من تصريحاتهم..!!
قسيم دحدل
إذا لم تستطع أن تقرأ صمت أخيك فلن تستطيع أن تسمع كلامه.. تطبيقاً لهذا القول سكتنا، فما اكترث أحد، حاولنا الكلام وتحدثنا، فلم نجد من يحرّك ساكناً، هكذا هو الحال مع حكومة تصمت دائماً حين سؤالها، وتتكلم كثيراً حين لا يكون هناك فعل تفعله.
ولكون في الحكومة هناك الآباء والإخوة والأبناء – هذا ما يفترض – حاولنا قراءة صمتها لعل وعسى نحس بها ونفهم شيئاً مما تضمره، ولكن كنا نصل دائماً لحائط مسدود لم ينبنا منه سوى الصدمة تلو الأخرى، وحين حاولنا سماع ما تقول، أيضاً لم نفهم شيئاً؟!
حالة عدم الفهم والتفاهم بين المواطن والمسؤول الممثّل بالحكومة قائمة لا يمكن إنكارها، وهذه الحالة يبدو أنها موجودة لدى المسؤول أيضاً، فعندما يقول وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك أن “كل شيء ضاق.. وأنا أستقيل عندما أفشل”، فلا شك أن هناك أمراً ما تعمّد التلميح له لا التوضيح فيه، واستباق ما قد يحدث ويكون فوق استطاعته، وبالتالي يؤدي لاستقالته التي تقرن بشرط فشله!!
لن نستبق بالتوقع، فالأيام القادمة ستقول كلمتها، لكن نسأل فقط: ترى ما وراء كلام الوزير؟!
لعل ما نرى فيه تقاطعا مع حالات عدم فهم بعضنا، ومنها حالة الوزير، ما صرح به مصرف سورية المركزي – على سبيل المثال لا الحصر – والذي قال تعقيباً على ما وصلت إليه حال الأسواق والأسعار وارتفاع سعر الدولار وغيره من عملات، وذهب أنه “يتابع لحظة بلحظة ما يحصل في سوق الصرف، وسيتدخل بالوقت الذي يراه مناسباً لإعادة الاستقرار إلى السوق”، وأنه “لا يحدد مسبقاً توقيت تدخله الذي سيحصل في أية لحظة”؟!
يتابع المركزي على مدار اللحظات كل ما يحصل، لكن السؤال المفحم هو: أين النتيجة؟ وأين انعكاساتها على الأسواق وضبطها، وبالتالي على المواطن المغلوب على أمره فيما يتفاقم؟! فالمركزي نفسه كان ثبّت، من نحو عامين، سعر الصرف، وثبت فعلاً، إلا أن الأسواق والفاعلين فيها كانوا ” أشطر” منه وفعلوا بالأسواق والأسعار ما لا يُفعل من معقول حتى كادت تطير العقول مما وصلنا إليه من فلتان مسعور للأسعار يكاد أو بالأصح كاد يأكل الأخضر واليابس؟!
الرجاء الرجاء اقرؤوا صمتنا!!.
Qassim1965@gmail.com