طهران: الاتفاق النووي قريب إذا اتسم الردّ الأمريكي بالواقعية
البعث – وكالات:
قدّمت إيران ردّها خطياً على النص المقترح من الاتحاد الأوروبي في مفاوضات فيينا، مؤكدة أنه سيتم التوصل إلى اتفاق إذا كان “الردّ الأمريكي يتسم بالواقعية والمرونة”.
وقال محمد مرندي مستشار فريق التفاوض الإيراني: إن “إيران أعربت عن هواجسها، لكن حل القضايا المتبقية ليس بالأمر الصعب كثيراً”، موضحاً أن “هواجس إيران تتعلق بنكث الأطراف الغربية التزاماتها تجاه خطة العمل الشاملة المشتركة”.
وأضاف مرندي: “لا أستطيع أن أقول إنه سيتم التوصل إلى اتفاق.. لكننا أقرب إلى الاتفاق من ذي قبل”.
من جانبه، قال مفوّض السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل: إن “إيران ردّت الليلة الماضية على مسوّدة النص النهائي للاتحاد الأوروبي بخصوص الاتفاق النووي المبرم في عام 2015″، مؤكداً: “ندرس تفاصيل هذا الردّ لكننا لا نستطيع الكشف عنه في الظرف الراهن”.
من جهته وصف مندوب روسيا لدى المنظمات الدولية ميخائيل أوليانوف الردّ الإيراني على المقترح الأوروبي بأنه “بنّاء”، وقال: إنّ “الكرة الآن في ملعب واشنطن”.
وأوضح أوليانوف، أنّ “إيران اقترحت، خلال تعديل مشروع إحياء الاتفاق النووي، تعزيز الضمانات الخاصة بالحفاظ على الاتفاق مستقبلاً”، معقباً: “لا نستبعد إجراء لقاء على المستوى الوزاري حول الاتفاق النووي قريباً”.
في الأثناء، علّق عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، إسماعيل كوثري، على “قيام دبلوماسيين غربيين بأعمال تجسّسية وأخذ عينات من التراب في إيران في تموز الماضي”.
وعن أهداف هؤلاء الدبلوماسيين، أوضح إسماعيل كوثري، قائلاً: “إن هذا العمل بالتأكيد هو نشاط تجسّسي، وقد أمرت الدول المناوئة لإيران هؤلاء بأخذ عينات من التراب في بعض النقاط في إيران، والتي اعتبروها مشكوكاً بها، من أجل اختبارها في المختبرات، لكن على الجواسيس الأجانب أن يعلموا أن أجهزتنا الأمنية لم ولن تدع هؤلاء وشأنهم وتراقبهم باستمرار”، لافتاً إلى أن “كل دولة تضع قوانين ومقرّرات أمنية وترسم ضوابط لنفسها من أجل المراقبة، وأنه يتعيّن على الآخرين أن يعلموا أنهم حينما يدخلون إلى البلاد يجب عليهم الالتزام بهذه الأطر والقوانين المرعية فيها وأن أي شخص ينوي التجسّس وأخذ عينات من التراب إلى الخارج، سواء كان أجنبياً أم إيرانياً، فإنه يخون الشعب الإيراني”.
وأضاف كوثري: “إن هؤلاء المجرمين، لا يعيرون اهتماماً لوجود 5 آلاف رأس حربي نووي في الولايات المتحدة، وأكثر من 250 رأساً نووياً في الكيان الصهيوني، لكنهم وعلى الرغم من إعلان إيران بشكل رسمي أنها تخصّب اليورانيوم لإنتاج الكهرباء واستخدامها في الزراعة، يسعون وراء خلق مستمسكات وسرقة عيّنات من التراب لاستخدامها ضدّنا”.
وأردف: “على الغربيين أن يعلموا أن الأوضاع قد تغيّرت الآن، واليوم لا أحد يهتم بمثل هذه الأمور لكي يقوموا بخلق مستمسكات ضدنا.. نحن قد قلنا بشكل علني وقالها أيضاً السيد إسلامي (رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية)، إنهم إذا أرادوا إطالة المفاوضات وعدم الالتزام بتعهّداتهم والضمانات التي قدّموها، فإننا سنرفع قوة أجهزة الطرد المركزي لدينا إلى 190 ألف وحدة فصل”.
وأكمل: “نحن سنواصل عملنا غير آبهين بهؤلاء، فالغربيون لا يمكنهم اعتبار أنفسهم أنهم أسياد كل شيء.. لقد ولّى الزمن الذي كان هؤلاء يعتبرون أنفسهم أسياداً على العالم.. نحن سنواصل عملنا، وعلى هؤلاء أن يركضوا خلفنا، وليروا هل يلحقون بنا أم لا”، مشيراً إلى “المحاولات الصهيونية لخلق ملفات وذرائع ضد ايران”، حيث قال: “إنهم يحاولون إيجاد ذرائع ضدنا في وقت نحن قد أعلنا بوضوح وبشكل علني أننا سنواصل نشاطاتنا النووية السلمية، وهؤلاء يعلمون ذلك وليس لدينا شيء لنخبّئه”.
يذكر أنه في 6 تموز الماضي، اعتقل جهاز الاستخبارات التابع للحرس الثوري الإيراني عدداً من دبلوماسيي سفارات أجنبية “كانوا يقومون بأعمال تجسّس داخل البلاد”.
وأوضح التلفزيون الرسمي الإيراني قائلاً: “هؤلاء الجواسيس أخذوا عيّنات من الأرض في صحراء وسط إيران، حيث كان الحرس الثوري يجري تجارب الصواريخ الفضائية”.