متى تنتهي الحرب ؟؟..

د. مهدي دخل الله

سؤال يطرحه السوريون على مختلف المستويات ، من القاعدة الاجتماعية وصولاً للمسؤولين والمدراء ومن في حكمهم . وهو سؤال له ما يبرره لأن الأوضاع المعيشية تزداد صعوبة ، ناهيك عن الإرهاب والاحتلال اللذين مازالا جاثميْن على جزء من الوطن بترابه وأهله …

هو سؤال من الصعب الإجابة عليه وقد أصبحت « المسألة السورية » إحدى المسائل الكبرى على خارطة العلاقات الدولية ، ليس بسبب أن الناتو له جيوش على أرضنا فحسب ، بل كذلك لأن سورية كانت البادئة في مواجهة الناتو وحيد القطب …

ولكي أريحكم من الجواب … والسؤال ، أتلو عليكم هذه الحادثة الصغيرة التي رواها الجنرال إرفين رومل ،  أحد أهم القادة الألمان في الحرب العالمية الثانية ( 1939 – 1945 ) . حارب رومل جيوش الحلفاء البريطانيين والفرنسيين في الصحراء الليبية المصرية ( معركة العلمين الشهيرة ) ، وكانت حرباً طويلة وصعبة حيث تعب الجنود الألمان وسئموا وتمنوا العودة إلى أوروبا الخضراء ..

كان سائق رومل جندي شاب خلوق اسمه هانز ، وكان الجنود التعبون يرجونه أن يسأل رومل متى ستنتهي الحرب ويخبرهم الجواب ، لكن هانز لم يجرؤ على سؤال معلمه الجنرال الجاد والقاسي . وكان دائماً ينتظر فرصة يكون فيها رومل مسروراً ليسأله .. لكن دون جدوى .

أحد الأيام كان رومل متمدداً قرب سيارته الحربية في الصحراء ليأخذ قسطاً من الراحة . كان يبدو عليه التفكير العميق والهم والحزن من الأحوال المسيطرة . نظر إلى سائقه نظرة حائرة وسأله : هانز … قل لي بربك متى ستنتهي هذه الحرب اللعينة ؟؟… فتح هانز المسكين فاه مصدوماً من هذا السؤال . ويروى أنه لم يفق من صدمته حتى موته …

 

mahdidakhlala@gmail.com