اللاجئون الأوكرانيون في بريطانيا مهدّدون بفقدان منازلهم.. وجونسون يبشّر مواطنيه بأشهر صعبة
البعث – وكالات:
أكثر الدول الأوروبية حماساً لدفع أوكرانيا في طريق الحرب ضد روسيا تعيش اليوم أوقاتاً عصيبة بعد ستة أشهر من بدء العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، ويُلحظ في الأيام الأخيرة أن التململ الشعبي بلغ أوْجَه وبدأ يتسلل إلى الأوساط الرسمية تدريجياً. فبعد تصريحات المستشار الألماني أولاف شولتس حول طلبه من الشعب التخفيف من الاستحمام يظهر اليوم جونسون بتصريحات أكثر سخرية حول فاتورة الكهرباء، استفزّت الشارع البريطاني، في حين تتجاهل الحكومة البريطانية مشكلة اللاجئين الأوكرانيين الذين ربما ينتهي بهم المطاف إلى التشرّد قريباً، كما بدأت تصريحات بقطع الدعم العسكري تلوح في الأفق بعد أن ملّت بريطانيا من دفع نفقات تلك الحرب.
وقالت صحيفة “غارديان”: إن عشرات الآلاف من اللاجئين من أوكرانيا قد يفقدون البيوت التي تؤويهم في بريطانيا، وقد يتشرّد 50 ألف لاجئ أوكراني في بريطانيا العام المقبل، ورغم تحذير الحكومة من هذه المشكلة إلا أن الوزراء يرفضون تقديم حزمة دعم جديدة لمعالجة هذه الأزمة التي تلوح في الأفق.
ومن المتوقع إلغاء برنامج “منازل لأوكرانيا” الذي يساعد اللاجئين الأوكرانيين في الحصول على سكن في بريطانيا.
وفي سياق متصل، صرّح مصدر في وزارة الدفاع البريطانية بأن الدعم المالي البريطاني للعمليات القتالية الأوكرانية سيتلاشى بحلول نهاية العام.
وأضاف المصدر: “الأسلحة التي يمكن أن تقدّمها بريطانيا تنفد، والحقيقة هي أن المساهمة المالية البريطانية لأوكرانيا ستنتهي بحلول نهاية العام”.
وبذلك سيتعين على رئيس الوزراء البريطاني الجديد أن يقرّر ما إذا كان سينفق “مليارات الجنيهات” لدعم كييف، في وقت تمرّ فيه الأوضاع المالية للبلاد بأوقات عصيبة، كما أن سكان بريطانيا بدؤوا يدركون حجم التضحيات التي يتعيّن عليهم تقديمها من أجل كييف.
من جهته قال رئيس الوزراء البريطاني المستقيل بوريس جونسون: إن الأشهر المقبلة ستكون صعبة على البريطانيين وقد تفقدهم فواتير الكهرباء عقولهم، وبالفعل باتت فواتير تدفئة المنازل مخيفة جداً بالنسبة للكثيرين منا.
وفي وقت سابق، أعلنت الهيئة البريطانية لتنظيم الطاقة “Ofgem” عن زيادة بنسبة 80٪ في الحد الأقصى لفاتورة الكهرباء المسموح بها للمستهلكين بدءاً من تشرين الثاني المقبل بسبب ارتفاع أسعار الطاقة عالمياً، ما يعني زيادة 80٪ على فواتير البريطانيين.
وأثارت تصريحات رئيس الوزراء البريطاني المستقيل حول فواتير الكهرباء، ردود فعل صاخبة بين قراء صحيفة “ديلي ميل” الذين وصفوه بـ”المهرج، والرجل السمين العديم الفائدة”.
ووسط أزمة الطاقة التي تعصف ببريطانيا تتجه المدارس البريطانية لشراء سترات للشتاء لطلابها، ما يشير إلى أن المؤسسات التعليمية قد تخفض درجة الحرارة بمقدار درجة إلى درجتين للتوفير في التدفئة، وستطلب من الطلاب ارتداء سترات.
كذلك خاطب مديرو المدارس الآباء لتأكيد ضرورة أن يرتدي أطفالهم ملابس أكثر دفئاً خلال فترة تشغيل التدفئة، بينما سيتم تزويد أطفال الأسر ذات الدخل المنخفض بالسترات الصوفية مجاناً.
وسيزداد هذا العام إقبال الطلاب على وجبات الإفطار المجانية في المدارس، نظراً للوضع الاقتصادي المتدهور في البلاد، ومن المتوقع التوفير حتى في الطعام.
وذكرت صحيفة The Mirror في وقت سابق أن ما يقرب من 9 ملايين بريطاني قد يجدون أنفسهم تحت خط الفقر بعد قرار السلطات رفع الحد الأقصى لفاتورة الكهرباء بنسبة 80%.