ثقافةصحيفة البعث

 40 طفلاً في ملتقى الفن التشكيلي الأول

حمص – سمر محفوض

 الفن تعبير حقيقي عن المجتمع وانعكاس له ووحدة قياس لتطوره، ضمن هذا المفهوم أقام مشروع مدى الثقافي ملتقى الفن التشكيلي للأطفال تحت عنوان “مدانا أمل” وذلك بحديقة العشاق بحي عكرمة في حمص بمشاركة أكثر من 40 طفلاً من مختلف الفئات العمرية.

والأطفال الذين توزعوا على حلقات فوق عشب الحديقة مصطحبين ألوانهم وأدواتهم في مشهد احتفالي مبهج، أكملوا بوجودهم الجميل عناصر الفرح للحديقة وأضافوا قيمة جمالية على المكان ليجسد بعضهم مواضيع الطبيعة الصامتة.

وارتأى قسم آخر موضوعاً إنسانياً يتعلق باغتيال الطفولة البريئة، حيث أهدى الطفل  كرم دلول لوحته لروح الطفلة جوى استانبولي ابنة الثلاث سنوات والتي امتدت إليها يد الاجرام بالاختطاف والقتل تاركة جرحاً نازفاً في وجدان الكبار والصغار، كما اختارت مجموعة أخرى من الأطفال رسم البورتريه لشخصيات معروفة أو مواضيع تخص الطفولة وتطلعاتها.

وأشار مدير مشروع مدى الثقافي رامز الحسين إلى أن الفاعلية هي النشاط الرابع لمشروع مدى من ضمن سلسلة نشاطات متنوعة موجهة للأطفال “مدانا أمل” تهدف لدعم مواهب الأطفال واكتشافها ورعاية المميز منها.

وأضاف أن فكرة ملتقى الرسم الأول للفنانين الأطفال انبثق الملتقى الأول للمواهب الفنية التشكيلية الشابة الذي استضافته منذ فترة قريبة حديقة الدبابير في مركز المدينة ليكون ملتقى الرسم الأول متمماً له ومختصاً بالفئات العمرية الصغيرة من بداية تشكل الحس الفني عند الطفل، وبين المشاركين اطفال بعمر ثلاث سنوات ونصف وحتى الـ16 عاماً ونوه الحسين أن المشاركين لهم حرية إحضار أدواتهم الخاصة وانتقاء مواضيع لوحاتهم تحت إشراف 15 فناناً تشكيلياً من فريق مدى يقدمون لهم النصائح والتوجيه والإجابات عن تساؤلاتهم.

وحول تطوير المواهب المميزة والاهتمام بها أشار مدير المشروع لوجود عدة أفكار في طور التبلور منها إقامة معرض للأطفال بلوحات تحمل خصوصية ابداعية، مؤكداً أن الملتقى نشاط أهلي.

بدوره الفنان التشكيلي فريد وسوف مدير الملتقى أوضح أن ما يجمع المشاركين بالملتقى هو الموهبة وحب الرسم والرغبة بالتعبير عن مشاعرهم، وأضاف تنوعت أدوات التعبير فمنهم من استخدم أقلام الفحم والبعض الألوان المائية وأقلام التلوين الخشبية، مؤكداً أن الملتقى يشكل خطوة هامة في مسيرة دعم واكتشاف المواهب وتوجيهها وتنميتها وفتح لها للمشاركة في معارض رسم قادمة.

يحيى سليمان مدير التنظيم والدعم النفسي بالفريق (مدرس علم نفس) أشار لأهمية إقامة الملتقيات استخراج مكنونات وعوالم الطفل النفسية والإضاءة عليها بالشكل الخلاق والتفاعل معها وخلق حالة فنية واجتماعية بين الأهالي من جهة والأطفال من جهة ثانية.

وأكدت الفنانة التشكيلية آية ظفور أن مهمتها مساعدة الأطفال لرسم المواضيع التي تهمهم وتعزيز فكرة التعبير بالرسم والاهتمام بمتطلبات وتعزيز روح المنافسة واستخدام الأدوات بشكل صحيح والعمل على اكتشاف مواهبهم وتطويرها وتحفيزهم للمشاركة.

وأعرب المشاركون كرم دلول وسليم جروج وفاطمة ملحم ودلع وحلا سليمان أنهم مارسوا الرسم في الهواء الطلق ضمن بيئة صحية وحرية اختيار الألوان التي يحبونها وانتقاء القصص والمواضيع التي يرغبون برسمها على سطح اللوحة والاستفادة من توجيه المشرفين لتلافي الاخطاء.

بينما أكد عدد من الاهالي أن أهمية الملتقى تكمن بتوجيه البوصلة نحو الإبداع وتجاوز تبعات الحرب والعمل على بناء شخصية إبداعية لدى الأطفال واليافعين ليكونوا قادرين على بناء سورية المستقبل المشرق.