ميس حرب تطلق من الأوبرا ألبوم “تموز” وتغني قصيدة ووصلة من الفرات
ملده شويكاني
“بتعرف شو هي ضحكتك همس الندي بتموز، وبعدو الصبح بأوله وبالشمس مش مخبوز” مع نغمات البيانو والأكورديون وضربات الإيقاعيات الخفيفة، وتكرار جملة “بتعرف شو هي ضحكتك” غنت ميس حرب -تموز- من ألحانها وكلمات لمى القيم، إحدى أغنيات ألبومها الثالث الذي حمل الاسم ذاته للأغنية العاطفية الرقيقة وأطلقته من مسرح دار الأوبرا، وهي تحيي جمهورها الكبير “أنا حريصة على أن أطلق ألبوماتي من عاصمة بلدي دمشق”، بمرافقة فرقة سيد درويش بقيادة المايسترو رشيد هلال، بمشاركة البيانو في أغلب الأغنيات مع دور خاص للبزق والكمان.
وتابعت حرب مسارها الفني المتكامل بالتلحين والغناء وكتابة أغنياتها، إضافة إلى أغنيات التراث الموزعة أوركسترالياً، إلا أن هذا الألبوم كان متنوعاً بمشاركات مختلفة، ويأتي هذا الحفل بعد حفلات عدة قدمتها حرب في أوروبا وبعد أن كانت ضيفة في مهرجان جرش هذا الصيف.
وقد أنصت جمهور حرب بشغف إلى كلمات أغنياتها الجميلة التي تمثل حالات إنسانية ووجدانية وعاطفية باللهجة المحكية وبسحر طبقة صوتها الدافئ المتناغم مع جمالية التوزيع الموسيقي والصولو في مواضع، ويبقى لأغنيات تراث المنطقة الجنوبية ولخصوصية موسيقاها وقع خاص.
العتاب والوحدة
بدأت حرب بالأغنية الوجدانية التي تمثل حالة إنسانية باستعادة مرارة الذكريات في لحظات الوحدة “بتعاتب خيالك- يلي بزوايا البيت ورد وحبق يابس” مع نغمات البزق والوتريات وخط الإيقاعيات، ثم غنت للشاعر مروان ماحولي “قلبي أنا بكرا رح يرقص من جديد” بنمط إيقاعي آخر بدور النحاسيات والدرامز وفاصل الغيتار مع المؤثرات الإيقاعية المتناغمة مع معاني الكلمات.
وعودة إلى التراث وأغنيتها الشهيرة “مسيتك بخيوط الروح مسيتك” والتي سُبقت بصولو البزق، تبعتها الأغنية التي يطالب بها الجمهور دائماً “محبوب قلبي قاسي” وسُبقت بصولو العود.
الأوف والغيتار
الفاصل بالحفل كان أغنية “مالك حلّة” التي كتبتها ولحنتها ميس حرب، والبداية مع الترومبيت والغيتار ثم صوت حرب “أوف أوف يابى” يابى يابى مالك حلة قاعد لي براس التلة وتنظّر على هاد وهاد وعلى عقلاتك يا دلي” وتميزت بأبعادها اللحنية المتداخلة مع النحاسيات والأكورديون والإيقاعيات، ثم غنت عدة أغنيات منها “نياله يلي باله فاضي” .
حرب وفيروز
اللوحة الغنائية الخاصة التي قدمتها حرب كانت بمرافقة البيانو بالبداية ثم صولو الكمان بمرافقة ابنها سلطان هلال الذي عزف اللحن الأساسي للأغنية العاطفية الرومانسية رائعة فيروز “بتذكر بالخريف” وكان تأثيرها ساحراً على الجمهور بصوت حرب وضربات الدرامز الخافتة، وهي تتابع الغناء بإحساسها الدافئ بكلمات الأغنية التي ترسم ذكرى عاطفية يثيرها الحنين بالخريف، لتصل إلى الجملة المؤثرة “كله ما عم يمنع اشتقلك مادام كل سنة في خريف” .
قصيدة “ياليتني”
كما غنت حرب من ألحانها قصيدة الشاعرة الكويتية ميسون السويدان بعنوان “ياليتني” المفردة التي تكررت بجملة موسيقية بدرجات متعددة:
“ياليتني خارج الأحلام لم أره
حتى يظل لقلبي ماله خفقا
وقعت في حب شخص لا وجود له
إلا هنا…بخيالي …كلما خفقا”
تحية لميادة بسيليس
وحيت روح أيقونة الأغنية السورية ميادة بسيليس بغناء رومانسي مع البيانو والفرقة بأغنية “وحدي بلا رفيق”.
واختتم الحفل بالأغنية الفراتية للشاعر عدنان عودة وقد سُبقت بصولو الكمان وتخللتها فواصل صغيرة لألحان التشيللو الرخيمة المنسجمة مع تساؤلاتها الحزينة المتكررة “شلون أدير المي والمي من دمعي، وشلوني يجيني الراح وما راح من بالي، وشلون حني راسي ومحبوب ماعندي” بدور خاص للإيقاعيات المتصاعدة وضربات الدف ودور العود والقانون، ثم أتبعتها بوصلة فراتية.
دور السوشل ميديا
وعلى المسرح شكرت حرب الأساتذة الموسيقيين ودار الأوبرا والمايسترو أندريه معلولي وزوجها المايسترو رشيد هلال متمنية أن يكبر بلدنا ويعمر بمحبتنا لسورية ولبعضنا البعض، وأوضحت في حديثها ل”البعث” بأن تموز مستوحاة من إله الخصب والعطاء، وشهر تموز هو الشهر الذي يثمر فيه الشجر، ويرمز إلى كل السوريين القادرين دائماً على العطاء والاستمرار، وبهذا الحفل أطلقت أغنيات جديدة بعد الأغنيات التي أطلقتها تباعاً ليكتمل ألبوم تموز.
ثم تابعت مع الإعلاميين عن نجاح أغنية “مالك حلة” التي نشرتها منذ أسبوع على اليوتيوب وصوّرت في روسيا، إخراج ضياء الشيخ، وحققت أكثر من مليون وعشرة آلاف مشاهدة، مشيدة بدور السوشل ميديا التي تعد الآن المنبر الأول لقربها من المتلقي كونها متاحة للجميع.
وتوقفت عند لقاءاتها الإعلامية فهي مقلة ولا تفضل اللقاءات الإعلامية الخاصة إلا إذا كانت تضيف شيئاً مميزاً، وتفضل اللقاءات قبل حفلاتها بشكل مباشر للحديث عن الجديد بمسارها، ووجهت تحية إلى جمهورها المحب الذي يشبهها وتطرقت إلى حفلها بألمانيا الذي حضره جمهور من دول عدة، وكذلك حفلها في فينا، وهذا يحملها المزيد من المسؤولية ويعطيها الدافع للعمل بشكل أقوى.
المايسترو رشيد هلال عازف الكمان الذي قام بالتوزيع الموسيقي وبمشاركة بالألحان بيّن في حديثه ل”البعث” بأن الجديد بالألبوم هو التراث الفراتي، بعد أن كان التركيز على تراث المنطقة الجنوبية بشكل مطور.
أما عن التوزيع الموسيقي فتابع بأن الموسيقي الذي يقوم بعمل التوزيع الموسيقي يجب أن يخرج من قالب العزف على آلته، ويعتمد على نسيج موسيقي متكامل بين آلات متعددة.