طهران: لا تعطيلَ ولا تنازلات حول برنامجنا النووي
البعث – وكالات:
نفت طهران اليوم ما يتمّ ترويجه عن تنازل من جانبها حصل في المفاوضات الأخيرة الخاصة بالاتفاق النووي مع الغرب، وأكدت أن البرنامج النووي الإيراني لن يتم تعطيله، وأن جميع القضايا والأماكن والوثائق ذات الصلة بالموضوع النووي الإيراني التي تطرحها الوكالة الدولية للطاقة الذرية مزعومة وموجّهة بدافع من “إسرائيل”، وفي الوقت نفسه طالبت بإلزام الكيان الصهيوني بالتخلي عن ترسانته النووية والتدمير الكامل لها.
وفي الإطار، قال مستشار الوفد الإيراني في مفاوضات فيينا محمد مرندي، إنّ “ما يتمّ ترويجه عبر الإعلام الغربي عن مسار المفاوضات الجارية للتوصل إلى اتفاق مضلل”، وإنّ البرنامج النووي الإيراني “لن يتمّ تعطيله”.
ووصف مرندي، في تغريدة له عبر “تويتر” ردّاً على كلام نقلته وكالة “رويترز” عن “مسؤولين أميركيين”، بشأن “تنازل إيراني” حصل في المفاوضات الأخيرة من أجل التوصل إلى صيغة مناسبة للاتفاق النووي، بأنّه “مضلل جداً”، وقال: إنه “منذ أشهر وأنا أقول إنّ “إزالة الحرس الثوري من القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية ليس شرطاً مسبقاً للتوصّل إلى اتفاق”.
وشدّد مرندي على أنّ “البرنامج النووي الإيراني لن يتمّ تعطيله”، مشيراً إلى الكلام الوارد بشأن الاتهامات الأخيرة التي وجّهتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى إيران، مؤكداً أنّه “لن يتمّ تنفيذ أيّ اتفاق قبل إغلاق ملف التهم الباطلة ضدّ إيران في مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشكل نهائي”.
وكان مسؤول أميركي قال لـ”رويترز”: إنّه “يتعيّن على إيران تفكيك برنامجها النووي” للوصول إلى اتفاق، لافتاً إلى أنّ واشنطن “لن تقبل أبداً بشرط إيران التي تطلب ضماناتٍ بأنّ الوكالة الدولية للطاقة الذرية ستغلق كلّ الملفات المفتوحة ضدها”، وأبرزها المزاعم بشأن “آثار اليورانيوم التي تناولها تقرير الوكالة الدولية في حزيران الفائت ضدّ إيران”.
جاء ذلك في وقت اعتبر فيه رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، أنّ كل القضايا والأماكن والوثائق ذات الصلة بالموضوع النووي الإيراني، التي يطرحها المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رفائيل غروسي، تعدّ أموراً مزعومة وموجّهة بدافع من “إسرائيل”، داعياً غروسي إلى عدم تبنّي مواقف وضغوط الكيان الصهيوني كأجندة، ومشدّداً على أن طهران ردّت على المزاعم المذكورة عدة مرات، موضحاً أن إيران تنفذ جميع أنشطتها النووية وفقاً للضمانات.
كلام إسلامي جاء ردّاً على مطالبة غروسي إيران بالردّ على مسألة العثور على آثار بقايا مواد نووية بمواقع أبحاث إيرانية قبل ثلاث سنوات، وعدم إنهاء الوكالة التحقيقات قبل تلقي الردّ من طهران.
من جهته، أكد سفير ومندوب إيران الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي، ضرورة التزام أمريكا الحقيقي بتعهّداتها حيال نزع السلاح النووي، وإقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط.
وقال تخت روانجي “خلال المؤتمر الدولي العاشر حول مراجعة معاهدة حظر الانتشار النووي المنعقد في مقر الأمم المتحدة بنيويورك”: إنه على الكيان الصهيوني التخلي عن ترسانته النووية والتدمير الكامل لمخزون أسلحته النووية، والانضمام إلى معاهدة حظر انتشار هذه الأسلحة دون مزيد من التأخير أو أي شروط مسبقة، مشيراً إلى أن إخضاع جميع الأنشطة النووية للكيان الصهيوني تحت إجراءات الأمان الشامل للوكالة الدولية للطاقة الذرية أمر ضروري، من أجل إقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية.
وردّاً على تصريحات المندوب الأمريكي بعدم إثارة قضايا خلافية خلال المؤتمر، قال تخت روانجي: إنه من الأفضل لمندوب الولايات المتحدة أن يجيب عمّا إذا كان لدى واشنطن القرار السياسي اللازم للالتزام بتعهّداتها فيما يخص نزع السلاح النووي، وهل هي مستعدة للضغط على الكيان الصهيوني باعتباره العقبة الرئيسية أمام تحقيق عالم خالٍ من الأسلحة النووية، مشيراً إلى ضرورة الالتزام بالشفافية والشمولية في المفاوضات وإعداد وثائق المؤتمر، وموضحاً أن السبب الرئيسي في عدم التوافق هو عدم التوازن في المسودات المعدة.