المقداد يطالب بخروج الاحتلالين التركي والأمريكي من سورية.. ولافروف يدعو لحل سياسي
أكد وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد ضرورة خروج قوات الاحتلال التركي والأمريكي من الأراضي السورية ووقف دعمهما التنظيمات الإرهابية والميليشيات الانفصالية والتدخل في الشؤون الداخلية لسورية ونهب ثرواتها.
وقال المقداد خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو اليوم: ناقشنا خلال جلسة مباحثات مطولة ومعمقة علاقاتنا الاستراتيجية ومواقف بلدينا الصديقين على صعيد الأوضاع التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط وعلى صعيد الأمم المتحدة، وكما يعلم الجميع فإن العلاقات السورية الروسية استراتيجية وتاريخية وثابتة وقائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وتأتي تعبيراً عن إرادة شعبي البلدين في إقامة أفضل العلاقات.
وأضاف المقداد: ناقشنا أيضاً التنسيق السياسي بين البلدين على المستويات كافة ونحن دائما على خط واحد مع الأصدقاء الروس، ونرى أنه من الضروري استمرار هذا التنسيق الوثيق لأننا نمثل قضايا عالمية عادلة في عالم اليوم الذي يسوده النفاق والصلف الغربي في تحد لإرادة البشرية في الحرية والاستقلال.
وأشار المقداد إلى أن روسيا وقفت خلال السنوات الماضية إلى جانب سورية في حربها على الإرهاب المدعوم من الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة التي تدعي أنها تحارب الإرهاب لكنها في الحقيقة تدعم هذا الإرهاب الذي دمر البنى التحتية والاقتصاد السوري، وما بناه المواطن السوري خلال مئات السنين وخاصة الاعتداءات الواضحة على الإرث التاريخي بما فيها الآثار التي اعتدى عليها هؤلاء الإرهابيون ودمروها بناء على تعليمات من أسيادهم.
وأوضح المقداد أن المباحثات تركزت أيضاً على الدعم الذي تقدمه روسيا لسورية في المجالات كافة رغم الحصار الاقتصادي الذي يفرضه الغرب على البلدين وفي مواجهة التنظيمات الإرهابية المدعومة من بعض الدول التي لا تجد حرجا في إعلان دعمها لهذه التنظيمات، لافتاً إلى أن تفعيل اللجنة المشتركة السورية الروسية يأتي في مقدمة أولويات البلدين بهدف مواصلة تعزيز علاقاتهما الثنائية.
وبين المقداد أن الولايات المتحدة تواصل احتلال أجزاء من شمال شرق سورية ودعمها ميليشيات انفصالية بالمال والسلاح ونهبها بالتعاون مع هذه الميليشيات ثروات الشعب السوري، حيث أخرجت خلال الأيام القليلة الماضية أكثر من 500 صهريج معبأة بنفط سوري مسروق إلى قواعدها في العراق غير مكترثة بمعاناة المواطن السوري في تأمين حاجته من المشتقات النفطية، فالهم الأساسي لها كما حال كل الدول الغربية تحقيق مصالحها وأهدافها ولو كان ذلك على حساب آخر طفل سوري مؤكداً أنه لا يمكن تحقيق الاستقرار في المنطقة دون انسحاب قوات الاحتلال الأمريكي من سورية ووقف دعمها التنظيمات الإرهابية والميليشيات الانفصالية.
وقال المقداد: على الميليشيات الإنفصالية المدعومة من واشنطن أن تعي أن مصلحتها تكمن في وقوفها إلى جانب الجيش العربي السوري في الدفاع عن وحدة سورية واستقلالها والتراجع عن تعاونها مع المحتل الأمريكي فمن لا يقف إلى جانب وطنه لا وطن له، وعلى هذا الأساس سورية مصرة على الحفاظ على وحدة أرضها وشعبها والشيء ذاته ينطبق على الاحتلال التركي في شمال غرب سورية، ويجب خروج قواته من جميع الأراضي التي يحتلها ووقف النظام التركي دعمه للتنظيمات الإرهابية والتدخل في الشؤون الداخلية لسورية.
كذلك أكد المقداد ثقة سورية الكاملة بالصديقين الروسي والإيراني، حيث قام الرئيسان فلاديمير بوتين وإبراهيم رئيسي خلال قمة الدول الضامنة لأستانا في طهران بدور يدل على الحكمة والحرص المشترك على إنهاء التدخلات التي تقوم بها قوى يجب أن تحترم سيادة سورية ووحدة أراضيها، مبيناً أن بيان القمة يلبي تطلعات سورية إلى حد كبير بتأكيده الالتزام بسيادتها ووحدة وسلامة أراضيها ورفض أي تحركات انفصالية وإدانة الاعتداءات الإسرائيلية.
