في ذكرى إحراقه.. عشرات المستوطنين يقتحمون الأقصى من باب المغاربة
البعث – وكالات:
يواصل كيان الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنوه ممارساتهم العدوانية اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته بالتزامن مع الذكرى الـ53 لإحراق المسجد الأقصى، عندما اقتحم يهودي متطرّف (أسترالي الجنسية) يدعى مايكل دينس، في 21 آب من عام 1969 المسجد، وأشعل النيران بشكل متعمّد في الجناح الشرقي منه.
وقد أتى هذا الحريق على واجهات المسجد وسقفه وسجاده وزخارفه النادرة وكل محتوياته من المصاحف والأثاث وتضرّر البناء بشكل كبير، ما تطلب سنواتٍ لإعادة ترميمها وزخرفتها كما كانت.
وفي الخامس عشر من أيلول عام 1969 أصدر مجلس الأمن الدولي قراره رقم 271 بأغلبية 11 صوتاً وامتناع أربع دول عن التصويت من بينها الولايات المتحدة، أدان فيه “إسرائيل” واعتبرها مسؤولة عن الحريق باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال، ودعاها إلى إلغاء جميع الإجراءات التي من شأنها تغيير الوضع في القدس.
واليوم، وبالتزامن مع الذكرى الأليمة لإحراق الأقصى يواصل المستوطنون الصهاينة السير على نهج سلفهم المتطرّف دينس تجاه المقدسات، فقد اقتحم 162 مستوطناً الأقصى من جهة باب المغاربة وقاموا بجولات استفزازية في باحاته بحراسة مشدّدة من قوات الاحتلال.
وفي الأثناء، تواصل اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدتي بين فجّار في بيت لحم وعين يبرود في رام الله، واعتقلت ستة فلسطينيين بينهم أربعة فتية، كما اقتحمت عدة أحياء في البلدة القديمة بالقدس، واعتقلت ثلاثة فلسطينيين بينهم فتى، بينما اقتحمت قرى وبلدات مركة وكفيرت ويعبد وعرابة في مدينة جنين، وأقامت عدة حواجز فيها، وعرقلت حركة مرور الفلسطينيين.
جاء ذلك في وقت أغلقت فيه قوات الاحتلال المدخل الغربي لبلدة سلواد شرق مدينة رام الله، بعد أن اقتحمت البلدة بعدد من الجرافات، وأغلقت بالسواتر الترابية المدخل الغربي الذي يربطها مع قرية يبرود، وأقامت حاجزاً على مدخلها الشرقي.
كذلك أجبرت قوات الاحتلال فلسطينياً على هدم منزله في بلدة بيت صفافا جنوب شرق مدينة القدس المحتلة، ما أدّى إلى تشريده مع عائلته.
من جانبهم، هدم مستوطنون إسرائيليون منزلاً في بلدة كفر الديك غرب مدينة سلفيت.
من جهة أخرى، يواصل ثلاثة أسرى فلسطينيين إضرابهم عن الطعام احتجاجاً على جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة بحق الأسرى. وقال نادي الأسير الفلسطيني في بيان: إن الأسير خليل عواودة يواصل إضرابه لليوم الـ 162 رغم الخطورة الشديدة على حياته، بينما يواصل الأسيران الشقيقان أحمد وعدال موسى إضرابهما لليوم الـ15.
ومنعت قوات الاحتلال الاسرائيلي زوجة الأسير خليل عواودة من الزيارة في ظل تدهور وضعه الصحي، وقالت دلال عواودة: إن الاحتلال منعها صباح اليوم من زيارته، مشيرةً إلى أن سلطات الاحتلال لم تسمح لها بالزيارة إلا مرة واحدة فقط خلال فترة إضرابه، وشدّدت على أن عواودة ورغم خسارته نصف وزنه وعدم قدرته على الحركة والكلام مصمم على مواصلة الإضراب حتى نيل حريته.
وطالبت وزارة خارجية السلطة الفلسطينية المجتمع الدولي بتوفير الحماية الدولية لمدينة القدس ومقدساتها وفي مقدمتها المسجد الأقصى، باعتبارها عاصمة دولة فلسطين والمدخل الرئيسي لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. وأوضحت الخارجية في بيان أن الاحتلال يشن عدواناً متواصلاً على الأقصى من خلال مجموعة واسعة من الإجراءات لعزله عن محيطه ومحاصرته، عبر منع الفلسطينيين بشتى الطرق من الوصول إليه وحرمانهم من الصلاة فيه، إضافة للحملة الشرسة على دائرة الأوقاف الإسلامية ورجالاتها ومؤسساتها بهدف سحب صلاحياتها ومنعها من ممارسة مهامها المختلفة تجاه المسجد الأقصى.
ولفتت، إلى أن ما يتعرّض له المسجد الأقصى هو جزء لا يتجزأ ممّا تتعرّض له المدينة المقدسة برمّتها من عمليات تهويد وتعميق للاستيطان وتغيير معالمها وهويتها الحضارية المسيحية والإسلامية، ومحاولة خلق وقائع جديدة مفروضة بقوة الاحتلال، بما ينسجم مع أطماعه.