هل يستطيع ترامب العودة مجدّداً إلى الأضواء بتصوير نفسه ضحيّة؟
البعث – تقارير
تحتدم المواجهة بين دونالد ترامب ومنافسته الجمهورية ليز تشيني التي تدخل أكثر الولايات تأييداً لترامب “وايو مينغ”، والسبب هو أن هذه البرلمانية تشارك في رئاسة لجنة في واشنطن تحقق في الدور الذي لعبه ترامب خلال الهجوم العنيف لأنصاره على الكونغرس الأميركي في 6 كانون الثاني 2021.
وتتصدّى تشيني بنبرة حازمة لنظرية ترامب بأن انتخابات 2020 “سُرقت” منه، وهي فكرة ما زال الملايين من أنصاره مؤمنين بها، كما تؤكد تشيني أن “الولايات المتحدة لا يمكن أن تبقى حرّة إذا تخلينا عن الحقيقة”، وتعِد بأن تفعل ما بوسعها حتى لا يقترب الرئيس السابق من البيت الأبيض مرة أخرى، وستحاول يوم الثلاثاء البقاء في مقعدها بـ”وايومينغ” التي صوّت أكثر من 70% من ناخبيها لترامب في الانتخابات الرئاسية الماضية، ضد جو بايدن.
وردّاً على دورها في لجنة التحقيق هذه، جعل ترامب من تشيني عدوّه الأول، ولم يوفر أي فرصة لمهاجمة السيدة التي وصفها بأنها “خائنة وتميل إلى الحرب”، وألقى بكل ثقله لدعم منافستها المحامية هارييت هايغمان (59 عاماً) وقد شاركها حملتها في نهاية أيار الماضي.
ابنة نائب الرئيس السابق ديك تشيني وريثة يمين تقليدي جداً، وهي معروفة بكونها مؤيّدة لحمل السلاح ومناهضة للإجهاض، ففي وايومينغ الولاية التي تضم أقل عدد من السكان في البلاد، يبدو أن تشيني مضطرة للقيام بحملة وهمية من دون تجمّعات انتخابية أو مهرجاناتٍ عامة كي تحقّق خرقاً واضحاً في النتيجة.
أما المواجهة الحقيقية المحتملة فهي بين جو بايدن ودونالد ترامب، لكنها ستكون أكثر حدة في إطار التداعيات الممكنة للفضيحة الجديدة للرئيس السابق بعد العثور على وثائق “سرية للغاية” في منزله في فلوريدا.
فبعد عامين على هزيمته في الانتخابات الرئاسية أمام منافسه الديمقراطي وأثناء عملية تفتيش قام بها مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) لمنزله في مارالاغو بفلوريدا، عُثر على وثائق “سرية للغاية”، ما يعدّ انتهاكاً محتملاً لقانون الأمن القومي.
ولكن من المفارقات أنّ هذه الوقائع قد تعطي دفعاً لترامب الذي كان يلمّح بالفعل إلى احتمال ترشحه من جديد للانتخابات الرئاسية في 2024، لأنها ستسمح له بتصوير نفسه مرة أخرى على أنه ضحية، وخاصة إذا أثبت أن ما يحدث الآن يتم بشكل ممنهج لتشويه صورته.
مع ذلك، يرى الخبراء أنه إذا أعلن الرئيس السابق ترشّحه، فمن المؤكد أنّ بايدن سيفعل ذلك أيضاً، حتى لو كان أكبر رئيس للولايات المتحدة سناً في المنصب (79 عاماً)، لأنه يعتبر أنّ إنقاذ الولايات المتحدة من ترامب مسؤوليّة تاريخية ملقاة على عاتقه، ولكن على عكس ما حدث في 2020 ستنقلب الأدوار بوجود بايدن في المنصب ضدّ ترامب المعارض.
وكتبت صحيفة “وول ستريت جورنال” المحافظة، في افتتاحيتها أنه على الجمهوريين “خوض انتخابات منتصف الولاية كما لو كانت استفتاءً على أول عامين لـ(رئاسة) بايدن”، مشيرةً إلى أن “الديمقراطيين من جهتهم يفضّلون التحدّث عن ترامب حتى آخر لحظة، أي حتى تشرين الثاني، مع ذلك سيستفيد ترامب أيضاً من الأمر، فهو يتصدّر الأحداث مرّة أخرى، كما يمكنه أن يقدّم نظرية مؤامرة جديدة إلى قاعدته، وهو ما ينتشر بالفعل على وسائل التواصل الاجتماعي اليمينية المليئة بدعواتٍ إلى حمل السلاح وإلى حرب أهلية.
ويقول ريتشارد لوري من مجلة ناشيونال ريفيو المحافظة: إن “دونالد ترامب يملك أكثر من مئة مليون دولار في صندوقه الانتخابي، لكن لديه أيضاً ما هو أكثر قيمة: تحقيق مكتب التحقيقات الفيدرالي ضدّه”، ويضيف: إن “ذلك يعيده إلى مركز الاهتمام ويتيح له تقديم نفسه على أنه ضحية محاصرة”.