مقاومون يتصدّون لاقتحام الاحتلال مدينة طوباس.. وشهيد إثر مواجهة سابقة
البعث – وكالات:
تصدّى مقاومون فلسطينيون اليوم لاقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة طوباس في الضفة الغربية، التي شنّت في الوقت نفسه حملة اعتقالات طالت عدداً من الفلسطينيين في مدينتي أريحا وبيت لحم، بينما نعت حركة الجهاد الإسلامي مقاوماً استشهد نتيجة إصابة في مواجهة سابقة مع قوات الاحتلال، في وقت دعت فيه لجنة الطوارئ الوطنية العُليا للحركة الوطنية الأسيرة، إلى أن يكون يوم الجمعة المقبل، يوماً “للنصرة والنفير” لإسناد الأسرى الأحرار.
واستُشهد الشاب محمد عرايشة، متأثراً بجروحه الخطيرة التي أصيب بها قبل أسبوعين أثناء تصديه لاقتحام قوات الاحتلال البلدة القديمة في نابلس، حيث استشهد حينها ثلاثة فلسطينيين.
ونعت حركة الجهاد الشهيد عرايشة (24 عاماً)، مؤكّدةً أنّ “ارتقاءه يأتي في سياق عمليات القتل المتعمّد لأبناء شعبنا على يد آلة البطش والإرهاب الصهيونية”.
وشدّدت الحركة، على أنّ “هذه الجريمة البشعة، لن تنال من إصرار شعبنا على المضي في طريق الحرية والانعتاق من نير الاحتلال، ولن توهن من إيمانه القوي بالمقاومة على طريق النصر وتحرير أرضنا وتطهير مقدّساتنا”.
ودعت إلى أن “تتحوّل هذه الدماء الطاهرة وقوداً يشعل لهيب الانتفاضة في وجه الاحتلال وقطعان المستوطنين في ظل الهجمة المسعورة على أهلنا وأبنائنا”.
في الأثناء، شهدت مدينة طوباس مواجهاتٍ بين المقاومين الفلسطينيين وقوات الاحتلال التي اقتحمت المدينة وداهمت أيضاً بلدتي فصايل شمال مدينة أريحا والخضر جنوب بيت لحم، واعتقلت سبعة فلسطينيين من بينهم أسرى محررون، وفي القدسِ المحتلة، اعتقلت فلسطينياً بعد الاعتداء عليه داخل المسجد الأقصى.
جاء ذلك في وقت حاصرت فيه قوات الاحتلال قريتي جنبا والمركز في منطقة مسافر يطا جنوب مدينة الخليل.
وأفاد منسق اللجان الشعبية والوطنية لمقاومة الجدار والاستيطان جنوب الخليل راتب الجبور، بأن قوات الاحتلال وزّعت إخطاراتٍ طالبت من خلالها الأهالي بعدم التحرّك أو الدخول والخروج من وإلى القريتين، وهدّدت بفرض عقوبات على من لا يلتزم بذلك.
ويحول هذا الإجراء التعسّفي دون تواصل العائلات التي تفرّقت في قرى مسافر يطا ومناطق أخرى، حيث توعّدت قوات الاحتلال باحتجاز أو الاستيلاء على أي مركبة تتحرّك في المنطقة، وعرقلة المارة والتحقيق معهم، وفرض غرامة مالية عليهم.
وللتضييق على أهالي قرى مسافر يطا الذين يهدّد الاحتلال بتهجيرهم، تجري قواته مناوراتٍ عسكرية ضاعفت من إقامة الحواجز على طول الطرق المؤدية إلى هذه القرى.
إلى ذلك، تتواصل سياسات الاحتلال التهجيرية التي تقوم على إجبار الفلسطينيين على هدم منازلهم ومحالهم التجارية بأنفسهم أو التعرّض لعقوباتٍ وغرامات قاسية. وفي هذا الإطار اقتحمت قوة من الاحتلال حي رأس العامود في مدينة القدس المحتلة، وأجبرت فلسطينياً على هدم منشأته التجارية، كما هدمت منزلاً في قرية فراسين غرب جنين ما أدّى إلى تشريد قاطنيه الذين منعتهم أيضاً من إخراج مقتنياتهم.
من جانبهم، جدّد عشرات المستوطنين الإسرائيليين اقتحام المسجد الأقصى، من جهة باب المغاربة ونفذوا جولات استفزازية في باحاته بحراسة مشدّدة من قوات الاحتلال.
من جهة ثانية، قالت لجنة الطوارئ الوطنية العُليا للحركة الوطنية الأسيرة في بيان: “لم نسمح يوماً للسجّان أن يفرض إرادته علينا، ولن نسمح بذلك اليوم أيضاً عبر وحدتنا الوطنية، وخلف قيادة وطنية موحّدة”.
وأضاف البيان: مع اقتراب الموعد المحدد لخوضنا الإضراب المفتوح عن الطعام، الذي من المقرر أن يبدأ في بداية أيلول القادم، نؤكد أنّ “معاركنا مع السجان لا يوجد فيها أم المعارك، وستبقى عملية التدافع معهم مستمرة ما دام هناك احتلال”.
كذلك، أكدت الحركة أنّها لن تتوقف عن تحرّكاتها وإضرابها إلا بتحقيق كامل المطالب، مضيفةً: “لن تنتهي معاناة الأسرى إلا بتحقيق حريتنا التي هي مسؤولية الجميع من أبناء شعبنا ومقاومته”.
دولياً، وفي موقف لا يرقى إلى مواقف الاتحاد المتشدّدة تجاه قضايا دولية أخرى، عبّر مفوّض الاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية والأمن جوزيب بوريل عن قلق الاتحاد البالغ إزاء إغلاق سلطات الاحتلال الإسرائيلي مؤسسات حقوقية وأهلية فلسطينية، مؤكداً أنها “غير مقبولة”.
وقال بوريل في بيان صحفي: إن الاتحاد الأوروبي يشعر بقلق بالغ إزاء المداهمات والاقتحامات الإسرائيلية التي استهدفت منظمات مجتمع مدني فلسطينية يوم الـ18 من آب، في إطار تقليص مقلق للمساحة المخصصة للمجتمع المدني في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وشدّد بوريل، على دعم الاتحاد الأوروبي دعوة وكالات الأمم المتحدة الاحتلال الإسرائيلي إلى “الامتناع عن أي عمل من شأنه منع هذه المنظمات من مواصلة عملها المهم في مجال حقوق الإنسان والعمل الإنساني والتنموي في الأراضي الفلسطينية المحتلة”.