بالأسلحة من مخزوناتها الخاصة.
ونقلت الصحيفة عن ممثل البنتاغون قوله: يجب على الدول الغربية في مرحلة ما، تعويض دول شرق أوروبا عن الأسلحة التي قدّمتها لأوكرانيا.
من جهة ثانية، أعلنت منظمة العفو الدولية أن “خبراء مستقلين” سيراجعون تقريرها الذي تحدّث عن انتهاكات القانون الدولي من جانب القوات الأوكرانية وهو ما أثار انتقادات كييف، وفق ما نقلت وكالة (د.ب.أ)
وأعلن المكتب الألماني التابع للمنظمة الدولية أنه لم يتم نقل نتائج التقرير “بالحذر والدقة” المتوقعة من المنظمة، ويتعلق ذلك أيضاً بـ”البيان اللاحق وردّ فعل سكرتارية المنظمة على الانتقاد الذي تعرّض له تقريرها”.
وأشارت المنظمة الدولية إلى أنها ترغب في النتيجة معرفة ماهية الخطأ الذي تم ارتكابه عند تحضير التقرير لكي تتجنّب لاحقاً الوقوع في مثل هذه الأخطاء ولكي تحسّن عملها في مجال حقوق الإنسان. وشدّدت على أن الدراسة ستكون “شاملة”. وسيتم تحديد تفاصيل العمل الأسبوع المقبل بعد أن تتمكّن المكاتب الوطنية للمنظمة، بما في ذلك في أوكرانيا، من المساهمة في هذه العملية.
وفي يوم 4 آب، نشرت منظمة العفو الدولية، تقريراً اتّهمت فيه قوات أوكرانيا بانتهاك المعايير الإنسانية الدولية ومعايير القانون العسكري، لأنها تنشر الأسلحة في المدارس والمستشفيات في المدن، ما يعرّض المدنيين للخطر.
بعد ذلك، قالت أوكسانا بوكالتشوك رئيسة المكتب الأوكراني لمنظمة العفو الدولية: إنها ستترك منصبها لأنها “تختلف في آرائها حول القيم” مع قيادة المنظمة.
وصدرت إدانات لتقرير المنظمة من جانب الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي والمحيطين به، كما تعرّض تقرير المنظمة لانتقادات من جانب بعض السياسيين الأوروبيين، ولاسيما في دول البلطيق.
وعلّقت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على إعلان منظمة “العفو الدولية”، أن “خبراء مستقلين” سيراجعون تقريرها حول انتهاك قوات أوكرانيا للقانون الدولي، قائلة: إن سبب هذه “المراجعة”، هو أن النتيجة يجب أن تكون مختلفة ومغايرة، ويجب أن تتوافق مع الاتجاه السائد.
وقالت الدبلوماسية الروسية: “الحقائق لا تهم أحداً. بما أنهم قالوا: إن نظام كييف لا يطلق النار على المدنيين، فهذا يعني أنه لا يطلق النار. هذا نهج غير علمي، لكن وجوده بالذات هو يحدّد النظام الغربي الحالي كمنظومة دكتاتورية”.