ثقافةصحيفة البعث

المخرج صالح السلتي: انطلقت مع بازوليني

حلب – غالية خوجة

يقفُ الطفل بأعوامه العشرة أمام كاميرا المخرج الإيطالي بيير باولو بازوليني عام 1969 ليدخل إلى عالم التمثيل من خلال فيلم “ميديا” الإيطالي الذي تمّ تصوير أغلب مشاهده في حلب، فتسحر الكاميرا الطفل لتجذبه إلى عالمها بين التأليف والتمثيل والإخراج، لتنتج شخصية فنية ملفتة في حلب اسمها صالح السلتي.

ولقد صادفت السلتي وأنا أمشي قريباً من الحديقة العامة، بصحبة الممثل إبراهيم غباش، فجلسنا ليكون هذا الحوار “الفلاشي” حول تجربته ابتداءً من مسرح الشعب بحلب، وتجربته الأولى مع مسرحية “هبط الملاك في بابل”، ثم كيف مثّل دور الابن الأوسط لجايسون عندما كان الإيطاليون يصورون فيلم “ميديا” في أحياء حلب ومنها البياضة وظهر القسطل والجبيلة، ليضيف: لديّ 7 مسلسلات عرضت على الشاشات العربية مثلاً ناس بلا ناس، هدية نفيسة، فتح الأندلس، كما ساهمت في كتابة العديد من الأعمال، منها أحمد بن حنبل، أعلام من الإسلام عام 2018.

واسترسل: في جعبتي 30 فيلماً سينمائياً قصيراً منها “التحدي”، إضافة لكوني مخرجاً تنفيذياً لكثير من الأعمال منها الزير سالم، غزلان في غابة الذئاب، أبو الطيب المتنبي، الحوت.

أين الجهات المختصة؟

وعن أهم ما يميّز تجربته برأيه؟ أجاب: تقيّم أعمالي خارج سورية وتلقى اهتماماً كبيراً، وأنا أنتظر، دائماً، من النقاد المزيد لأطوّر تجربتي أكثر، متسائلاً: لماذا المؤسّسة العامة للسينما لا تولي إبداعاتنا ما يجب أن توليه؟ وأين النقاد من أعمالنا؟.

أين تجد ذاتك أكثر على منصة المسرح أم الشاشة؟

أكد أنه سابقاً كان يبدع أكثر في المسرح، وساهم في الكثير من الأعمال المسرحية، ومنها أوبريت “الأمجاد” التي عرضت في الإمارات، وحالياً، السينما عالمه بين الكتابة والتمثيل والإخراج، ومن أعماله رجال تحت الطربوش، خان الحرير.

وتابع: أيضاً تستهويني شاشة التلفاز، ولقد شاركت بمسلسل وادي الذئاب التركي عام 2006 بدور المحقق الذي يقبض على مراد علمدار ويلاحقه، وشاركت بفيلم تركي آخر هو “القدر”.

المسرح يتراجع

حينها، سألته: لماذا لا نقدّم مسرحاً مبدعاً أو أفلاماً اجتماعية قصيرة للتلفاز أو السينما أو “اليوتيوب” ونحن لدينا في حلب هذه الخبرات؟ فردّ: لدينا تجارب في هذا المجال، مثل مسرحية “خبر عاجل” التي عُرضت عدة مرات بين عامي 1992 و2002، ولكن المسرح في حلب يتدهور ويتراجع منذ عقود لعدة أسباب، أهمها أن كافة المؤسّسات المنتجة للمسرح بدأت تقرّب الأشخاص غير الأكفاء.