تدني إنتاج الفستق الحلبي في حماة
حماة- ذكاء أسعد
لم يكن مستغرباً تدني إنتاج الفستق الحلبي في ريف حماة الشرقي في ظل تبدلات المناخ الأخيرة، إضافة إلى ضعف الاهتمام من قبل المزارعين لأسباب باتت معروفة كغلاء الأسمدة، وشراء المياه بالصهاريج التي يعتمدونها كريات تكميلية لتخفيف تداعيات الجفاف بحسب تأكيدات مدير دائرة زراعة السلمية المهندس أسامة سويدان.
بيّن سويدان أن توقعات الإنتاج الأولى في مجال منطقة سلمية وريفها بلغت نحو 37 طناً من المروي، و787 طناً من الفستق البعل بعدد أشجار يزيد عن مئة ألف شجرة، علماً أن الفستق الحلبي يزرع بعلاً بنسبته العظمى، ولا يحتاج لريات كثيرة سوى في أعوام الجفاف الشديد، حيث يمكنه النمو في أكثر المناطق جفافاً، ويتطلب بين 300 إلى 400 مم من الأمطار السنوية، إلا أنه تعرّض هذا العام لضرر كبير بسبب قلة الأمطار وسقوطها في غير مواعيدها، خاصة في فترة الإزهار، ما أدى لإعاقة عملية التلقيح، وبالتالي تشكّل ثمار فارغة، وانتشار بعض الأمراض، إذ اضطر مزارعون لجني نسبة 80% من محاصيلهم “أخضر” لتلبية حاجة السوق للحلويات والمثلجات، وأيضاً للتقليل من فرص سرقة المحصول، واستغلال ارتفاع سعره خلال هذه الفترة، علماً أن هناك من يؤجل قطافه لشهر أيلول لاستخدامه كمكسرات،
ولأمطار شهر آذار أهمية كبرى في عقد الثمار، إضافة إلى أهمية أمطار نيسان، حيث تخفف من تأثير الحرارة المرتفعة على الأزهار وعقد الثمار التي تسببها الرياح في فصل الخريف، رغم تلاؤم الفستق مع الرياح الخفيفة المعتدلة والحرارة.
بدورها المهندسة لانا غازي مسؤولة المدارس الحقلية في إرشادية زغرين أكدت على ضرورة التسميد فهو عامل أساسي في زيادة مقاومة الشجرة للأمراض والظروف الجوية، خاصة الأسمدة العضوية في فصل الشتاء مع مياه الأمطار والري الداعم وإضافة أسمدة غنية بالفوسفور والبوتاس وعناصر غذائية صغرى وتسميد ورقي في مرحلة النمو الورقي، وقبل نمو وامتلاء الثمار فهذا يساعد على تحسين الإنتاج كماً ونوعاً.
وفي الوقت الذي يعاني ريف حماة الشمالي من تدني انتاج الفستق الحلبي بيّن محمد الصالح، عضو لجنة زراعية في مورك، أن الإنتاج في مورك جيد، وبسبب مردود هذه الشجرة الاقتصادي الهام للتصدير، ورفد خزينة الدولة بالقطع الأجنبي، ونظراً لارتفاع سعره، فإن غالبية سكان الريف الشمالي يعملون بزراعة الفستق الحلبي، خاصة مورك وكفر زيتا وصوران ولحايا وعطشان ومعان، حيث يبلغ إنتاج الدونم الواحد نحو 300 كغ إن كان الموسم جيداً.
يشار إلى أن المساحة العظمى في ريف حماة الشمالي “مورك وكفر زيتا” تقدر بأكثر من 53 ألف دونم، وبعدد 900 ألف شجرة، أما في قرية لحايا التابعة لمورك فتقدر مساحة الفستق الحلبي بنحو 2500 دونم، و40 ألف شجرة.