ثقافةصحيفة البعث

نصوص أدبية تحاكي الواقع في أصبوحة ثقافية

حمص – البعث

بعد سنوات طويلة من عملي في الصحافة الثقافية تابعت خلالها جلَّ النشاطات التي شهدتها السنوات الفائتة، ومنها الأمسيات الشعرية والقصصية والأدبية عموماً، لم أتعرف خلالها على تسمية الأصبوحة الأدبية إلا بعد انتقال عملي إلى محافظة حمص، تلك المحافظة مترامية الأطراف التي ينحصر فيها النشاط الثقافي على المركز في مديرية الثقافة وأماكن أخرى بمبادرات أهلية خاصة وتجمعات ثقافية محدودة، وربما يرجع السبب في ذلك إلى حرب السنوات الماضية التي ما زالت آثارها تخيّم على نفوس الكثيرين.

وبالأمس، تابعنا أصبوحة أدبية في قاعة سامي الدروبي شارك فيها ثلة من أدباء حمص، وطغى الواقع وتجلياته الإشكالية على معظم نصوص المشاركين فيها، ومنهم الشاعر فاتك الباشا الذي قرأ قصيدتين وجدانيتين: الأولى حملت عنوان “حسناء حمص” تغنّى فيها بحسن الفتاة الحمصية وجمال محياها، ومن أجوائها: بعينيكِ يا حسناء يزهو القرنفلُ وعطفاكِ من لدنِ الأفانينِ أجملُ نما غصنها في حمص واشتدّ عودها وشبّت على النعمى تعلّ وتنهلُ، وقصيدة ثانية بعنوان “عيد الطبيعةط يصف فيها سحر الربيع وروعته في بلادنا.

كما شارك القاص فايز الصيني بقراءة مجموعة قصص قصيرة من وحي الحياة الراهنة الاجتماعية والنفسية، أشار في إحداها إلى أثر الطلاق على الأبناء الذين أكثر من يتأثر به ويتحمّل تبعاته، كما أشار في قصة “مذكرات شجرة” إلى التأثير الكبير والضار لقطع الأشجار على البيئة والطبيعة والإنسان. وأثارت الأديبة سمية جمعة قضية المرأة في مجتمع ذكوري، وضعفها أمام عاطفة الأمومة بقصة تتحدث عن امرأة رفضت التخلي عن جنينها المشوّه نتيجة تأخر إنجابها، كما قرأت مجموعة قصائد نثرية بعنوان “تأملات” غلب عليها الحزن والأسى والشكوى من الواقع.

القاصة سكون شاهين أشارت في قصتها العاطفية إلى تأثير الواقع الافتراضي في الواقع الحقيقي، لافتة إلى أن ما كان هدفه مصلحة في كل أمور الحياة ستكون نهايته إلى زوال. وختمت الأصبوحة هدى إبراهيم أمون بمشاركة قصصية حملت عنوان “هربتُ مما لا يعجبني” التقطت فيها صوراً من حياة شرائح اجتماعية مختلفة، وتساءلت عن سبب هروب كلّ منها من واقعه نتيجة الضغط النفسي الناتج عن ظروف حياة صعبة يعيشها، وأخرى بعنوان “سمفونية عباد الشمس” تحكي فيها عن تأثير الحروب نفسياً على البشر وبشكل خاص في المنطقة العربية.