مهرجان الأغنية السورية التراثية الأول في قصر العظم
دمشق – أمينة عباس
تقيم وزارة الثقافة – مديرية المسارح والموسيقا – مهرجان الأغنية السورية التراثية الأول أيام 15-16-17 في قصر العظم بدمشق بعد تجارب عديدة من الحفلات والمهرجانات متعدّدة التسميات فيما يخصّ التراث السوري.
وبيَّن مدير المهرجان ومؤسّسه أ. إدريس مراد أنه المهرجان الأضخم في تاريخ سورية لا بعدد المشاركين فحسب بل بمضمونه، حيث تمّ من خلاله تغطية الجغرافيا السورية بمكوناتها وبيئاتها المختلفة، والأهم برأيه أن كلّ المغنين المشاركين فيه سيقدمون بيئاتهم، حيث كان مراد حريصاً على أن يقدّم كل لون من ألوان الغناء من مغنّي البيئة نفسها عكس ما يفعله بعضهم حين يأتون بمغنّ ينتمي لبيئة معينة ليقدم أغاني من خارج بيئته، في الوقت الذي فيه لكل شكل من الغناء في سورية أسلوبه وروحه المختلفة، موضحاً أنه تمّ اختيار أهم الأصوات السورية التي تهتمّ بالتراث بالتعاون مع شريكه في أغلب مشاريعه المايسترو نزيه أسعد لأنه الأجدر بين الموسيقيين بمعرفته بالتراث السوري، وكذلك إدارة مديرية المسارح والموسيقا.
وأشار مراد إلى أن فكرة تقديم التراث السوري الموسيقي والغنائي تراوده منذ سنين ومنحه مساحة واسعة من مسيرته النظرية والعملية، حيث كتب عنه عشرات المقالات وأقام عشرات الفعاليات بهذا الخصوص في دمشق والعديد من المدن السورية، وبالمقابل كان هناك من يشوّه تراثنا تحت مسميات عديدة، منها تجديده وتقديمه بشكل عصري من قبل بعض الموسيقيين الذين يعتبرون أنفسهم أكاديميين، أو من قبل بعض الفرق الشبابية الجديدة، وطالما اعتبر مراد نفسه حارساً على هذا التراث وبكل ألوانه جاءت فكرة إقامة هذا المهرجان، ساندته في ذلك وزارة الثقافة ومديرية المسارح والموسيقا متمثلة بمديرها أ. عماد جلول الذي شجّعه وكان الداعم لأغلب مشاريعه الأخيرة، منوهاً بأنه سيتمّ تنويط الأغاني وتسجيلها بالصوت والصورة لتُحفظ في مكتبة مديرية المسارح والموسيقا.
وختم مراد كلامه بالإشارة إلى أن السوريين لديهم أقدم نوتة موسيقية، وأغنيتهم الشعبية ذات تاريخ عريق يعود إلى ما قبل الميلاد، وهي تتناول موضوعات متعدّدة كالملاحم وقصص العشق وأغاني المهن والمناسبات، وألحانها تختلف بأسلوبها وكلماتها ومضمونها وروحها بين منطقة وأخرى. ولم يخفِ مراد أن هذه الألحان تعرّضت إلى سرقات كثيرة كما فعلت تركيا مع القدود الحلبية والغناء الحلبي.
وعبّر المايسترو نزيه أسعد عن سعادته بإقامة مهرجان الأغنية السورية التراثية بعد سلسلة من الحفلات والمهرجانات التي كانت تقام بمسميات متعددة، مؤكداً أن للمهرجان خصوصية هي شمولية المواد المقدمة بحيث تغطي الأعمال معظم المحافظات السورية، بينما في الفعاليات السابقة كان يتمّ تناول تراث بعض المحافظات في كلّ حفل دون التوسع، موضحاً أنه سيتمّ في المهرجان غناء التراث حسب الكلمة الأصلية واللحن الأساسي دون توزيع موسيقي بمشاركة عدد من المغنين السوريين ليؤدوا الأهازيج والأغنيات التراثية حسب المصدر، مبيناً أن هذه المحاولة تُعتبر خطوة في تأصيل الكلمة واللحن والأداء وطرح هذه المقومات كما كانت في الماضي في سبيل التوثيق الحقيقي للتراث الغنائي السوري، مشيراً إلى أن فرقة التراث السوري التي يقودها سترافق المغنين ولا يُشتَرط فيها العدد الكبير بل الأداء الصحيح والدقيق للكلمة واللحن التراثيين، وهي مؤلفة من مجموعة من العازفين.