إجراءات “الزراعة” لم تحد من انتشارها.. زهرة النيل لا تزال تتمدد!
حماة- حسان المحمد
لم تحدّ محاولات وزارة الزراعة من انتشار زهرة النيل النبتة السامة، إذ مازالت تنتشر بكثافة على المسطحات المائية لنهر العاصي مهدّدة بكارثة بيئية وبأضرار جسيمة، كالتأثير على عمل محطات ضخ المياه وحركة جريان الماء في الأنهار وأقنية الري والصرف، ما يؤدي إلى تكاثر الذباب والبعوض والحشرات التي تهاجم الإنسان والحيوان معاً، كما تستهلك النبتة كمية كبيرة من الأكسجين المنحل في الماء ما يؤثر على حياة الحيوانات المائية.
وبيّن مدير الزراعة المهندس أشرف باكير أن المديرية أطلقت مؤخراً من خلال دائرة المكافحة الحيوية نحو 25 ألف عدو حيوي من سوسة زهرة النيل منذ بداية موسم نشاط الزهرة هذا العام في سد محردة ومجرى نهر العاصي، وتمّ تقييم نتائج عملية الإطلاق وأثرها في تخفيض شدة الإصابة، وتبيّن أن هناك انخفاضاً كبيراً في كثافات انتشار العشبة وانخفاض نسبة احتلالها للمياه في السد والمجرى القريب من السد، إضافة إلى تكشف مساحات جيدة من المياه العذبة بعد أن كانت تغطي معظم أنحاء السد في السنوات الماضية.
ولفت مدير الزراعة إلى انخفاض شديد في الكتلة الحيوية للعشبة وتلونها باللون البني في مناطق انتشارها مع نشاط وتكاثر كبير للعدو الحيوي في كل أجزاء السد والمجرى القريب منه، مشيراً إلى طرق مكافحتها عبر التعزيل الميكانيكي، حيث تستخدم البواكر، ويعتبر الوقت الأمثل لهذه المكافحة خلال شهري شباط وآذار، وفي بداية شهر تشرين الأول لتوقف العشبة عن التكاثر والنمو.
ولم تسلم محطات ضخ المياه من ضرر الزهرة المذكورة، حيث تعيق الفنيين والعمال من شركة توليد الكهرباء بمحردة عن الوصول وإجراء عمليات الكشف والصيانة، حسب تأكيدات مدير الشركة العامة لتوليد كهرباء محردة المهندس ادوار عوكان الذي أشار إلى حجم الضرر والكميات الكبيرة من المياه التي تمتصها زهرة النيل وتطرحها للجو دون الاستفادة منها في عمليات الري، موضحاً أنه تمّ تركيب حاجز معدني خراطيم لتفادي وصولها إلى المضخات، وأن التعزيل الميكانيكي غير مجدٍ وهدر للمازوت.
واقترح مدير الكهرباء حلاً باستيراد حصادة مائية أو تصنيعها شبيهة بتجارب دول أخرى مثل الصين وغيرها، إذ حدّت من انتشارها وقضت عليها عن طريق الحصادات المائية.
وبحسب الاختصاصيين، فإن خطورة هذه الزهرة تتمثّل بكونها تنمو بمعدلات عالية جداً، إذ بإمكان النبتة الواحدة أن تنتج آلاف النبتات خلال موسم التكاثر الذي يبدأ من شهر أيار ولغاية شهر تشرين الثاني. ويعتبر المهندس عمار فطامة أن أفضل طريقة للتخلّص من النبتة من خلال استئصالها من الجذور بشكل يدوي أو عن طريق حصادة مائية، باعتبارها تتكاثر عبرها، وبعد ذلك يتمّ تقطيعها ثم تجميعها وتجفيفها ليتم حرقها بالنهاية، خاصة وأن عملية الحرق لا تؤثر بانتشار أبخرة الرصاص والكادميوم، كون هذه العناصر الثقيلة تحتاج إلى درجات حرارة مرتفعة جداً للوصول لحالة التبخر.
بدوره مدير الموارد المائية بحماة المهندس توفيق صالح لم يخفِ عدم توفر الإمكانيات، وأن تأمين حصادة لزهرة النيل من قبل الزراعة بحاجة إلى مناقصة.