منتخب الناشئين.. خطوة أولى في البناء الكروي الصحيح بانتظار النتائج
ناصر النجار
تنشط منتخبات كرتنا بمباريات ومعسكرات ومشاركات هنا وهناك استعداداً للبطولات الرسمية الخارجية، فمنتخب الشباب سيغادر إلى لبنان لإجراء معسكر تدريبي، وكان مقرراً أن يسافر إلى الإمارات، ومن هذا المعسكر الخارجي سيعود إلى الأردن للمشاركة في التصفيات الآسيوية.
منتخب الناشئين وصل الجزائر للمشاركة في كأس العرب، وسيلعب غداً أولى مبارياته مع لبنان ثم السعودية ومصر، وهنا نقف قليلاً عند مشاركة منتخبنا الصغير ببطولة العرب، حيث أوضح المدرب الوطني ياسر المصطفى أن هذه البطولة عبارة عن معسكر استعدادي خارجي للبطولة الآسيوية، وهذا يعني أن منتخبنا غير قادم للمنافسة على الكأس العربية، وعلل سبب ذلك بأن منتخبنا حديث العهد وفتي، ولم يجر أية مباراة قوية أو أي معسكر استعدادي لهذه البطولة، ومن غير الطبيعي أن يكون هدفنا البطولة في الجزائر لأننا نعد المنتخب للبطولة الآسيوية، وهذا الكلام قد يكون منطقياً وواقعياً، وهو بعيد عن الأحلام والأمنيات.
هذا الأمر لا يعني أن يكون المنتخب لقمة سائغة للآخرين، بل سيبذل كل جهد لتحقيق نتائج إيجابية وأداء جيد، والمنتخب في هذه المشاركة سيمنح المدرب الهولندي فرصة لرؤية المنتخب بشكل عملي في المباريات الرسمية، وسيطلع على اللاعبين ومستواهم البدني والفني، ومن المفترض أن نجد بعض اللمسات الأوروبية على المنتخب إن لم يكن في هذه البطولة فخلال المباريات القادمة.
دوماً يقال: رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة، وعملية إنعاش الكرة السورية تبدأ من المشاركة في الجزائر بوجود مدرب هولندي مختص بالقواعد، ومطلع على واقع الكرة العربية، وعلى شخصية اللاعب العربي وبيئته وطريقة تفكيره.
هذه الخطوة الجيدة تحسب لاتحاد كرة القدم، لأن العناية بالصغار والمواهب الكروية أمر ضروري لإعادة بناء كرة القدم من الجذور، وهذا يتطلب الاستمرار والمتابعة والدعم، فلا يكفي أن نأتي بمدرب هولندي، وهناك الكثير من الأمور يجب أن تكون موجودة لتحقق هذه الفكرة النجاح.
الخطوة الأولى بدأت مع مجموعة من الصغار تم انتقاؤهم محلياً، وهذا لا يكفي لأن عملية الانتقاء قد تكون غير مكتملة الشروط أو أن الظروف لم تسعف القائمين على المنتخب لاختيار الأفضل من اللاعبين، لذلك فالفترة القادمة ستكون مهمة لأنها ستري المدرب الهولندي أغلب لاعبينا ومواهبنا، وإن لم يتدخل أحد بعمله فسنجد لدينا منتخباً يمكن البناء عليه للمستقبل.
النقطة المهمة أن يقيم اتحاد كرة القدم فترات تعايش لعدد من مدربينا مع المدربين الهولنديين من أجل تطوير العملية الفنية، ونحن نحتاج إلى كوادر فنية متطورة، فكل الدورات المحلية أثبتت أنها محدودة، ولا بد من دروس عملية لتحقيق الفائدة المطلوبة.