وبشأن اعتراف سورية بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين أوضح المقداد أن سورية كانت من أوائل الدول التي اعترفت باستقلالهما ويتم العمل لإقامة علاقات دبلوماسية وتبادل البعثات خلال الأيام القليلة القادمة.
وأعرب المقداد عن التعازي لروسيا ولأهالي الصحفية الروسية داريا دوغين التي قتلت بتفجير استهدف سيارتها في ضواحي موسكو قبل أيام بتخطيط وتنفيذ الاستخبارات الأوكرانية، مشدداً على أن اغتيالها عمل إجرامي لا يمكن التسامح معه ويجب محاسبة مرتكبيه.
وفيما يتعلق بالملف النووي الإيراني أشار المقداد إلى أن طهران قدمت كل ما هو مطلوب منها لإعادة إحياء الاتفاق وهي لم تنسحب منه لكن الولايات المتحدة هي التي انسحبت وتريد فرض شروطها للعودة إليه مجدداً دعم سورية لإيران في الدفاع عن حقوقها ومصالح شعبها.
من جهته قال لافروف: بحثنا تعزيز التعاون الثنائي وتطوير العلاقات بين البلدين في جميع المجالات، وفيما يتعلق بالاقتصاد أكدنا على دور اللجنة الروسية السورية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والفني، واتفقنا على عقد اجتماع لها نهاية العام الجاري، وبحثنا تقديم الدعم الإنساني لسورية وضرورة تنفيذ قرارات الأمم المتحدة التي اتخذت في الأشهر الماضية لدعم مشاريع بناء البنية التحتية فيها، كما ناقشنا نتائج قمة الدول الضامنة لمسار أستانا في طهران، وجددنا التأكيد على ضرورة حل الأزمة في سورية سياسياً ورفض أي تدخلات خارجية في شؤونها.
وأضاف لافروف: أكدنا ضرورة دعم المجتمع الدولي لعودة اللاجئين السوريين بعيداً عن التسييس الذي تمارسه الدول الغربية وجددنا إدانة اعتداء (إسرائيل) على الأراضي السورية وأعربنا عن القلق من مواصلة استهداف المنشآت الحيوية في سورية كما حصل في مطار دمشق الدولي، مشدداً على ضرورة التزام (إسرائيل) بقرارات الأمم المتحدة واحترام سيادة سورية ووحدة أراضيها.
وتابع لافروف: تحدثنا أيضاً عن الوجود الأمريكي غير الشرعي في الأراضي السورية ودعم واشنطن للانفصاليين وخرقها قرارات الأمم المتحدة، وعن الوضع في الشرق الأوسط، وأعربنا عن ارتياحنا لعودة العلاقات بين سورية وعدد من الدول العربية، وعن استعدادنا لتطوير هذا النهج الإيجابي، كما أعربنا عن شكرنا لسورية لدعمها عمليتنا الخاصة في أوكرانيا، ولاعترافها بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين انطلاقاً من مبادئ التمسك بحق الشعوب في تقرير مصيرها، لافتاً إلى أن نظام كييف لا يمثل مصالح أهالي إقليم دونباس وحقوقهم.
وحول قمة الدول الضامنة لأستانا في طهران، أوضح لافروف أن هذه القمة جددت التزام الدول الثلاث (روسيا وإيران وتركيا) الراسخ بسيادة سورية ووحدة أراضيها ومواصلة مكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ورفضها المخططات الانفصالية الهادفة إلى تقويض سيادة سورية، وقال: روسيا تعمل على التقريب بين سورية وتركيا بما في ذلك في إطار صيغة أستانا على أساس قرارات الأمم المتحدة التي تؤكد الحفاظ على سيادة سورية ووحدة أراضيها وفيما يتعلق بالوضع في شمال سورية فالأمر الأساسي هو منع اندلاع أعمال عسكرية جديدة وضرورة التباحث عبر القنوات الدبلوماسية على أساس المبادئ السياسية الموجودة في العلاقات بين سورية وتركيا.
وحول إحياء الاتفاق النووي الإيراني لفت لافروف إلى أن الولايات المتحدة هي من تعرقل جهود إحيائه وأن إيران قدمت ردها على النص المقترح من قبل الاتحاد الأوروبي في مفاوضات فيينا وبقي أن تقدم واشنطن ردها.